الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
انفجرت الأوضاع داخل حركة "التحرير والعدالة" الدارفورية الموقع الرئيسي على اتفاق الدوحة للسلام في دارفور، وظهر خلاف مكتوم بين رئيس الحركة، التجاني السيسي، والقيادي البارز في الحركة ووزير الصحة المركزي، بحر إدريس ابوقردة، ويقود أبو قردة تيارًا يطالب بإصلاحات جذرية لضمان إنفاذ اتفاق الدوحة،
فيما اتهمت مجموعة تساند السيسي أبو قردة بأنه يسعى لزعزعة استقرار الحركة.
وأكّد المتحدث الرسمي باسم حركة "التحرير والعدالة"، أحمد فضل، أن تيار الإصلاح مصنوع ويفتقر إلى الموضوعية، وأعلن فضل الذي يشغل منصب وزير الدولة في مجلس الوزراء، بحسب موقع "سودان تريبيون"، أن أبو قردة يقود هذا التيار، وكان بيان صحافي صدر عن التيار تحدث عن مشاكل حقيقية تُهدِّد وحدة الحركة، أبرزها غياب المؤسسات، وممارسة السياسات الفردية، واحتكار الحركة لأشخاص مُحدّدين، وتهميش المجموعات الأخرى والتخلص من الروح الثورية، والتخلص من جيش الحركة بوسائل غير شرعية، كما اتهم البيان الحركة بأنها تفتقر إلى الطرح الفكري والسياسي الواضح، وأنها لا تملك برنامجًا سياسيًا وخطة عملية لتحولها من حركة مُسلحة إلى تنظيم سياسي فعَّال.
وفي تعليق له على هذا التطور أكّد الناطق السابق باسم تحالف أحزاب حركات سلام دارفور، محمد عبد الله المحامي أن الحركات الموقعة على اتفاقيات سلام في دارفور باتت عبارة عن حركات يتحكم فيها اشخاص.
وأوضح في تصريح مقتضب إلى "العرب اليوم" أن هذا الواقع يشكل تهديدًا خطيرًا على العملية السلمية في الإقليم، ورهن تنفيذ اتفاقية سلام الدوحة بوجود حركة فاعلة تملك برنامجًا واضحًا يستوعب مطلوبات السلام.
وأكّد محمد عبد الله: "بكل أسف إذا لم تتماسك الحركات الموقعة على اتفاقيات سلام مع الحكومة فإن أي حديث عن سلام يبدو غير منطقي.
من ناحية أخرى، أعلن القيادي في حركة "العدل والمساواة" الموقعة على اتفاق سلام مع الحكومة، نهارعثمان نهار، أن اتهام الحركات بأنها لا تملك نفوذًا أو برنامجًا اتهام غيرصحيح، لكنه اعترف ببعض المشكلات الداخلية، وأشار إلى أن الأمر لا يمكن وصفه بالخلاف، فالذي يحدث هو خلاف في وجهات النظر، وهذا أمر طبيعي يمكن التوصل إلى تفاهم بشأنه عبر الحوار.
وألمح إلى أن بعض الحركات ربما عانت من خلافات بالفعل بين جناحها العسكري والسياسي، إلا أن الأمر لا يجب أن يُفسّرعلى أنه مؤشر فشل لمساعي تحقيق السلام في دارفور.
وأكّد الصحافي المختص في الشأن الدارفوري أحمد محمد علي حسين، أن أي اتفاق سلام تم توقيعه بين الحكومة والحركات المسلحة اصطدم ببعض الخلافات الداخلية، فهناك من يرى في داخل تلك الحركات أن أي اتفاق ينبغي أن ينفذ سريعًا بينما يطالب البعض الاخر بالمرونة والتريث.
وأعلن في تصريح مقتضب إلى "العرب اليوم"، أنه لا يمكن التقليل من وزن ونفوذ الحركات، فبعضها يملك ثقلاً في الميزان مثل حركة العدل والمساواة جناح "دبجو"، وبعضها يملك ثقلاً اجتماعيًا كـ "التحرير والعدالة" التي يقودها التيجاني سيسي، فهي حركة تضم في عضويتها كل المجوعات المكونة للإقليم.
أرسل تعليقك