دمشق - ريم الجمال
استضََاف لبنان حوالي مليون لاجئ سوري هربوا منذ اندلاع النزاع قبل حوالي ثلاثة أعوام، حسب الأمم المتحدة، ويبلغ عدد الأطفال منهم حوالي 200 ألف تقل أعمارهم عن خمسة أعوام، فيما أكّد رئيس وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أنتونيو غوتيرس, "أن لبنان سجلت أعلى نسبة في عدد اللاجئين في العالم بالنسبة إلى السكان", في حين
صرّح مسؤولون أمميون أن السوريين اقتربوا من أن يصبحوا أكبر عدد من اللاجئين في العالم, وأنهم ينافسون الأفغان كأكبر عدد من اللاجئين في العالم.
وحَذّرت منظّمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من أن حوالي ألفي طفل سوري لجؤوا إلى لبنان مُهدّدون بالموت بسبب سوء التغذية, وأبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعية العامة بأن المنظمة الدولية ستبذل قُصارى جهدها لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي لإيصال المساعدات الإنسانية لملايين المحتاجين, وأكّد أن "على الحكومة السورية و أطراف الصراع الأخرى الاتفاق على هذا الموضوع".
وأوضح غوتيرس أن "تدفق اللاجئين كبير جدًا في أي بلد، أما في لبنان، وهو بلد صغير لديه مشكلات داخلية، فإن التأثير مذهل".
وأعلن أن "الإمدادات جاهزة لتوصيلها إلى مناطق كان يصعب الوصول إليها، وإلى بلدات ومدن تحت الحصار"، وأن هناك حاجة لضمان المرور الآمن لمواد الإغاثة الإنسانية على الطرق الرئيسية.
وأكّدت ممثلة المنظّمة في بيروت آنا ماريا لوريني أن "سوء التغذية هو تهديد جديد وصامت بين اللاجئين في لبنان"، وحدّدت لوريني أسباب هذه الأزمة بأنها "انعدام النظافة، والمياه غير الصالحة للشرب، والأمراض، ونقص التلقيح والغذاء السيئ".
وأشارت إلى أن حوالي ألفي طفل لم يبلغوا الخامسة من العمر "يواجهون خطر الموت، وهم في حاجة إلى علاج فوري للبقاء على قيد الحياة".
وأوضحت لوريني أن المناطق اللبنانية الأكثر تأثرًا بهذه الأزمة هي الشمال والبقاع، حيث تضاعفت حالات "سوء التغذية الحاد" بين العامين 2012 و2013.
وأعلن رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس "أن سورية كانت حتى قبل خمسة أعوام ثاني أكبر بلد يستضيف لاجئين في العالم، والآن يقترب السوريون من الحلول محل الأفغان كأكبر عدد من اللاجئين في العالم".
وطالَبَ قرار مجلس الأمن الذي أُقِرّ بالإجماع بدخول المساعدات إلى سورية عبر الحدود، وإنهاء استخدام أسلحة مثل البراميل المتفجرة في المدن والبلدات، وهدَّد "بخطوات إضافية" في حال عدم الالتزام.
وخَشِيَ دبلوماسيون في الأمم المتحدة من ألا توافق روسيا على الأرجح على أي إجراء في حالة عدم التزام الحكومة السورية بالقرار، لكنّ مبعوثين غربيِّين أكّدوا أن هناك "نية قوية" لاتخاذ إجراء في مجلس الأمن إذا تم تجاهل القرار.
وأكّدت مفوّضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي أمام الجمعية العامة أن هناك تقارير تفيد بأن الاسلحة غير الدقيقة، خاصة البراميل المتفجرة، قتلت مئات الأشخاص في شهر شباط/ فبراير فقط.
وأوضحت أنه خلال الفترة ما بين 15 و28 كانون الأول/ ديسمبر 2013 "سقطت براميل متفجرة على أكثر من 12 منطقة، وانفجرت في أبنية سكنية وأسواق ومحطة للحافلات ومدرسة وبالقرب من مستشفيات، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية بشكل مروع".
واتضَحَ من إحصاءات الأمم المتحدة أن حوالي 9.3 مليون سوري، أي نصف عدد السكان تقريبًا، يحتاجون المساعدة.
ونزَحَ حوالي 2.4 مليون شخص عن البلاد خلال النزاع المُسلَّح المستمر منذ حوالي ثلاثة أعوام, كما أن حوالي نصف السكان فرّوا من منازلهم بسبب القتال, ومن بين الفارين إلى الخارج، سُجل في الأردن حوالي 600.000 لاجئ، وحوالي 670.000 لاجئ في تركيا.
أرسل تعليقك