عمان ـ العرب اليوم
اعتبر أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أنَّ جميع ملفات المرحلة لها أولوية لدى الجامعة، مشيرًا إلى أنَّ الشأن السوري يأتي في مقدّمتها، مبيّنًا أنَّ الجامعة تسعى جاهدة للحصول على قرار من مجلس الأمن بغية وقف إطلاق النار، لافتًا إلى أنَّ اجتماع وزراء الخارجية العرب، سيعقد في القاهرة، الأربعاء، بطلب من الرئيس الفلسطيني
محمود عباس.
وأكّد العربي، في حوار صحافي، الثلاثاء، أنَّ "الجامعة تطالب في الملف السوري دائمًا بتسوية سياسية، حيث كان المسار يتجه إلى جنيف بناء على معادلة كان قد تمَّ الاتفاق عليها في الثلاثين من حزيران/يونيو عام 2012، بأن تبدأ مرحلة انتقالية تجمع النظام والمعارضة معًا، ويؤدي الأمر إلى تشكيل هيئة حاكمة انتقالية، ذات صلاحيات كاملة، لكن للأسف في اجتماع جنيف 2، لم يتوصل الطرفان خلاله إلى نتيجة، وخلال المرحلة الراهنة لا اعتقد أنه سيتم النظر للملف السوري من طرف أميركا وروسيا، كون الأولوية لهما الأن في أوكرانيا".
وأوضح أنَّ "جامعة الدول العربية تلخص مطالبها وتوجهاتها حيال الملف السوري بثلاثة أمور، أولها وقف إطلاق النار، ذلك أنَّ الساحة السورية تشهد يوميًا الكثير من حالات القتل، فكل يوم يموت السوريون من الجانب الحكومي، ومن جانب المعارضة، وكلهم في المحصلة سوريون، وأشقاء لنا، وبالتالي نحن نطالب منذ عام 2012 مجلس الأمن بالتحرك في هذا الاتجاه، وأن يفرض وقف إطلاق النار، لأن من يطلب قرار وقف إطلاق النار ليست جامعة الدول العربية، ذلك أنَّ هناك جهازًا واحدًا في العالم من يفرض هذا الأمر، هو مجلس الأمن، وبالتالي نحن نطالب بإتخاذ قرار سريع من مجلس الأمن في هذا الشأن".
وأضاف "أما الأمر الثاني فهو ضروروة إدخال مساعدات إنسانية بصفة عاجلة إلى الأراضي السورية"، مشيرًا إلى أنَّ "تسعة ملايين نازح يحتاجون لهذه المساعدات بالسرعة القصوى"، مبيّنًا أنَّ "الأمر الثالث يتمثّل في التفكير، منذ الأن، في ما بعد الأزمة السورية، والعمل على وضع مخطّطات لإعادة إعمار البلاد".
وكشف العربي عن "توجه عربي لاعتماد مركز إدارة الأزمات الكبرى في الأردن نموذجًا، للبناء على غراره في الدول العربية"، مبديا إعجابه الكبير بآلية تعامل الأردن في موضوع إدارة الأزمات، لافتًا إلى أنَّ "التجربة الأردنية في موضوع إدارة الأزمات رائدة، وتعتبر مصدر فخر للأردنيين والدول العربية كافة".
وأضاف "وفق ما شاهدت، فإن المركز تتوفر فيه الإمكانات كلها، بغية مواجهة أية أزمات، مهما كان نوعها، وعليه سيتم اعتماده كنموذج في الدول العربية، ليتم إنشاء مراكز على غراره، تتمتع بمواصفات عالمية".
وأشار العربي إلى أنَّ مؤتمر "نحو إنشاء شبكة استجابة للأزمات في العالم العربي"، الذي يعقد في الأردن، بدعوة أردنية، يهدف إلى إنشاء شبكة عربية لمراكز إدارة الأزمات، توجه من جامعة الدول العربية، بغية تشكيل تعاون عربي بهذا الشأن، موضحًا أنَّ "أزمات المرحلة لا يمكن لدولة واحدة التعامل معها، إضافة إلى الحاجة لوجود مراكز إدارة أزمات، عبر شبكة واحدة، ستكون التجربة الأردنية فيها مسألة أساسية".
وبيّن أنَّ "جامعة الدول العربية تجد في إنشاء شبكة عربية لمراكز إدارة الأزمات مسألة هامة"، رافضًا أن يكون مركز إدارة الأزمات من تداعيات ما يسمى بـ"الربيع العربي"، مشيرًا إلى أنَّه "تخطيط إسترتيجي لوجوده، والربيع العربي هو مرحلة انتقالية، لا تزال مستمرة، لم تنته أو تظهر نتائجها بعد"، لافتًا إلى أنَّ "دول شرق أوروبا، بعد عام 1980، مرّت بمراحل انتقالية استمرت لأعوام طويلة، حتى استقرت الأمور فيها، وبالتالي فإن الاستقرار سيحصل، لكنه في حاجة إلى الوقت".
وأوضح العربي أنَّ "موضوع إدارة الأزمات قائم على أمرين، الأول ضرورة التعاون بين الدول العربية فيما بينها، والثاني الأزمات العالميّة، وبالتالي لا تستطيع دولة وحدها أن تعلم بها مسبقًا، أو أن تتعامل معها، لذلك لا بد من تعاون مشترك".
وتابع "المؤتمر، الذي انطلقت أعماله في عمان، يسعى للوصول إلى تأسيس شبكة عربية لإدارة الازمات، فلا بد للدول العربية أن تنسق فيما بينها"، معتبرًا أنَّ "تأسيس الشبكة هو مصلحة عربية".
أرسل تعليقك