غزة - محمد حبيب
تشهدُ الحدود الشرقية لقطاع غزة بين الحين والآخر تحركات نشطة لقوات الاحتلال الصهيوني، تتمثل في التوغل في الأراضي الحدودية، وحشد الآليات العسكرية، والدفع بأعداد أكبر من الجنود، بالإضافة إلى تحركات مكثفة في منطقة نقف المقاومة المكتشف دون أن يعرف الهدف من تلك التحركات، فيما تشير التقديرات
إلى أن الخشية من التعزيزات الإسرائيلية على منطقة الحدود مع غزة تكمن من إمكانية توجيه ضربة إلى القطاع ، أو الدخول في موجة تصعيديه تفتعلها قوات الاحتلال الإسرائيلي، تأتي تلك الفرضية في ضوء التصريحات الإسرائيلية المتعلقة باكتشاف النفق الأخير، في حين أعلنت المقاومة أنها على أهبة الاستعداد لمواجهة العدو الصهيوني في حال فكر الدخول أو التقدم إلى قطاع غزة.
وفي المقابل أكدت المقاومة الفلسطينية بدورها أنها تتابع التحركات الصهيونية على الحدود الشرقية مع قطاع غزة عن كثب، وأنها ترصد بدقة العدو من حيث العدد والآليات ومسافة التقدم والتصريحات التي يطلقها قادة العدو، موضحة أنها تربط بين تلك التصريحات وصورة الوضع الميداني على الحدود.
كما أوضحت المقاومة أنها على أهبة الاستعداد لمواجهة العدو الصهيوني في حال فكر الدخول أو التقدم إلى قطاع غزة.
فيما أكد الناطق الرسمي باسم "سرايا القدس" الجناح العسكرية لحركة الجهاد أن مجمل الأخبار التي يتناقلها العدو الصهيوني هي محاولة لتبرير العدوان على قطاع غزة، والمقاومة تحاول العمل بصمت وبروية في أكثر من مجال بينها الأنفاق الأرضية.
ويقول أبو أحمد :"التصريحات المتكررة لقادة العدو فيما يتعلق بالنفق المكتشف هي محاولة من قبل الاحتلال أنه حقق انتصاراً على المقاومة الفلسطينية، وكل ما يشاع حول النفق هي محاولة لصناعة نصر وهمي، وعن اكتشف النفق فهو أحد أنفاق المقاومة وليس كلها، والمعركة مع الاحتلال مفتوحة في كل المجالات".
وبشأن متابعة السرايا للتحركات الاحتلال الحدودية قال :"نحن نرصد بدقة ما يحدث على الحدود الشرقية، وبفضل الله لدينا معلومات كاملة عن أعداد الجنود والياتهم واعين المقاومة منتبهة جيداً لكل كبيرة وصغيرة على الحدود".
وأوضح أن الاحتلال يحاول تصعيد الوضع مع قطاع غزة عبر التوغلات الشرقية والتحركات الحدودية لأجل البحث عن أنفاق، مستبعداً حدوث مواجهة كبيرة بالوقت الراهن.
ومن جانبه أكد المتحدث الإعلامي باسم ألوية الناصر صلاح الدين (أبو عطايا) أن التصريحات الإسرائيلية بشأن النفق المكتشف على الحدود تأتي في إطار الحرب الإعلامية.
وقال بشأن اكتشاف النفق :"المقاومة ليس لديها فقط النفق المكتشف بل لديها عشرات الأنفاق التي تخترق الحدود".
وأضاف: "المقاومة ترصد التحركات الإسرائيلية على الحدود وعلى أتم الجهوزية لمواجهة أي عدوان إسرائيلي على قطاع غزة، بل وجاهزون لإيلام العدو أكثر بكثير مما حصل له في الحربين الماضيتين".
كما وأوضح أن إصابة الجندي الصهيوني بالأمس كانت دليل واضح على الجهوزية، مشيراً أنه تم إصابة الجندي بعد توغله داخل الأراضي الحدودية لقطاع غزة، متوعداً الاحتلال بدحر آلياته عن أي وغل لقطاع غزة.
هذا وكشفت مصادر صحافية عبرية، النقاب عن وثيقة سرية أعدتها قيادة جيش الاحتلال، تشرح فيها كيفية التعامل مع سكان المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، وتهدئة مخاوفهم، في أعقاب تزايد عمليات اكتشاف الأنفاق.
ونقل موقع "والا" الإخباري العبري، أن الوثيقة تشير إلى أن "ازدياد عمليات كشف الأنفاق يُدخل سكان المستوطنات القريبة في أجواء نفسية متأزمة، حيث تحول الكشف عن الأنفاق من تهديد ثانوي إلى تهديد حقيقي، سيكون له انعكاساته على المدى البعيد".
وتفصل الوثيقة لضباط جيش الاحتلال العاملين على الحدود مع قطاع غزة، كيفية التعامل مع المستوطنين، ومحاولة تهدئة مخاوفهم من خطر الأنفاق، حيث توصي الوثيقة بضرورة الحوار مع المستوطنين من قبل مسؤولي الألوية فقط، وأن يكون الحديث دائمًا عن إمكانية إيجاد حلول مستقبلية لمشكلة الأنفاق، عبر استخدام مصطلح "قبة الأنفاق"، على غرار "القبة الحديدية".
كما تشمل توصيات الوثيقة، التركيز في الحديث أمام المستوطنين على الأجواء الهادئة التي تعيشها المنطقة الجنوبية خلال العام والربع الأخير بعد عملية "عامود السحاب"، وأن الجيش في طريقه لحل معضلة الأنفاق، والتنويه لهم في أن وجهة الأنفاق كانت صوب مواقع الجيش وليست صوب المستوطنات القريبة، في محاولة لتهدئة مخاوفهم المتزايدة.
وفي السياق ذاته، كشف المصدر نفسه، عن قيام الجيش الصهيوني أخيرًا، بتعزيز تواجد الجنود النظاميين، في المستوطنات القريبة من القطاع، مع تزايد تهديد الأنفاق القادمة من القطاع.
وكان جيش الاحتلال، قد أعلن قبل ما يقرب أسبوعين عن اكتشافه نفقًا أرضيًّا للمقاومة قرب "كيبوتس العين الثالثة" إلى الشرق من خان يونس (جنوب قطاع غزة)، لكن "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أكدت أن اكتشاف أمر النفق كان بفعل المنخفض الجوي الأخير على القطاع وليس إنجازا استخباريًّا للاحتلال.
أرسل تعليقك