بغداد- نجلاء الطائي
دعا العراق، الأربعاء، دول العالم كافة لمساعدته في مكافحة الفساد وتفعيل الأحكام الصادرة بهذا الشأن لتمكينه من استرداد أمواله المنهوبة، وفي حين عد أن ما حققه في هذا المجال "محموداً رغم أنه لا يلبي الطموح"، أبدى استعداده الالتزام بمبادئ الاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد شريطة أن تعامله الدول الأخرى بالمثل
.
جاء ذلك خلال (المؤتمر الدولي لمكافحة الفساد)، الذي عقد، الأربعاء، في فندق الرشيد، وسط العاصمة بغداد، بحضور رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، تحت شعار (باسترداد الأموال المنهوبة تصان كرامة الشعوب وتعمر الأوطان، رؤية شاملة لاسترداد الأصول)، بمشاركة ممثلي 28 دولة، وتستمر أعماله على مدى يومين.
وقال رئيس هيئة النزاهة العراقية، علاء جواد، في كلمته في المؤتمر، إنه من الضروري "وجود تنسيق وتعاون دولي في مجال استعادة الأموال المنهوبة"، عادّاً أن "نهب الأموال العامة يشكل ظاهرة خطيرة تهدد الدول بالانهيار السياسي والاقتصادي".
وأضاف جواد أن "ما أنجز في مجال مكافحة الفساد في العراق محمود رغم أنه لا يلبي الطموح"، شاكياً من "عدم وجود مساعدة دولية بشأن استعادة الأموال المهربة من العراق".
ودعا رئيس هيئة النزاهة، المجتمع الدولي إلى "مساعدة العراق على استعادة أمواله المنهوبة، خصوصا الدول التي ترتبط بالاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد"، مبدياً "استعداد العراق الالتزام بمبادئ الاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد شريطة أن تعامله الدول الأخرى بالمثل".
ودعا رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق، مدحت المحمود، خلال المؤتمر، إلى "تفعيل الأحكام القضائية الخاصة بمكافحة الفساد لاسترداد الأموال المنهوبة".
وقال المحمود، إن "الأمر يبقى قاصراً عن تحقيق الهدف في مكافحة الفساد، إن لم تفعل الأحكام الصادرة على المتهمين بمثل تلك القضايا لاسترداد الأموال المنهوبة من الدول ذات العلاقة"، مشدداً على ضرورة أن "يأخذ القضاء دوره لتنفيذ ملفات الاسترداد".
وتعد ظاهرة الفساد "التحدي الأكبر" الذي يواجه العراق إلى جانب الأمن، منذ عام 2003، لاسيما أن مستوياته بلغت حداً أدى بمنظمات دولية متخصصة إلى وضع العراق من بين البلدان "الأكثر فساداً" في العالم، إذ حل في المرتبة الثالثة في عاماً 2012 الماضية.
وكانت منظمة الشفافية الدولية أعلنت، في (الثالث من كانون الأول 2013 المنصرم)، أن خمس دول عربية احتلت المراكز الأولى بين الدول الأكثر فساداً في العالم، وأكدت أن الصومال والسودان وليبيا تليها العراق وسورية، هي التي احتلت المراتب الأولى وفقا لمؤشر الفساد التابع للمنظمة لعام 2013، أشارت إلى أن القائمة ضمت 177 دولة.
أرسل تعليقك