بيروت - العرب اليوم
وجه الرئيس اللبناني ميشال عون دعوة إلى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، إلى قصر بعبدا، «من أجل التأليف الفوري للحكومة بالاتفاق معي، وفق الآلية والمعايير الدستورية المعتمدة في تأليف الحكومات من دون تحجج أو تأخير».وأوضح عون، في كلمته إلى اللبنانيين مساء اليوم، أنه «في حال وجد رئيس الحكومة المكلف نفسه في عجز عن التأليف وترؤس حكومة إنقاذ وطني تتصدى للأوضاع الخطيرة التي تعاني منها البلاد والعباد، فعليه أن يفسح في المجال أمام كل قادر على التأليف»، حسبما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام.
وشدد الرئيس عون على أنه «لا فائدة من كل المناصب وتقاذف المسؤوليات إن انهار الوطن وأصبح الشعب أسير اليأس والإحباط، حيث لا مفر له سوى الغضب، وعلى أن كل شيء يهون أمام معاناة الشعب التي بلغت مستويات لا قدرة له على تحملها».ولفت إلى أنه «سلك درب المساءلة الوعرة في ظل نظام تجذر فيه الفساد السلطوي والمؤسساتي واستشرى، وارتفعت أمامي كل المتاريس، وأنتم تعرفون أني ما اعتدت الإذعان والرضوخ دفاعا عن كرامتكم وعيشكم الحر الكريم».
واستقالت حكومة حسان دياب اثر انفجار مرفأ بيروت المروع في الرابع من أغسطس (آب). وبعد طول انتظار، كلف عون في أكتوبر (تشرين الأول) رئيس الحكومة السابق وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري تشكيل حكومة جديدة.ومنذ ذلك الحين، يتبادل الحريري وعون الاتهامات بالعرقلة وبوضع شروط مضادة.وتشير تقارير صحافية إلى أن تشبّث عون وتياره السياسي بالحصول على حصّة حكومية مرجحة هو ما يعيق ولادة الحكومة، رغم أنه ينفي ذلك. كما تتحدث التقارير عن إصرار الحريري على تشكيل حكومة اختصاصيين من 18 وزيراً، فيما يُطالب عون بزيادة عدد الوزراء.
لكن لم تنجح مبادرات محلية وخارجية حتى الآن في تقريب وجهات النظر.وأعلن مصدر دبلوماسي فرنسي الأربعاء أن على الأوروبيين والأميركيين زيادة «الضغوط» على الطبقة السياسية اللبنانية لتشكيل حكومة جديدة وقد يتم ذلك أيضا من خلال «عقوبات».وصرح الدبلوماسي لصحافيين «يجب زيادة الضغط إلى حد كبير على القادة السياسيين. سيكون هذا عمل الأسابيع المقبلة». وأضاف «لن نتحرك بمفردنا لكن مع شركائنا الأوروبيين ومع الأميركيين».
وتدخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقوة في الملف اللبناني دون إحراز أي تقدم حتى الآن لإيجاد مخرج للأزمة السياسية في هذا البلد.وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان اتهم السياسيين اللبنانيين «بعدم تقديم المساعدة» لبلدهم الذي يواجه مخاطر «الانهيار» في وقت يعاني لبنان أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة.وقال لودريان للصحافيين «قد أميل للقول بأن المسؤولين السياسيين اللبنانيين لا يساعدون بلدًا يواجه مخاطر، جميعهم أيا كانوا»، مستنكرًا تقاعس الطبقة السياسية عن التصدي لخطر «انهيار» البلاد.
وسجّلت الليرة اللبنانية الثلاثاء تدهوراً قياسياً جديداً، إذ لامس سعر الصرف في مقابل الدولار عتبة 15 ألف ليرة في السوق السوداء، في سقوط حر مستمر منذ بدء الانهيار الاقتصادي قبل عام ونصف العام.وبذلك، تكون الليرة قد خسرت حوالى تسعين في المئة من قيمتها أمام الدولار، فيما لا يزال سعر الصرف الرسمي يساوي 1507.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
مشاورات تشكيل الحكومة اللبنانية تراوح مكانها وعودة تبادل الاتهامات بالتعطيل
هل يبقى مسيحيون يدافع ميشال عون عن حقوقهم!
أرسل تعليقك