جدل وخلافات في ليبيا بشأن قانون للانتخابات الرئاسيّة قبل أشهر قليلة من الاقتراع
آخر تحديث GMT10:44:49
 العرب اليوم -

جدل وخلافات في ليبيا بشأن قانون للانتخابات الرئاسيّة قبل أشهر قليلة من الاقتراع

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - جدل وخلافات في ليبيا بشأن قانون للانتخابات الرئاسيّة قبل أشهر قليلة من الاقتراع

الانتخابات الليبية - صورة أرشيفية
طرابلس - العرب اليوم

تسود خلافات سياسية في ليبيا منذ إعلان رئيس مجلس النواب عقيلة صالح مصادقته على قانون للانتخابات الرئاسية يبدو معدا على مقاس رجل شرق البلاد القوي خليفة حفتر، ولم يعرض للتصويت في جلسة رسمية.والقانون المكون من 77 مادة ونشر في 9 أيلول/ سبتمبر يحمل رقم 1 لسنة 2021 وتوقيع رئيس مجلس النواب، وهو ينظم الانتخابات الرئاسية المقررة في 24 كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
وسبب القانون انقساما بين النواب، ولاقى رفضا من المجلس الأعلى للدولة، فيما ظل موقف ملتقى الحوار السياسي ضبابيا.
ووصف المجلس الأعلى للدولة إصدار القانون بأنه إجراء "أحادي"، وبأن صالح يهدف إلى عرقلة الانتخابات المقبلة بتعمده إصدار "قانون معيب".
ويعتبر المعترضون على القانون أن صالح يقدم خدمة إلى المشير خليفة حفتر الذي تسيطر قواته على شرق البلاد وأجزاء من جنوبها، ومن المتوقع ترشحه للانتخابات  المقبلة.
ويرى أستاذ العلاقات الدولية خالد المنتصر في تصريح له، أن إصدار قانون الانتخابات الرئاسية بهذا الشكل "المعيب" و"الغامض" يعتبر بمثابة دفع لليبيين إلى "الصدام" مجددا.
وأضاف المنتصر: "البرلمان لا يملك وحده حق المصادقة أو إصدار قانون انتخاب الرئيس، خاصة وأن التوتر والخلاف بين مختلف الأطراف لم ينته بعد، والتوافق ضروري حول أي قانون ليتماشى والحالة الحرجة القائمة".
وتابع: "لا يعني فشل ملتقى الحوار السياسي بجنيف في إقرار الأطر الدستورية للانتخابات، السماح وبطريقة غامضة وعبر شخص رئيس البرلمان بتمرير قانون وفي توقيت حساس، وهو شخصية داعمة لطرف وتيار معين يسيطر على شرق البلاد".
وتشير مادة مثيرة للجدل الى إمكانية ترشح أي عسكري أو مدني لمنصب الرئيس شرط "التوقف عن العمل وممارسة مهامه قبل موعد الانتخابات بثلاثة أشهر"، وفي حال عدم انتخابه "يعود لسابق عمله".
وقال المحلل السياسي الليبي وأستاذ القانون ميلود الحاج إنه بموجب الاتفاق السياسي الليبي يحتاج إصدار القوانين إلى تشاور مع المجلس الأعلى للدولة، وموافقة الأخير ضرورية على القوانين المنظمة للانتخابات.
وأضاف المحلل السياسي "البرلمان صاحب اختصاص تشريعي، لكن بما أن ليبيا مزقها النزاع والفوضى، وما رافق ذلك من استحداث مجلس الدولة كغرفة ثانية للبرلمان تتقاسم (مع مجلس النواب) بعض الاختصاصات، وجب التنسيق معه لتجنب الطعن دستوريا في صحة أي قوانين".
أما الخبير بالشأن الليبي في مؤسسة "غلوبال إنيشاتيف" البحثية جلال حرشاوي، فاعتبر في تصريح لوكالة فرانس برس أن إصدار قانون الانتخابات الرئاسية بهذه الطريقة "التعسفية" يمثّل "رهانا" و"مناورة" من عقيلة صالح.
وقدّر حرشاوي أن "فرض رئيس مجلس النواب القانون تعسفيا ودون تصويت، يضع الجميع أمام الأمر الواقع، خاصة مع فشل منتدى الحوار السياسي في اقتراح أساس دستوري قبل الأول من تموز كما كان متوقعا، لذلك تدخل صالح في مواجهة هذا الخلل - الناجم جزئيا عن لامبالاة المبعوث الأممي- وقام بخطوته".
وعن فرص نجاح القانون بهذه الطريقة، قال الخبير إنه "رغم أن هذه الخطوة ستواجه تحديات قانونية وديموقراطية، إلا أن صالح يدرك جيدا أنه يملأ فراغا، كونه يعلم أن عددا من الأطراف الليبية والدول الأجنبية والأمم المتحدة نفسها، ستميل بشدة إلى تبني قانونه".
وتابع حرشاوي أن "بعض الدول المنحازة إلى (معسكر) الشرق - مثل فرنسا - رحبت بقانون صالح باعتباره سليما تماما. وفي المقابل، ترددت المملكة المتحدة والولايات المتحدة بالنظر إلى الطبيعة الإشكالية جدا للمناورة".  
وختم قائلا: "من وجهة نظر نظرية اللعبة، نجح عقيلة صالح في تحقيق ضربة بارزة، لأنه بذلك يحاصر العديد من اللاعبين من جميع الأطياف".
وأكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا يان كوبيش، في إحاطة أمام مجلس الأمن الجمعة، أنه "تبلّغ" من عقيلة صالح بأنّ قانون الانتخابات الرئاسية تم "اعتماده".
واللافت بأن إصدار القانون جاء بطلب مسبق من المبعوث الأممي، عقب اجتماعه مع رئيس مجلس النواب في طبرق شرق ليبيا، قبل يومين فقط من إعلان الأخير مصادقته على القانون.
واعتبر كوبيش أنه "يمكن تنظيم الانتخابات البرلمانية بالاستناد إلى القانون الحالي مع احتمال إدخال تعديلات يمكن النظر فيها والموافقة عليها في غضون الأسبوعين المقبلين".
وأجرى الأعضاء الـ75 بمنتدى الحوار الليبي الذي اختار سلطة سياسية موحدة مطلع شباط الماضي، محادثات في جنيف بين 28 حزيران/ يونيو و2 تموز/ يوليو للاتفاق على آلية إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية المحدّدة في 24 كانون الأول/ ديسمبر.
وكان يفترض رفع خلاصة نتائجهم الى البرلمان فور انتهاء المباحثات، لكن سرعان ما أعلنت الأمم المتحدة فشل منتدى الحوار الليبي في التوافق حول القاعدة الدستورية للانتخابات.
وأعقب ذلك إعلان الأمم المتحدة تشكيل "لجنة توافقات" لإيجاد أرضية مشتركة ومحاولة ردم الهوة بين المقترحات المعروضة، دون تحديد موعد جديد لاستئناف محادثات منتدى الحوار.
وفسر مراقبون تصريحات كوبيش بأن الأمم المتحدة تخطت منتدى الحوار، واعتبرته عاجزا على إصدار مقترح توافقي بشأن قوانين الانتخابات.

قد يهمك ايضا 

ليبيا تعلن عن خطة برلمانية بديلة في حال تأجيل الانتخابات الرئاسية

مجلس النواب الليبي يصدر بيانا بعد مزاعم وفاة رئيسه عقيلة صالح بحادث سير

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدل وخلافات في ليبيا بشأن قانون للانتخابات الرئاسيّة قبل أشهر قليلة من الاقتراع جدل وخلافات في ليبيا بشأن قانون للانتخابات الرئاسيّة قبل أشهر قليلة من الاقتراع



إطلالات حمراء جريئة للنجمات على سجادة مهرجان البحر الأحمر

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 02:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعارض إطلاق أوكرانيا صواريخ نحو العمق الروسي
 العرب اليوم - ترامب يعارض إطلاق أوكرانيا صواريخ نحو العمق الروسي

GMT 11:59 2024 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

أحمد سعد يتحدث عن انتمائه لمصر وحبه للسعودية

GMT 08:24 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... محاولة في إعادة ترتيب الآمال والمخاوف

GMT 06:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تجربة علاج جيني جديد تظهر تحسناً مذهلاً في حالات فشل القلب

GMT 03:32 2024 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

المغرب ينتج أول اختبار لفيروس جدري القردة في أفريقيا

GMT 16:42 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تنال رسميا شرف استضافة كأس العالم 2034

GMT 02:01 2024 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 14 فلسطينيًا بينهم نساء في قصف بمخيم النصيرات

GMT 20:55 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تنظيم داعش يعلن مسؤوليته عن هجوم قتل فيه وزير من حركة طالبان

GMT 12:37 2024 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

المغربي نصير مزراوي غير قابل للبيع في مانشستر يونايتد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab