عقبات تعترض الحلم التركي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
آخر تحديث GMT04:55:49
 العرب اليوم -

لا تخفي أنقرة رغبتها الشديدة في الانضمام إلى التكتل

عقبات تعترض الحلم التركي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - عقبات تعترض الحلم التركي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي

الاتحاد الأوروبي
تركيا- العرب اليوم

تخالف تركيا الاتحاد الأوروبي في أكثر من ملف، إلا أن أنقرة لا تخفي رغبتها الشديدة في الانضمام إلى التكتل، رغم وجود العديد من العقبات التي تعترض المسعى التركي، وأشار الاتحاد الأوروبي في بيان الثلاثاء، إلى أن مفاوضات انضمام تركيا لأكبر تكتل تجاري في العالم لا ينبغي تسريعها لفشلها في الالتزام بمعايير الديمقراطية وحماية استقلال محاكمها ومكافحة الفساد بشكل فعال.وفي تقرير لاذع بشأن سعي تركيا لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي، قالت المفوضية الأوروبية، إن السلطات التركية تواصل الضغط على المجتمع المدني وجماعات الإغاثة ووسائل الإعلام، مشددة على أن السلطة السياسية ما زالت مركزة في أيدي الرئيس رجب طيب أردوغان.

وقالت المفوضية التي تدير محادثات العضوية وتشرف عليها بالنيابة عن الدول السبع والعشرين الأعضاء: "التقرير المقدّم يؤكد أن الحقائق الأساسية التي أدت إلى هذا التقييم لا تزال قائمة، على الرغم من التزام الحكومة المتكرر بهدف الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي".وأشارت إلى أن "الآثار السلبية" لحال الطوارئ التي فرضها أردوغان بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا عام 2016، ورفعت قبل عامين، ما زالت محسوسة حتى اليوم.وأوضحت المفوضية أن السلطة السياسية مركزة في أيدي الرئيس التركي، وأن القضاء لايتمتع بالاستقلالية، فضلا عن تدهور الأوضاع في السجون.

وانتقد التقرير النزاع التركي في شرق المتوسط مع الدولتين العضوين في الاتحاد الأوروبي اليونان وقبرص، والأدوار التي تلعبها في ليبيا وسوريا.وأشار التقرير إلى أن سياسة تركيا الخارجية "تتصادم بشكل متزايد مع أولويات الاتحاد الأوروبي"، حسبما نقلت "الأسوشيتد برس"، وطوال الأسبوعين الماضيين، انشغلت المؤسسات والقوى السياسية الأوروبية بتهديدين وشيكين على حدودها الشرقية والجنوبية.ففي بيلاروسيا اندلعت انتفاضة شعبية مناهضة لألكسندر لوكاشينكو، الموالي لروسيا، مما أعاد للأذهان الأوربية إمكانية تكرار السيناريو الأوكراني، بحيث تتدخل روسيا عسكريا في بلد على حدود أوروبا، وتفرض واقعا سياسيا وعسكريا عليها.

إلى جانب ذلك، كانت تركيا "تتحرش" اقتصاديا وعسكريا بدولتين ضمن المنظومة الأوروبية، هما قبرص واليونان، عبر استخدام لغة التهويل والتهديد العسكري.غالبية واضحة من المتابعين والمؤسسات البحثية الأوروبية، كانت ترى أن السلوك التركي بات أكثر إضرارا ومسا بالأمن القومي الأوروبي، لأنه على عكس ما يجري في دولة حيوية ومرشحة لعضوية الأسرة الأوربية مثل بيلاروسيا، لا تمارس فعلا داخليا يمس القيم الأوروبية العليا فحسب، بل تتجاوز ذلك لتصبح أداة زعزعة للاستقرار الأمني والجغرافية على حدودها، ودون أي مبرر ذو قيمة.

وكان الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل قد أعلن عقب اجتماعات مطولة للمجلس الأوروبي في أكتوبر بأن: "التوترات في شرق المتوسط بين اليونان وتركيا وقبرص تتزايد، وإن الأمر يضاعف خطر اندلاع مواجهة تتجاوز مجرد حرب كلامية"، مذكرا بما قاله وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: "ثمة عواقب محتملة ووخيمة في غياب التقدم في التعامل مع تركيا".وبهذا التهديد "الأمني-العسكري"، تكون تركيا قد أكملت قوس أشكال مسها بالأمن القومي الأوروبي، التي يمكن رصدها بثلاثة مستويات، إلى جانب هذا الحيز العسكري.

فتركيا تتحول بالتقادم إلى نظام شمولي إيديولوجي، يُعلي من خطاب الكراهية وصراعات الهوية، وهو ما يهدد الاستقرار الاجتماعي في داخل أوروبا، التي بها جاليات كبرى من الأتراك، وتؤثر الأجهزة الأمنية التركية على العديد من شبكات الجماعات المتشددة بداخله.فمؤشر مؤسسة "فريدوم هاوس" اعتبر أن تركيا دولة "غير حرة تماما"، كذلك أعلن مؤشر سيادة القانون لمشروع العدالة العالمية بأن تركيا تحتل المرتبة 107 عالميا من أصل 128 دولة، بما يخص مسائل سيادة القانون وانتهاك حقوق الإنسان.كما أن منظمة "مراسلون بلا حدود" صنفت تركيا في المرتبة 154 عالميا من حيث الحريات الإعلامية.

كذلك فإن تركيا صارت بالنسبة للاتحاد الأوروبي عامل زعزعة للاستقرار في الدول التي تعاني من صراعات داخلية أو إقليمية، من أذربيجان وأرمينيا وحتى ليبيا، مرورا بسورياوالعراق، وهو ما يهدد بتحطيم أشكال الاستقرار السياسي والاجتماعي في تلك البلدان، وخلق موجات من الهجرة نحو البلدان الأوروبية.ويضاف إلى ذلك كله، التحالف الاستراتيجي بين تركيا وروسيا، بحيث يسعى الطرفان في مختلف الملفات إلى خلق نوع من التوازن والتحاصص فيما بينهما، وعدم مراعاة أية حساسية أوروبية، على "أقاليم القلق" الثلاث بالنسبة للوحدة الأوربية، الشرق الأوسط والبلقان وشمال أفريقيا.ولأسباب تتعلق بالتداخل الثقافي والجغرافي والإيديولوجي، تعرف المنظومة الأوربية بأن روسيا ليس لها أن تتمدد في تلك الجغرافيات كما يحصل مؤخرا، دون دعم وتعاون واضح مع تركيا، التي تفعل ذلك دون أية التفات للمصالح والحساسيات الأوربية من روسيا.

وكانت تركيا قد بدأت محادثات الانضمام للاتحاد الأوروبي عام 2005، لكن المحادثات تجمدت في السنوات الأخيرة، ثم تصاعدت التوترات مع أنقرة منذ ذلك الحين، بشأن نزاع حول التنقيب عن الطاقة في أجزاء من البحر الأبيض المتوسط.وتعارض بعض دول الاتحاد الأوروبي انضمام تركيا، فألمانيا على وجه الخصوص، تفضل نوعا بديلا من "الشراكة ذات الامتيازات"، علما أن موافقة كل الدول السبع والعشرين ضروريا لانضمام أي بلد.ويتعين على الدول التي تأمل في الانضمام للاتحاد الأوروبي أن توائم قوانينها وتشريعاتها في سياسات 35 بندا، تعرف بفصول التفاوض.ووفق المعطيات الحالية، فإن تركيا أمام خيارين، إما أن تصحّح مسارها لتتواءم مع قوانين الاتحاد، أو إبقاء الوضع على ما هو عليه، بما يعني أن الحلم الأوروبي سيبقى بعيد المنال.

قد يهمك ايضا:

أردوغان يقول لميركل إن الاتحاد الأوروبي "خضع للابتزاز" من جانب اليونان وقبرص بشأن أزمة شرق المتوسط خلال القمة الأوروبية
ماذا يفعل السراج في تركيا؟

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عقبات تعترض الحلم التركي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي عقبات تعترض الحلم التركي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 03:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
 العرب اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء
 العرب اليوم - العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab