الرباط ـ منير الوسيمي
محصورين بين 5 أسماء، لم تعد تفصل الجزائريين عن الانتخابات التشريعية سوى أسابيع معدودة، فبعد أن حدد موعد الاستحقاقات في 12 ديسمبر/كانون الأول، وافقت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات على تقدم علي بنفليس، عن حزب طلائع الحريات، والوزير الأسبق عبد المجيد تبون، وعبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني، وعز الدين مهيوبي، ممثل التجمع الوطني الديمقراطي، ثم عبد العزيز بلعيد، رئيس جبهة المستقبل، للرئاسيات الجزائرية.
وكالعادة، تتفرق مواقف الخماسي المرشح لوصول "قصر المرادية" من العلاقات المغربية الجزائرية، لكنها تلتقي في التوجس والتردد من مد اليد إلى الجار الغربي، ويبقى أقرب المتفهمين للمغرب داخل الأسماء المرشحة هو وزير الثقافة والأديب عزالدين ميهوبي، رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي بالنيابة، والذي خاض حملة ترشيحه بملصق يضم خريطة المغرب كاملة.
وبخصوص باقي المرشحين، تتأرج مواقف علي بن فليس، رئيس حزب طلائع الحريات، حسب السياقات التي جاءت فيها، فقد سبق وطالب بفتح حوار بين البلدين ينهي الوضع غير الطبيعي القائم؛ لكنه تحدث في لقاء دبلوماسي جزائري بلجيكي عن كون مسألة الحرب مع المغرب تنتظر الوقت فقط، نظرا لما يجري، مستدركا بأن بلاده ستدافع عن نفسها.
أما الوزير الأول الأسبق عبد المجيد تبون، والذي أوردت عديد الروايات أن جذوره العائلية تتحدر من مدينة فاس، فقد ربط غير ما مرة الاحتجاجات التي قامت في مناطق متفرقة من الجزائر سنة 2017 بالإعلام المغربي ذي الصلة مع إسرائيل، على حد تعبيره؛ فيما سيواجه المغرب خصما "شعبويا" في حالة صعوده إلى رئاسة الجيران، ويتمثل في الإخواني عبد القادر بن قرينة.
وسبق أن خرج رئيس حركة البناء الوطني بتصريحات يتهم فيها حزب العدالة والتنمية المغربي باستغلال الفترة الحرجة التي تمر منها الجزائر من أجل إعداد خطة تعمل على تقسيمها. وفي المقابل يتجه عبد العزيز بلعيد إلى ضرورة حل مشاكل الحدود مع المملكة بحكم الضرر الكبير الذي يلحق بلاده على المستويين الشعبي والاقتصادي، لكنه يظل وفيا لمنطق "الاستفتاء" بخصوص قضية الصحراء.
وفي السياق، يورد خالد الشكراوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن "الانتخابات تواجه مشاكل جمة على مستوى الداخل الجزائري، بداية برفضها الشعبي؛ فهناك عديد الشكوك حول إمكانية انعقادها في وقتها"، مشيرا إلى أن "الاحتجاجات تطالب بتنظيمها من قبل جهات أخرى غير الحالية، والتي لا تمثل سوى النظام السابق".
وأضاف الشكراوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "تبون على سبيل المثال معروف بمواقفه العدائية تجاه المغرب"، مسجلا أن "الأسماء المرشحة لا تمثل سوى النظام العسكري، والمغرب بالنسبة لها يستعمل لأغراض داخلية، ويصور مثل عدو خارجي لا بد منه"، وزاد: "لو كانت هناك إرادة لتفاعل المرشحون مع اليد الممدودة التي قدمها المغرب في وقت سابق".
وأوضح الأستاذ الجامعي أن "السياسيين الجزائريين يحتفظون جميعا بنفس موقف سعداني المساند لمغربية الصحراء، لكن يرفضون التصريح به"، مستبعدا أن يكون للاستحقاقات وقع إيجابي على مستقبل العلاقات، ورابطا إياها بتحقيق مطالب الشعب، وسلك خيار الديمقراطية داخل الجار الشرقي.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
انطلاق الانتخابات التشريعية في بولندا
أرسل تعليقك