بيروت – رياض شومان/ جورج شاهين
بيروت – رياض شومان/ جورج شاهين
حصد تفجيران ارهابيان جديدان استهدفا المستشارية الايرانية في منطقة بئر حسن في الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم الاربعاء، 6 قتلى و ما يزيد عن مئة جريح . وعلم ان من بين الضحايا عنصراً من "قوى الأمن الداخلي" هو العريف محمد دندش كان حاول ايقاف السيارة المفخخة التي اقتحمت حرم المستشارية الثقافية قبل
لحظات من انفجارها.
وقال بيان للجيش ان سيارة الـ "بي أم" x5 التي انفجرت هي من لون أسود تحمل اللوحة رقم 158298/ص وتعود ملكيتها للمدعو محمد علي عيسى ومباعة لمصطفى اسماعيل. ولفت الجيش الى ان السيارة الثانية التي استخدمت في التفحير من نوع "مرسيدس" تحمل لوحة رقم 121363/ ز وهي مزورة.
وكانت التحقيقات الأولية قد كشفت في مسرح الجريمة المزدوجة امام مقر المستشارية الثقافية الإيرانية ان اوراق إحدى السيارات المتفجرة وعي من نوع "بي آم دبليو" مسروقة وعائدة للمواطن مصطفى اسماعيل الذي قال ان سيارته سرقت من 5 أشهر والسارق ايلي مخايل وهو موقوف حاليًا لدى القوى الأمنية، في ما عثر على دفتر قيادة سيارة باسم مختار حسام حلاق في مكان التفجير ويرجح أن يكون مزورا.
وظهر اليوم أصدرت قيادة الجيش بيانا دعت أهالي المفقودين الى التوجه الى مستشفى الحريري لإجراء فحوصات DNA لمقارنتها مع الفحوصات التي ستجرى على الأشلاء التي جمعت من مكان التفجير ويعتقد انها للإنتحاريين.
وقد أجرى الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان اتصالا بالسفير الايراني غضنفر ركن ابادي معربًا عن تضامنه بوجه التفجيرات التي استهدفت المستشارية الايرانية. في وقت زار فيه ابادي رئيس الحكومة تمام سلام مؤكداً بعد اللقاء ان هذه الاعمال من فعل العدو الصهيوني و الجماعات التكفيرية.
وقال السفير الايراني: "نحن نؤكد مرة أخرى أن القيام بارتكاب مثل هذه الجرائم يزيدنا صلابة ويعطينا أملا وقوة أكبر، وهذه العمليات الإرهابية لن تؤثر فينا قيد أنملة". أضاف: "نحن نؤمن أن هذه القضية هي من مبادىء دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسياسة الخارجية لها، إضافة إلى الوقوف إلى جانب المظلومين والمستهدفين والمستضعفين ودعم القضايا العادلة، ورسالة الثورة الإيرانية هي تحقيق العدالة في العالم، ونحن من اللحظة الأولى لإنتصار الثورة إعتبرنا قضية فلسطين هي من أعدل وأهم القضايا في العالم ووقفنا إلى جانب المقاومة في لبنان وفي فلسطين لمواجهة الإحتلال والمشاريع الإسرائيلية".
وقبل ظهر اليوم تفقد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق موقع التفجير يرافقه مسؤول جهاز الأمن والإرتباط في "حزب الله" السيد وفيق صفا وبعد إطلاعه على مسرح الجريمة دان التفجيرالمزدوج، مشيراً إلى أن "الإنتحاري هو مجرم ولكن من يسهل له مجرم أكبر". وقال أن "الحكومة ستتخذ كل الاجراءات الجدية الامنية والسياسية لانهاء الظاهرة المجرمة الانتحارية، واقفال معابر الموت".
وأضاف: "هناك معابر لبنانية للسيارات المسروقة التي ترسل الى سوريا وتفخخ، وعندما تدخل الى الاراضي اللبنانية هي مسؤوليتنا، وبالتالي على كل القوى السياسية التعاون لانهاء بؤر الموت الموجودة في مناطق البقاع في اكثر من منطقة اهمها مناطق "الحرامية" والمزورين".
ولفت لى أن "هذه الكتائب (عبد الله عزام)، هناك من يسهل لها، وهذا التسهيل لا يقل اجراماً ومسؤولية، وهؤلاء المسهلون هم لبنانيون" واعتبرت تصريحات الوزير المشنوق اتهاما غير مباشر لحزب الله الذي يستدرج التفجيرات الإنتحارية.
كما أدان الرئيس سعد الحريري الانفجار الذي وقع في صباح اليوم في بئر حسن في الضاحية الجنوبية " بأشد العبارات" ودعا "الى ملاحقة المخططين وأوكار الإرهاب أنى كانت "، وتوجه الى اللبنانيين بمختلف أطيافهم "بوجوب التزام مقتضيات التضامن الوطني، والالتفاف حول الحكومة ومساعدتها على القيام بمسؤولياتها في هذه المرحلة الدقيقة من حياتنا الوطنية" .
وقال: اذا كان الهدف من العملية الإرهابية توجيه رسالة الى اللبنانيين بأن لبنان لن يكون في منأى عن الإرهاب بعد تشكيل الحكومة ، فإننا نؤكد اكثر من وقت اخر وحدة الموقف اللبناني في مواجهة الإرهاب وكل المحاولات المشبوهة والمدانة لإثارة الفتن وضرب الجهود القائمة لحماية الاستقرار .
ورأى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ان "التفجير الاجرامي الذي جاء بعد تشكيل الحكومة اللبنانية مباشرة، هو رسالة تخريبية باستمرار استهداف لبنان واللبنانيين بالإرهاب وأنه لن يتوقف".
ودعا الحكومة إلى "المسارعة إلى لملمة الوضع اللبناني والعمل على إزالة الأحقاد والتوترات وكل أسباب الفتن الداخلية لمواجهة أحداث الأيام المقبلة يدا واحدة والتنبه إلى ضرورة وحدة اللبنانيين أكثر من أي وقت مضى".
كذلك ادانت السفارة المصرية فى بيان عممه مكتب الإعلام في السفارة فيبيروت، في بيان، "بأشد عبارات الإدانة الحادث الإرهابي الأليم الذي أودى بحياة شهداء جدد في منطقة بئر حسن استمرارًا لمسلسل الأعمال الارهابية التي تستهدف المواطنين الأبرياء، بإعتبارها أعمالا دنيئة تهدف الى النيل من الاستقرار والتعايش السلمي بين أبناء الوطن اللبناني"، داعية "بالشفاء العاجل لمصابي تلك التفجيرات الارهابية وبالرحمة للشهداء الأبرياء".
وتؤكد السفارة أن "استهداف مناطق مدنية تتواجد فيها مؤسسات اجتماعية تعمل لأهداف سامية، لا يهدف إلا الى ترويع المجتمع، وبذر بذور الفتنة بين أبنائه".
وختم البيان إن "السفارة المصرية تثق بتلاحم لبنان وتضامنه وتمسكه بسلمه الأهلي وبالتفافه حول ثوابته وحكومته الجديدة يستطيع مواجهة هذا الارهاب الأعمى الذي لا يفرق بين المدني والعسكري والطفل والكبير...فهو ارهاب لا دين ولا وطن له".
كما صدر عن "اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث والأزمات" في السراي الحكومي البيان الآتي: "بتوجهات من دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ تمام سلام عقدت اللجنة الوطنية لمواجهة الكوارث والأزمات إجتماعاً طارئاً برئاسة أمين عام المجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمد خير وبحثت تداعيات الإنفجار الذي وقع في بئر حسن قرب مستديرة فؤاد شهاب حوالي الساعة 9:20 من صباح يوم الأربعاء الواقع فيه 19/2/2014 والناتج عن سيارتين مفخختين يقودهما إنتحاريان الأولى من نوع مرسيدس والثانية من نوع BMW، والذى أدى الى إستشهاد خمسة أشخاص وإصابة أكثر من 80 آخرين بجروح مختلفة نقلوا على أثرها إلى مستشفيات المنطقة لتلقي العلاج، بالإضافة الى تضرر عدد من المباني والمؤسسات والمحال التجارية والعديد من السيارات.
وقد كلف الرئيس سلام الأجهزة كافة واللجنة الوطنية لإدارة الكوارث بإتخاذ التدابير المناسبة وتقديم المساعدات للمتضررين، كما تم تكليف الهيئة العليا للإغاثة الكشف على الأضرار بشكل فوري. هذا وتستمر اللجنة بالعمل لمعالجة تداعيات الإنفجار المذكور.
أرسل تعليقك