"حماس" تلغي مهرجان الانطلاقة الـ 26 تخفيضًا لنفقاتها من أجل الأسر الفقيرة

غزة – محمد حبيب أكَّد القيادي في حركة "حماس" صلاح البردويل، الثُّلاثاء، أن "حركته لن تسقط مهما اشتد الحصار المفروض على قطاع غزَّة"، إثر إلغاء الحركة مهرجان انطلاقتها الـ 26، لتخفيض نفقاتها. وقال البردويل، في تصريح صحافي: من يراهن على إسقاط "حماس" بالحصار أو غيره، فهو واهم، مضيفا أن "حركة "حماس" قوية ومتلاحمة مع الجماهير وأوهام الاحتلال لن تتحقق".
ودعا القيادي في "حماس" الفصائل الفلسطينية أن تحذو حذو الحركة في تضامنها مع الشعب الفلسطيني وتخفيض نفقاتها للأسر الفقيرة.
وقال البردويل بشأن إلغاء مهرجان الانطلاقة الـ 26: إن رسالتنا موجهة للشعب الفلسطيني أنه من وسط حالة الضائقة الاقتصادية تكتفي "حماس" في ما قدمته من عروض عسكرية أثبتت قدرتها وليست بحاجة لأية إضافة أخرى من خلال مهرجان انطلاقتها هذا العام، خصوصا أن المهرجان يكلف أموالا فالشعب أحق بها في هذه المرحلة. وأضاف أن "الرسالة الثانية موجهة لصناعي الحصار على الشعب الفلسطيني، أننا نستطيع أن نكيف أنفسنا مع الحالة ونتعايش مع أي وضع ونكسر جميع التقاليد"، مشيرا إلى "وجود فعاليات غير مكلفة ماديا تؤدي إلى المعنى ذاته".
وتابع البروديل: إن الرسالة الثالثة للاحتلال الإسرائيلي وبكل وضوح، نحن أقمنا استعراضا بالطريقة التي يفهمها العدو، وهي طريقة المقاومة المسلحة.
ورجح مسؤول جهاز العمل الجماهيري في الحركة أشرف زايد أن "تبدأ "حماس" فعاليات انطلاقتها يوم الجمعة الثالث عشر من الشهر الجاري بعروض كشفية ومسيرات وزيارات ميدانية لأسر الشهداء والجرحى".
وقالت "حماس"، في بيان: إن تاريخ 14 كانون الأوَّل/ ديسمبر، سيبقى عنوانا لانطلاقتها ورمز عز لشعبنا وأمتنا يحييه الأحرار المخلصون بجميع الطرق التي توصل رسالة الحركة.
وأضافت الحركة أن "هذه الذكرى تمر على شعبنا هذا العام في لحظات دقيقة صعبة يشتد فيها الحصار والعقوبات الجماعية وخلق أنماط من المعاناة أمام المواطن الفلسطيني، الذي يشكل الحاضنة الدائمة لهذه الحركة".
وكانت حركة "حماس" قد أعلنت عن إلغاء المهرجان المركزي لإحياء ذكرى انطلاقتها الـ 26، والذي كان مقررا 14 كانون الأول المقبل، بسبب ظروف الحصار في قطاع غزة.
وقال أشرف أبو زايد: إن الحركة اتخذت قرارا بإلغاء إقامة المهرجان، نظرا للحصار المطبق على قطاع غزة. وأوضح أن "حركته استبدلت مهرجانها المركزي الذي كان من المقرر أن يعقد في 14 كانون الأول المقبل بفعاليات وأنشطة أخرى ستقام في جميع مناطق القطاع". وأضاف "حماس ستعمل على استبدال تكاليف إقامة المهرجان التي يقدرها مراقبون بقرابة 400 ألف دولار، بمشاريع إنسانية تخفف من حدة الحصار".
وأعلنت "حماس" عن تأسيسها في 14 كانون الأول من العام 1978، في بدايات اندلاع انتفاضة الحجارة.
وستكون هذه هي المرة الأولى التي تلغي فيها حركة "حماس" إقامة مهرجان بذكرى انطلاقتها، منذ أن سيطرت على قطاع غزة في يونيو من العام 2007.
واعتادت حركة "حماس" على إقامة مهرجان كبير وضخم في ذكرى انطلاقتها تقيمه بالعادة في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة، تقيم خلاله منصة كبيرة للمهرجان، وتدعو إليه فرق إنشاد من خارج قطاع غزة.
وشيدت حركة "حماس" في العام الماضي منصة احتفال يتوسطها مجسم لصاروخ "ام 75"، الذي كانت قد استخدمته قبل شهر من الاحتفال في قصف مدينة تل أبيب الإسرائيلية، وشيدت في العام الذي سبقه منصة احتفال جسدت الميادين العربية التي شهدت ثورات الربيع العربي وأسقطت الحكام السابقين.
وفي العام الماضي دخل قادة حركة "حماس" في الخارج إلى قطاع غزة وفي مقدمتهم رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، وموسى أبو مرزوق ومحمد نصر وعزت الرشق، لحضور احتفال انطلاقة الحركة للمرة الأولى.
هذا ولاقى قرار حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عدم إقامة مهرجان ذكرى انطلاقتها الـ26 هذا العام، وتحويل أمواله لصالح مشاريع خدمية تخفف عن كاهل المواطنين، والاكتفاء بإقامة مهرجانات فرعية في محافظات القطاع، ترحيبا واسعا ورضا كبيرًا بين أوساط الغزيين، رغم رغبة المؤيدين للحركة بإقامته.
واعتبر غالبيتهم أن "قرار الحركة كان صائبا وحكيما، وفيه مراعاة للظروف الصعبة التي يمر بها القطاع من اشتداد الحصار في الآونة الأخيرة".
ووصف محمد ياسين القرار بـ "الموفق"، ورأى أنه "يعبر عن قرب الحركة من نبض الشارع الفلسطيني، ويدل على حكمة تميز قياداتها". وأضاف أن "القرار يعكس مدى حرص الحركة على التخفيف من معاناة المواطنين". ودعا إلى أن "يتحول هذا الأمر لتقليد لدى بقية الفصائل، حيث أن مفهوم العمل الفصائل يقوم على خدمة المواطنين وتعزيز صموده، وباتت مهرجانات الانطلاقة استعراضية أكثر من أي شيء آخر"، ياسين ويضيف "لذا طبيعة المرحلة والظرف تحتم تغيير آليات وأدوات العمل التنظيمي بشكل عام، باعتبار أن المجتمع الفلسطيني دخل مرحلة جديدة تختلف عن المراحل السابقة بشكل كبير".
أما المهندس حسام منصور، فرأى أن "فكرة إلغاء المهرجان جميلة من حيث المبدأ"، مستدركا: الناس لن تشكر الحركة كثيرًا على إلغاء الانطلاقة، ولكنها بالتأكيد ستلعنها ألف لعنة لو قامت بالإنفاق على انطلاقتها في ظل حصار مرير على القطاع.
وأعرب الشاب أحمد فروانة عن "سعادته بالقرار"، واصفا إياه "قرار عدم إقامته بالحكيم والصائب،وأن القيادة ترى ما لا يره الغير وتهتم بمعاناة شعبها، وما يمر به من ضائقة في كثير من مجالات الحياة".
وكتب يحيى اليعقوبي على صفحته: إن هذا القرار يعبر عن تلاحم الحركة بهموم الوطن، وتقديرها للظروف الحالية. وأشار إلى أن "الحركة تخلت عن حدث كبير يترقبه العالم بأسره في هذا اليوم، هي حركة كبيرة وقدوة لجميع التنظيمات وسباقة في خدمة الوطن والدفاع عن ثوابته".
ويرى اليعقوبي أن "الحركة تعيش في حصار وقوى داخلية وخارجية قوية تفرض عليها العيش بأزمات مستمرة، لكنها تخرج من كل أزمة بنجاح، لديها جيش قوي". واستطرد: رغم ذلك في عام واحد عندما وجدت ثغرة واحدة طورت قطاع غزة تطويرا كاملا، والثغرة هي الأنفاق التي أدخلت من خلالها مواد البناء ما بين عامي 2011- 2012، ماذا كانت النتائج نصف شوارع غزة تم تعبيدها، مئات آلاف المساعدات، الوقود لا ينقطع، وكذلك المواد الغذائية. وقال: من الظلم إلقاء اللوم عليها، لكن يجب لوم الشقيقة مصر التي أغلقت تلك الثغرة. ودعا الفصائل إلى "الاقتياد بموقف حركة "حماس" وإلغاء جميع مهرجاناتها واحتفالاتها، ورعاية أنشطة خدماتية وتقديم مساعدات للمواطنين وذلك بثمن التكلفة المالية لتلك الاحتفالات".