دمشق - جورج الشامي
أعد مركز توثيق الانتهاكات في سورية تقريراً خاصاً عن الفرع "261" أمن عسكري شعبة المخابرات العسكرية في حمص، واستهل التقرير شهادة المعتقلة ليالي الحمصي، 23 عاماً، التي قالت "بعد توقيفي من قبل عناصر مدنيّة في منطقة البرامكة في دمشق، وبعد أن طلبوا هويتي الشخصية، طلبوا منّي الذهاب معهم إلى الفرع، فرفضت بشدة الذهاب معهم
فقاموا بضربي بقوة أثناء اعتقالي واقتادوني إلى "كولبة" صغيرة حيث قاموا بضربي مرة أخرى وأجبروني على الذهاب معهم إلى الفرع وأثناء الطريق الذي كانت مسافته ما بين 10 إلى 15 دقيقة كانت العناصر الأمنية تنهال عليّ بالضرب الشديد واللكمات على رأسي وظهري، وبعد وصولي إلى الفرع أخذوني إلى مكتب رئيس الفرع في الطابق الثاني من المبنى، كان قصير القامة، مربوع، كبير في السن قليلاً، لون شعره أبيض، ولديه شوارب كثيفة، عرفت أنّه رئيس الفرع من خلال سؤاله عن سعر الهاتف المحمول الذي كان بحوزتي، فبعد أن سألني على سعره، بدأ أحد العناصر الموجودة في المكتب بضربي بعد أن قال رئيس الفرع "أنا رئيس فرع للمخابرات ولا أملك مثل هذا الهاتف ذي السعر العالي وأنت "عرعورية" ولديك هذا الجهاز الثمين!!".
ويقول التقرير الصادر خلال آذار/مارس الجاري إن ليال اعتقلت في مدينة دمشق في أوائل شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2012، على خلفية نشاطها في مساعدة نازحي أهل حمص، مشيرا أن اعتقالها كان لصالح الفرع 215 أمن عسكري، دمشق وتمّ تحويلها في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2012 إلى فرع الأمن العسكري في حمص 261، ليتم إطلاق سراحها لاحقاً في شهر كانون الثاني/يناير 2013 خلال صفقة تبادل للأسرى بين قوات الحكومة والجيش السوري الحر.
ليالي واحدة من أربعة شهود اعتمد التقرير شهادتهم في منهجيته بشكل أساسي، إضافة إلى أحد العناصر المنشقة من الفرع ذاته، وعنصر عسكري آخر اعتقل من قبل الفرع ذاته وتمّ اتهامه بالتعامل مع الجيش السوري الحر، والرابع أحد المدنيين.
وكانت ليالي الشاهدة الرئيسية وهي إحدى ناشطات محافظة حمص والتي تعرضت للعديد من صنوف التعذيب والضرب والانتهاكات الجسدية والنفسية، ولعلّ من أصعبها وأسوأها، بحسب المعتقلة، تعرّضها للتحرش مرات عديدة وللاغتصاب الفموي لأكثر من مرة وعلى أيدي المحققين أنفسهم، بحسب التقرير.
وتصف ليالي مشاهد فظيعة في الفرع 261 في حمص، ناهيك عما تعرّضت له في الفرع 215 في دمشق، وهي تروي التعذيب الذي طالها من قبل محققين للاعتراف بأنها قامت بتفجيرات القزاز قرب فرع الدوريات للأمن العسكري.
وقالت ليالي في شهادتها للمركز إنه "بشكل شبه يومي وفي قرابة الساعة السادسة صباحاً كان هنالك نقل لمعتقلين قضوا تحت التعذيب، ولكنني لم أستطع تمييز الأرقام، كان أحدهم معتقل اسمه زهير س، ك، تعرّض للتعذيب والضرب الشديدين والصعق الكهربائي وخصوصا على أعضائه التناسلية، وكان يبلغ من العمر 18 عاما، وتوفي تحت التعذيب يومها، ورأيت أيضاً ومن خلال فتحة صغيرة في الباب أحد المعتقلين وقد تمّ تعليقه من يده، شبح، لأكثر من 48 ساعة، وكان يترجى المحقق بالسماح له بالذهاب إلى الحمام ولكنهم لم يسمحوا له، فتبول المعتقل لا إرداياً، فقام المحقق بفكّه وأجبره على لعق البول الموجود على الأرض بلسانه، وهو مغمض العينين.
وأكدّت ليالي الحمصي أنّ مجموع من كان يتمّ اعتقاله في الفرع 261 يومياً كان يتراوح ما بين 35 إلى 40 معتقلاً، كانوا يتعرضون جميعهم لتعذيب وحشي شديد، منهم أحد المعتقلين كان يبلغ من العمر 50 عاماً، من تلبيسة، كان مختلاً عقلياً، وكان تعرّض لتعذيب أدى إلى فتح حفرة عميقة في ظهره.
وأضافت ليال أنه في 1-1-2013 قاموا بإحضار 40 معتقلاً من منطقة دير بعلبة في حمص، "كنت أشاهدهم خلال ثقب صغير في الباب، وكانت الساعة السادسة مساءً، وكانت العناصر "سكارى" من سهرة رأس السنة، وبدؤوا بضربهم ضربا وحشيا جداً، حتى تكسرت العصي الكبيرة في أجسامهم وكانت كل عصى يبلغ قطرها حجم يد الإنسان، وكانوا يدفعونهم نحو الحائط والأبواب الحديدية وكان، المعتقلون الآخرون، يسمعون أصواتا غريبة جداً منهم نتيجة للتعذيب الوحشي، استمر الضرب من الساعة السادسة مساءً حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وفي اليوم التالي وأثناء خروجنا إلى المرحاض شاهدنا آثار دماء كثيرة على الأرض والجدران والعديد من العصى المكسورة.
أرسل تعليقك