بغداد - نجلاء الطائي
أعلنت منظمة "السلام" لحقوق الإنسان في محافظة الأنبار، السبت، عن أنَّ 73 قتيلاً و297 جريحًا سقطوا خلال الأحداث الأخيرة، التي وقعت في عشرة أيام، في مدينتي الفلوجة والرمادي، فيما أبلغ رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، واشنطن، استعداده لبذل الجهود بغية "إنقاذ" العراق من الأزمة والتعقيدات التي يمر بها.
وبحث
رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، مع رئيس الطائفة "الكلدانية" البطريرك لويس ساكو، الوضع الأمني والسياسي وتداعياته المباشرة على زيادة عمليات التهجير، لاسيما في صفوف المكون المسيحي، بينما طالب عضو مجلس النواب عن ائتلاف "متحدون" النائب حميد الزوبعي، القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي بالتدخل لفك الحصار عن مناطق حزام بغداد.
وأوضح رئيس منظمة "السلام" محمد علي أنَّ "من بين الضحايا مدنيين، سقطوا في محافظة الأنبار، منذ عشرة أيام ولغاية الساعة الثامنة من صباح السبت، وبلغ عددهم 73 قتيلاً، بينهم 21 طفلاً و13 امرأة، فيما أصيب 297 آخرين، بينهم 155 طفلاً وامرأة"، مبينًا أنَّ "89 جريحًا حالاتهم حرجة للغاية".
وأضاف علي أنَّ "عدد قتلى وجرحى المسلحين غير معروف حتى الآن، كونهم لا يصلون إلى المستشفيات الحكومية"، مشيرًا إلى أنَّ "عدد قتلى الجيش والشرطة وعناصر الصحوة تمَّ التكتم عليه من طرف السلطات العسكرية، التي تمسك بزمام الأمور في عموم مدن الأنبار".
وأشار إلى أنَّ "عددًا من العوائل اضطرت إلى دفن قتلاها في حدائق المنازل، بعد محاصرتها من طرف قناصي الجماعات المسلحة، وقناصي الجيش، فضلاً عن حظر التجوال المطبق على الأحياء السكنية، وتعذّر إخراج الجثث لأكثر من يومين، بشكل اضطرها لذلك"، لافتًا إلى أنَّ "الوضع الإنساني في الأنبار صعب للغاية، وهناك مئات العوائل التي تقطن في المدارس، والهياكل الفارغة، والخيام".
وحذّر علي من "بوادر تفشي أمراض خطيرة بين الأطفال، من بينها الخناق، والحمى القرمزية، والروماتزم، وشلل الأطفال"، مطالبًا طرفي النزاع بـ"إجراء هدنة، والسماح للمنظمات الإنسانية بالدخول إلى المدن، وإغاثة تلك العوائل".
ولفت علي إلى أنَّ "عدد المهجرين من أسر الأنبار بلغ، حتى صباح السبت 17 ألف و896 عائلة"، متوقعًا "ارتفاع هذا العدد إلى أكثر من 30 ألف عائلة، خلال اليومين المقبلين، مع تصاعد أعمال العنف".
وفي سياق متصل، أوضح مسؤول قسم إحصاء الوفيات في دائرة صحة الأنبار محمد الدليمي، السبت، أنَّ 357 مدنيًا، بينهم أطفال ونساء، سقطوا بين قتيل وجريح في إشتباكات بين مسلحين والجيش، والقصف "العشوائي" للقوات الأمنية، خلال الأيام الخمسة الماضية، في مناطق متفرقة من الفلوجة، والرمادي.
وأضاف الدليمي أنَّ "حصيلة القتلى والجرحى توزّعت في الرمادي 43 قتيلاً و166 جريحًا، وفي الفلوجة كان عدد الجرحى 132 مدنيًا والقتلى 17"، مشيرًا إلى أنَّ "جميع مستشفيات ومراكز الصحة في المحافظة تمّ تجهيزها لاستلام الجرحى، على الرغم من صعوبة الظروف، بالتزامن مع حدة القصف وشدة الاشتباكات".
من جانب آخر، بحث رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي مع رئيس الطائفة "الكلدانية" البطريارك لويس ساكو الوضع الأمني والسياسي، وتداعياته المباشرة على زيادة عمليات التهجير، لاسيما في صفوف المكون المسيحي، حيث اتفق الجانبان على "ضرورة إجراء حوارات بين الأديان والمذاهب، بغية زيادة التلاحم الوطني وتكريس وحدة البلاد".
وأبلغ رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، واشنطن، استعداده لبذل الجهود في "إنقاذ" العراق من الأزمة، والتعقيدات التي يمر بها، وذلك أثناء اتصال هاتفي، تلقاه من نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، ليلة الخميس الماضي، وبحث خلاله آخر التطورات الأمنية والسياسية في العراق.
وأشار بيان صادر عن ديوان رئاسة الإقليم، إلى أنَّ "الجانبين أعربا عن دعمهما للجهود المشتركة، التي تبذلها الأطراف السياسية العراقية، ورؤساء العشائر في الأنبار، والقيادات المحلية، ضد الجماعات الإرهابية، مشدّدين على أنَّ يكون الحوار هو الوسيلة لحل المشاكل السياسية في العراق".
وأضاف البيان أنَّ "الاتصال تناول العلاقات بين أربيل وبغداد، والتأكيد على استمرار المفاوضات، وتبادل الوفود بين الطرفين، بغية حل سوء الفهم الحاصل بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية، بشأن مسألة تصدير النفط".
من جانبه، طالب عضو مجلس النواب عن ائتلاف "متحدون" النائب حميد الزوبعي، القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي بالتدخل لفك الحصار عن مناطق حزام بغداد، مؤكّدًا أنَّ "مناطق الطارمية وأبو غريب واللطيفية والرضوانية وأطرافها، تتعرض إلى حصار من طرف قوات الجيش، المتواجدة في تلك المناطق منذ أشهر عدة"، داعيًا إلى "سحب هذه القوات، وفتح الطرق، والإيعاز إلى قوات الجيش المتمركزة في تلك المناطق إلى إبداء التعاون مع شيوخ ووجهاء وأهالي تلك المناطق، والسماح لهم بالتنقل بحرية في مناطقهم، لمزاولة أعمالهم اليومية".
وعلى صعيد العمليات العسكرية في الأنبار، أكّد مصدر أمني، السبت، أنَّ الأجهزة الأمنية أحرقت ثلاثة زوارق، ودمرت معسكرين لتنظيم "داعش" غرب المحافظة.
وأوضح المصدر أنَّ "قوة من قيادة عمليات الجزيرة والبادية تمكّنت من حرق ثلاثة زوارق، وتدمير معسكرين لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، بعد اشتباكات مع عناصر التنظيم في منطقة أبو كوى، في قضاء القائم، غرب الأنبار".
أرسل تعليقك