تواصلت خسائر المسلحين "الحوثيين" والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وذلك بعد خروج 3 ألوية من الجيش اليمني عن طاعتهم.
واعتبرت قوات تحالف "عاصفة الحزم" عودة الألوية 123 و127 و137 إلى معسكر الشرعية، الأربعاء الماضي، مؤشرًا لفهم القيادات المنشقة لموقف المجتمع الدولي من اليمن.
وأصبح بذلك عدد الألوية المنشقة عن حلف "الحوثيين وصالح" 6 ألوية خلال 24 ساعة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي حققت فيه المملكة العربية السعودية نصرًا دبلوماسيًا، بعدما فرضت حصارًا سياسيًا وعسكريًا على مسلحي الحوثي، ويحمل توقيع مجلس الأمن الدولي.
وأعلنت قوات تحالف "عاصفة الحزم" استهدافها مجموعة من طائرات يمنية حركها الحوثيون، الأربعاء الماضي، كما قُصفت ناقلات محملة دبابات كانت متجهة إلى عدن، مؤكدة أن عمليات التحالف ركزت على صعدة بشكل أكبر، في حين استهدفت تجمعات ومخازن الأسلحة في صنعاء والحديدة وإب وعدن والبيضاء.
وحمّلت قيادة التحالف، على لسان المتحدث باسمها، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، العميد ركن أحمد عسيري، المسلحين الحوثيين مسؤولية تدمير آليات الجيش اليمني، وأنهم يعانون من فقد التركيز والعشوائية في عملياتها العسكرية.
وفي عدن، استطاعت عملية إسقاط لوجيستية عسكرية، نفذتها قوات التحالف، تعزيز موقف المقاومة اليمنية في المدينة التي تشهد قتالاً مستمرًا.
وكشف المتحدث الرسمي باسم التحالف عن استهداف صواريخ سام تم تحريكها، واصفًا الخيارات المتاحة أمام المسلحين بـ"الخيارات الضيقة".
وأوضح أن القوات البرية استهدفت تجمعات حوثية على الحدود السعودية- اليمنية، وأنها ترصد تحركات شبه يومية مركزة في قطاع نجران، مشيرًا إلى تنفيذ القوات السعودية عملية نوعية في المنارة، وأنها قضت على العناصر التي كانت تستهدف المنطقة بين حين وآخر، لكنه لم ينفِ وجود مناوشات بقذائف الهاون.
وبشأن السفن الإيرانية التي اتجهت نحو خليج عدن، أكد العميد عسيري أنه لم يتم رصد أيّة تحركات في المياه الإقليمية اليمنية، مضيفًا: لكننا لن نسمح لكائن من كان أن يحاول دخولها أو إمداد الحوثيين، والقوات الجوية حاضرة لتدمير أيّة محاولة.
وفي شأن وجود سفن محملة بالمساعدات لا تتمكن من الدخول إلى اليمن، نفى المتحدث باسم قوات التحالف وجود سفن عالقة، مؤكدًا: لا توجد سفن في قائمة الانتظار، وهناك إجراءات متبعة حال الحظر البحري، إذ تمنح السفينة تصريحًا بعد الزيارة والتفتيش والتأكد من عدم احتوائها على مواد مخالفة.
ووسط عاصفة الدبلوماسية السعودية- العربية التي آتت ثمارها في مجلس الأمن، أكد المندوب الدائم للسعودية لدى منظمة الأمم المتحدة، السفير عبدالله المعلمي، أن القرار يمثل إقرارًا ضمنيًا من المجتمع الدولي بتأييد موقف المملكة العربية السعودية ودول التحالف في "عاصفة الحزم"، وتأييدًا للعملية العسكرية التي تشنها لنصرة الشعب اليمني، واستجابة لنداء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طالب بتقديم تقرير خلال 10 أيام عن مدى التزام الأطراف المختلفة بهذا القرار، بحسب المعلمي، الذي أضاف: "المجلس ألزم نفسه بموجب هذا القرار باتخاذ إجراءات إضافية إذا احتاج الأمر، والقرار ألزم أيضًا مون بتكثيف جهوده لمساعدة الأطراف في استئناف الحوار، وهناك خطوات عملية على الصعيد الدبلوماسي طالب بها القرار، وينتظر تنفيذها خلال الأيام القليلة المقبلة".
وفي واشنطن، شدد سفير المملكة العربية السعودية لدى واشنطن، عادل الجبير، على أنه لا علاقة لإيران بالحوار في اليمن، مشيرًا إلى أن أيّة محاولة لإمداد الحوثيين بالأسلحة ستكون مخالفة لقرار مجلس الأمن.
وكشف الجبير، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الأربعاء الماضي في واشنطن، عن أن جماعة الحوثي نقضت أكثر من 60 اتفاقًا خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وأن إيران حاولت إمداد الجماعات الحوثية بالسلاح خلال الفترة السابقة، وأن المملكة العربية السعودية ليس لها طموحات إقليمية، بل تسعى لاستقرار اليمن، وأن استخدام القوة كان الملاذ الأخير بعد استنفاد الحلول السياسية، وقرار مجلس الأمن يسمح بإعادة الاستقرار إلى اليمن.
أرسل تعليقك