بيروت - رياض شومان
بعد سبعة أيام من القصف وأعمال القنص التي أودت بحياة 15 مواطناً وجرح أكثر من 80 آخرين، عاد الهدؤ الحذر يسيطر على مدينة طرابلس شمال لبنا في ضؤ إكمال وحدات الجيش انتشارها في منطقة جبل محسن العلوية المؤيدة للنظام السوري، تمهيدا لتوسيع هذا الانتشار إلى المناطق المحيطة بالجبل لتصل بعدها الى
منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية في الطرف الاخر من القتال.
الا أن ذلك لايعني ان الوضع قد حسم نهائياً، فالأهالي يؤكدون ان الجولة 17 انتهت ، ولكن الجولة 18 آتية ولن تطول ، خصوصاً وان أجواء التوتر بقيت سائدة في ساعات المساء، فيما كانت القوى الأمنية ومنذ الصباح الباكر تتخذ تدابير أمنية استثنائية، حيث انتشرت حواجز تفتيش لقوى الأمن الداخلي في مختلف أنحاء طرابلس والميناء وجوارهما، عمل عناصرها على التدقيق في الهويات، في وقت جابت دوريات مؤللة للجيش ولسرية الفهود في قوى الأمن مختلف الشوارع والأحياء منعاً للظهور المسلّح فيها.
وكان لافتاً للانتباه ان بعض الوحدات العسكرية اضطرت في العديد من نقاط المدينة الى وضع دشم وتحصينات لحماية عناصرها الذين اصبحوا عرضة للخطر والاستهداف المباشر، علماً ان قيادة الجيش نعت أمس الرقيب يوسف كمال الذي أستشهد متأثراً بجراحه في جبل محسن، بعد إصابته برصاص قناص.
والافت انه وسط هذه الاجواء المشحونة، أثار الانتباه موقف للشيخ سالم الرافعي الذي حذر خلال حديث صحافي من "مجيء قوات "داعش" و"جبهة النصرة" للمشاركة في القتال في طرابلس اذا استمرت اعتداءات الحزب العربي الديموقراطي".
في حين أبلغ المسؤول الاعلامي في "الحزب العربي الديموقراطي" عبد المجيد صالح أن "الجيش اللبناني بدأ عملية اعادة انتشار في جبل محسن"، متمنياً ان يحصل الامر عينه في باب التبانة. ورأى أن "المشكلة تكمن في ان الجيش ينتشر عند خطوط التماس وليس في ازقة باب التبانة، حيث تتركز المشكلة بسبب عدم وجود غطاء سياسي".
في المقابل اتهم عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت "حزب الله" بأنه "يمارس نوعاً من سياسة تغطية ما يقوم بها الحزب "العربي الديموقراطي" وزعيمه رفعت عيد(علوي) من جريمة شنعاء بعد تفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس"، مضيفاً إن "حزب الله مسؤول مباشرة بعد هذا الكلام، ولكن نحن لا نفاجأ لأن الحزب أصبح ينتمي إلى خارج المنظومة العربية وهو لم يعد يتطلع عربياً بل يتطلع فارسياً إلى ايران، وهجومه على العرب اليوم هو فعلاً نهاية طريقه لأنه أوضح هويته السياسية غير العربية، وأصبح واضحاً التقاطع بين سياسته وسياسة إيران وسياسة اسرائيل".
ورأى أن "هذا هو تقاطع المصالح القائم الآن مع اسرائيل في المنطقة وهي التي استفادت كثيرا من تجريد سوريا من سلاحها الاستراتيجي الكيماوي وتتحضر الآن للافادة الثانية عندما يكون هناك حل للملف النووي الايراني والسيطرة عليه بشكل يبقى سلميا".
كما اعتبر أن "حزب الله يقدم الخدمات الكبيرة لاسرائيل، وليكف عن اتهام الآخرين بالعمالة لأنه أصبح فعلاً شريكاً بالجرائم التي تتعرض لها طرابلس، وأصبح شريكاً في الهجوم على الدول العربية وعلى كل الشعوب العربية، وأصبح فعلاً الحليف الفعلي لاسرائيل في المنطقة".
أرسل تعليقك