دمشق ـ جورج الشامي
قال ناشطون إن نحو 200 امرأة وطفل أي ما يمثل نحو نصف النساء والاطفال في احياء حمص القديمة، مستعدون لمغادرة هذه المناطق التي تحاصرها القوات السورية منذ اكثر من عام، مشيرين إلى أن عددا كبيرا منهن يرفضن ترك ازواجهن بمفردهم. وقال الناشط ابو زياد عبر الانترنت "نحو 200 امرأة وطفل هم اكثر المتضررين جراء الحصار الذي تفرضه القوات النظامية، مستعدون لمغادرة حمص". واضاف ابو زياد المقيم في احد الاحياء التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة ان هؤلاء النساء والاطفال "مستعدون للمغادرة بشرط الحصول على ضمانات من انهم لن يتعرضون للتوقيف على يد النظام".
واشار الى ان العديد من العائلات الاخرى "ترفض المغادرة رغبة منها في عدم ترك الرجال بمفردهم في المناطق المحاصرة". يأتي ذلك غداة اعلان الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي موافقة الحكومة السورية على مغادرة المناطق المحاصرة في حمص، وذلك على هامش المفاوضات
بين وفدي النظام والمعارضة في جنيف.
كما اعرب الابراهيمي عن امله في ان تدخل قوافل مساعدات انسانية أمس الاثنين الى هذه المناطق التي يسيطر عليها المعارضة، والمحاصرة منذ نحو 600 يوم.
الا ان الناشطين اكدوا أن أي مساعدات لم تدخل إلى حمص القديمة بحلول بعد ظهر الاثنين، كما ان أيا من النساء أو الاطفال لم يغادروها.
وقال ابو زياد ان "القصف يستمر من دون توقف على احياء حمص. العديد من المنازل تشتعل، والناس ما زالوا يتعرضون للقتل".
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، يتواجد نحو ثلاثة آلاف شخص في الاحياء المحاصرة في حمص، وتشهد اطراف هذه الاحياء معارك بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، وسط قصف شبه يومي يطاولها.
وتعاني هذه الاحياء نقصا حادا في الاغذية والمواد الطبية، ما يجعل استمرار الحياة فيها تحديا يوميا.
ويقول ابو زياد ان "احدى السيدات التي تتوق للمغادرة، تتناول منذ اسابيع وجبة واحدة من حبات الزيتون يوميا، هي في حاجة لارضاع طفلها، الا انها لم تعد قادرة على ذلك"، يضيف "ثمة العديد من القصص المأسوية هنا".
ودانت منظمات انسانية عدة الحصار على احياء حمص القديمة، وطالبت طرفي النزاع السوري بتسهيل الدخول الفوري لقوافل المساعدات الانسانية.
من جهة أخرى أعلنت متحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي اليوم الثلاثاء أن البرنامج مستعد لتوزيع مساعدات بالمدينة القديمة في حمص تكفي 2500 شخص لمدة شهر، بمجرد تلقيه الضوء الأخضر من جميع الأطراف في سوريا، فيما تستمر محادثات جنيف 2 التي تتعقد بسبب عدم الاتفاق على أولويات البحث.
وقالت المتحدثة إليزابيث بايرز : إن مركز الأمم المتحدة في حمص يستعد لإرسال قافلة مساعدات تساهم فيها عدة وكالات لنقل غذاء وإمدادات أخرى لسكان مدينة حمص المحاصرة.
وقالت "بمجرد أن تسمح كل الأطراف على الساحة بدخول القافلة سيوزع برنامج الأغذية العالمي على الأسر الخمسمئة بالمدينة القديمة حصصا و500 كيس كبير (شوال) من طحين القمح وهو ما يكفي 2500 شخص لمدة شهر".
يحدث هذا، بينما يبحث وفدا الحكومة السورية والمعارضة إلى "جنيف-2"، الثلاثاء، اتفاق "جنيف-1" الذي لا يتفقان على تفسيره، وذلك غداة اصطدام المفاوضات الصعبة بعقدة أولويات البحث، إذ طرحت الحكومة السورية ضرورة مناقشة سبل "مكافحة الإرهاب"، بينما تمسكت المعارضة بمسألة "هيئة الحكم الانتقالي".
أرسل تعليقك