دمشق ـ جورج الشامي
لم يكن عام 2013 عاديّاً على السّوريين، فالحروب والكوارث حصدت آلاف الأرواح، وربما أبرز ما شهدت الأراضي السورية في 2013 هو استخدام الكيميائي الذي أودى بحياة الآلاف في يوم واحد، فيما حصدت البراميل المتفجرة آلافا أخرى، وحصد الجوع العشرات، وتشرد مئات الآلاف، ولم يتوقف الأمر عند ما صنعته
يد الإنسان منخلال الحرب الدائرة، بل كان للطبيعة رأي أيضاً في العام المنصرم، فلأول مرة من عقود، يقضي عدد من السوريين نتيجة البرد إثر العاصفة الثلجية التي ضربت البلاد أواخر العام 2013. وتقدر الإحصائيات عدد القتلى الذين سقطوا خلال العام المنصرم بأكثر من خمسين ألف مواطن سوري جراء استمرار المعارك في مختلف أنحاء البلاد والقصف المتواصل لقوات الحكومة على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة ، بينهم ما يزيد عن 8 آلاف طفل ومثلهم من النساء . ويقترب عدد الجرحى من مائتي ألف مواطن سوري، ويزيد عدد المعتقلين والمفقودين عن 300 ألف مواطن. ويرتفع عدد اللاجئين خارج سورية ليصل إلى ثلاثة مليين مواطن سوري في دول الجوار، ويتجاوز العدد 7 ملايين سوري في داخل البلاد.
وتشير الإحصاءات إلى أن النظام اعتقل مواطنا كل أربعة دقائق، ويجرح مواطنا كل 10 دقائق ويقتل آخر كل 15 دقيقة، ويقتل كل يوم 9 أطفال، و يقضي أربعة مواطنين يوميا تحت التعذيب بينما يهجر كل يوم نحو 4000 آلاف مواطن.
لا شك أن العام الثالث للأحداث كان الأشد ضراوة على المواطنين السوريين فارتفاع حدة المعارك التي ترافقت مع القصف والحصار الشديدين، فيما استخدام النظام السوري الوسائل معهم، بداية من تضييق الخناق على المناطق المحاصرة خصوصا في ريف دمشق وحمص ودرعا، ما جعل أكثر من مليون سوري يعيشون في تلك المناطق بلا طعام ولا دواء، فانتشرت الأمراض المعدية، وعم الجوع الذي تسبب بوفاة عشرات المواطنين.
ولكن يبقى أبرز أحداث 2013 هو استخدام الكيميائي الذي أكّدته تقارير الأمم المتحدة وحصد 1500 شخص في يوم واحد، ورغم تبادل الاتهامات بين المعارضة والنظام عن مستخدم هذا السلاح، فإن الغوطة الشرقية كان الشاهدة عليه، وتشير العديد من التقارير الأمنية والاستخباراتية والصحفية الغربية والعربية إلى أن النظام السوري هو من استخدم ذلك السلاح.
واستخدام الكيميائي حرّك العالم بأسره، ودفع الولايات المتحدة الأميركية بالتهديد بضرب سورية جراء ذلك، ولكن اتفاقا عالميا حال دون ذلك، وتمثل بتسليم الحكومة السورية للسلاح الكيميائي بشكل كامل.
وبعد السلاح الكيميائي بالأهمية يأتي استخدام النظام السوري للبراميل المتفجرة والتي حصد الآلاف، وفي حلب وحدها حصدت ما يزيد عن 600 سوري.
فيما كان لصواريخ السكود دور أيضاً في إحداث دمار هائل في البنى التحتية للدولة السورية، وفي حصد عدد كبير من الأرواح، كما استخدم النظام السوري في 2013 طيران الميغ والسيخوي.
وكان للطبيعة دور في عام 2013، فعاصفة أليكسا حطت رحالها على سورية، بعد غياب لأكثر من مائة عام، لتزيد الهمّ همّاً، فدمرت خيام اللجوء على حدود سورية، وقتلت عددا من المواطنين بردا.
سياسياً إضافة إلى اتفاق الكيميائي، كان مؤتمر جنيف 2 هو حديث النصف الثاني من عام 2013، وكان واحدا من أكثر المسائل التي شهدت تجاذبات وأخذا وردّاً، وتم ترحيله بين أشهر العام، وظلت الأطراف المتنازعة غير متفقة على حيثياته، وتجاذباته، فالنظام السوري لا يريد تسليم السلطة ويريد لإيران الحضور، والمعارضة ترفض إيران، وتريد تسليم السلطة ورحيل الأسد.
أرسل تعليقك