بغداد ـ نجلاء الطائي
وجّه رئيس الوزراء نوري المالكي، الثلاثاء، الوزراء بالتحرك السريع لتعويض محافظة الأنبار عن ما فاتها من خدمات، فيما أشار إلى أنَّ مهمة القوات المسلحة التفرغ لإدامة زخم عملياتها في ملاحقة المسلحين في صحراء الأنبار، ومن ثم تسليمها للشرطة، داعيًا السياسيين إلى اتخاذ "مواقف حكيمة غير منفعلة"، وإلغاء فكرة الانسحابات من الحكومة
والبرلمان، فيما شهدت العاصمة بغداد قتل وجرح 47 شخصاً، في تفجير أربع سيارات مفخخة، في منطقة الزعفرانية، وحي جميلة، والكمالية، والزعفرانية. وأوضح المالكي، في بيان له، "نحن نوجه اليوم جهد الوزارات كافة لتوفير الخدمات المطلوبة، وإصلاح الخط السريع، الذي نسفت القاعدة جسوره، وتوفير الحماية اللازمة للمسافرين، وفتح الحدود الدولية على مدار الساعة أمام حركة المسافرين والبضائع، والتواصل مع دول الجوار، بغية أن تعود الحياة وينتعش الاقتصاد". وأضاف "سنستمع بعد الذي جرى إلى مطالب أهل الأنبار المشروعة، التي يجب أن نسمعها منهم، وليس من الذين لا يريدون تنفيذها، ولا يرون حلاً لهذه الأزمة"، مبينًا أنَّ "القوات المسلحة ستتفرغ لإدامة زخم عملياتها في ملاحقة أوكار تنظيم القاعدة في صحراء الأنبار، ولينصرف الجيش إلى مهمته، مسلّمًا ادارة المدن إلى الشرطة المحلية والاتحادية، بعد هذا النجاح".
وخاطب المالكي أهالي الأنبار قائلاً "يا أهلنا في محافظة الأنبار العزيزة، أخاطبكم في هذه اللحظات الدقيقة، بعد مضي عام كامل على حركة الاعتصام، وما مارسته الحكومة من صبر وتحمّل وعمل على تلبية المطالب المشروعة، بما يقع تحت صلاحياتها، وكثرة المناشدات، فقد استجبنا، وبالتعاون مع الحكومة المحلية وشيوخ القبائل ورجال الدين، عبر الدخول إلى الساحة، وإخلائها سلميًا". وأشار إلى أنَّ "العمليات في الأنبار لم ترق خلالها قطرة دم واحدة، وهو عمل يدل على حكمة القيادة الميدانية، وجهد العشائر والشرطة المحلية، وأنتم أعرف بما حدث في فض اعتصامات أقل خطورة، وأقل تعقيدًا في بلدان أخرى في منطقتنا".
وتوجّه رئيس الوزراء إلى الشعب العراقي بالقول "أيّها العراقيون الشرفاء إنَّ نجاح أبناء القوات المسلحة في ضرب أوكار القاعدة، وملاحقتهم، يجب أن يذكر باعتزاز وفخر"، مطالباً "الجميع أنَّ يقف خلف أبنائهم وهم يخوضون هذه الحرب المقدسة". ودعا المالكي في بيانه السياسيين إلى "اتخاذ مواقف حكيمة غير منفعلة بالأحداث، والابتعاد عن أي موقف يمكن أن يصنف لصالح القاعدة والإرهاب والطائفيين، وإلغاء فكرة الانسحابات من الحكومة والبرلمان، التي أتعبت الدولة، وحرمت المواطن من كثير مما كان ينبغي تحقيقه".
وفي سياق منفصل، أكّد مصدرأمني أنَّ "سيارة مفخخة انفجرت، الثلاثاء، في شارع المعهد في منطقة الزعفرانية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، وإصابة ثمانية أخرين بجروح"، مشيرًا إلى أنَّ "قوة أمنية هرعت إلى منطقة الحادث، ونقلت الجرحى إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج، وجثث القتلى إلى دائرة الطب العدلي، وفتحت تحقيقًا لمعرفة ملابسات الحادث". وأضاف المصدر أنَّ "سيارة مفخخة أخرى انفجرت قرب سوق شعبية في منطقة الزعفرانية أيضًا، ما أسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص وإصابة خمسة أخرين بجروح".
وأشار إلى أنه "قتل وأصيب 17 شخصًا في تفجير سيارتين مفخختين في منطقة جميلة، والكمالية، شرقي بغداد، فيما اعتقلت قوة أمنية مسلحين، كانا ينقلان عبوات ناسفة ومسدسات كاتمة للصوت جنوب بغداد، كما شهدت مقتل شقيقين في هجوم مسلح نفذه مجهولون في قرية الدرعية، التابعة لقضاء المدائن، جنوب بغداد، فيما سقطت ست قذائف هاون على منطقة التويثة، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، وإصابة خمسة آخرين بجروح متفاوتة".
أرسل تعليقك