بغداد ـ نجلاء الطائي
أعلنت مصادر عراقيّة رسميّة، الأربعاء، أن مستشفيات الرمادي والفلوجة استقبلت 21 قتيلاً وجريحًا، حصيلة الأحداث الأمنية التي جرت مساء الثلاثاء، فيما تميل الكفة لسيطرة المُسلّحين على جزر في الرمادي، في الوقت الذي دعا فيه رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، إلى إنهاء الحملة العسكريّة على محافظة الأنبار، وإتباع الحلول السلميّة
لانهائها، معلنًا عن ملامح مبادرة يتمّ طرحها على القوى والأحزاب السياسيّة لاحتواء تلك الأزمة.
وأكّد مصدر أمنيّ مسؤول، أن "مستشفى الرمادي استقبل جثة قتيل وأربعة جرحى جرّاء الاشتباكات التي دارت الثلاثاء، فيما استقبلت مستشفى الفلوجة قتيلاً واحدًا و10 جرحى"، مشيرًا إلى أن "القصف والاشتباكات في الفلوجة كانت أخف حدّة من الأيام الأخيرة".
وكشفت عضو مجلس الأنبار أسماء أسامة، أن مُسلّحين تمكّنوا من فرض سيطرتهم على أجزاء من جزيرة الخالدية البو بالي والبو عبيد، بعد انسحاب الجيش منها، وهي التي دارت فيها معارك كرّ وفرّ خلال الأيام الأخيرة، لافتة إلى سماع انفجارات دوت الأربعاء في الرمادي، لكن لم تُعرف أسبابها، ويبدو من ذلك أن العنف بدأ بالتزايد في الرمادي بعد أيامٍ من الهدوء.
وأشارت مصادر أمنيّة، الأربعاء، إلى أن قوة من مكافحة الإرهاب قتلت بغطاء جويّ، الأمير العسكريّ لتنظم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) شمال الرمادي، السعوديّ المُلقّب بـ"أبي عائشة"، بعد معركة دارت في منطقة البو فراج.
ودعا رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، الأربعاء، إلى انهاء الحملة العسكرية على محافظة الأنبار، واتّباع الحلول السلمية لانهائها، معلناً عن ملامح مبادرة يتمّ طرحها على القوى والأحزاب السياسية لاحتواء تلك الأزمة.
وأفاد بيان صادر عن ائتلاف "مُتحدون" الذي يترأسه النجيفي، حصل "العرب اليوم" على نسخة منه، أن الأخير ترأس اجتماعًا لخلية الأزمة الخاصة بمحافظة الأنبار، وتركّز المحور الأول منه على أهمية تسريع العون الإغاثيّ المُقدّم للعائلات المُهجّرة بسبب الأوضاع الأمنيّة، وأن النجيفي أمر أن تقدم دفعات جديدة من المساعدات لهذه العائلات المنتشرة في محافظات العراق، وناقش المجتمعون، التقارير المتعلقة بأوضاع المُهجّرين، وقرروا العمل بشكل مستمر من أجل زيادة الدعم والتنسيق مع الجهات كافة المهتمة بالوضع الإنسانيّ للاجئين، فيما استعرضوا الجهود مع الجهات الداخلية والخارجية بشأن أهمية وقف الأعمال العسكرية واللجوء إلى الحلول السلمية، التي من شأنها أن تحقن دماء المواطنين، وتعزل المجاميع المُتطرّفة عنهم، مع ضرورة وقف قصف المدن.
وأشار البيان ذاته، إلى أن النجيفي رسم ملامح مبادرة وطنية شاملة، بهدف طرحها على الكتل والأحزاب السياسيّة كافة، لمناقشتها والوصول إلى رؤية مشتركة من شأنها وقف الانهيار، ومنع انتشار الأزمة إلى مناطق جديدة.
وقد أعلنت قيادة عمليات بغداد، الأربعاء، أن الأجهزة الأمنية قتلت ثلاثة مُتطرّفين، وفكّكت عبوة ناسفة في مناطق متفرقة من العاصمة، وقالت قيادة العمليات في بيان لها، "إن قوة من فوج استطلاع الفرقة 17، قامت بالتصدي لإحدى المجاميع الإرهابية التي كانت تنوي التعرّض للقوات الأمنية، وتمكّنت من قتل ثلاثة إرهابيين بعد الاشتباك معهم، فيما تمكّنت قوة من فوج طوارئ بغداد السادس، من تفكيك عبوة ناسفة على الطريق باتجاه (الدورة – السيدية)، كانت موضوعة داخل كيس شفاف من دون خسائر".
وعثرت قوة أمنية، صباح الأربعاء، على ثلاث جثث تعود لعناصر في الصحوة، مرمية داخل بستان زراعيّ في قرية عرب جبور التابعة لمنطقة الدورة جنوب بغداد، وبدت على الجثث آثار طلقات نارية في الرأس والصدر، فيما قُتل شخصان وأصيب خمسة آخرون في انفجار عبوة ناسفة في حي النعيرية في منطقة بغداد الجديدة شرق العاصمة، وأُصيب اربعة من عناصر الجيش العراقيّ في انفجار عبوة ناسفة، استهدفت دوريتهم في منطقة سطيح التابعة لقضاء المدائن جنوب بغداد.
وأعلنت قيادة شرطة محافظة واسط، الأربعاء، أن قواتها اعتقلت 13 مطلوبًا بتهم إرهابيّة، خلال عملية أمنية نفّذتها شمال واسط مركزها الكوت ( 180 كم جنوب بغداد).
وقال قائد شرطة واسط اللواء رائد شاكر جودت، في حديث إلى عدد من وسائل الإعلام، "إن قوة من الشرطة نفّذت، صباح الأربعاء، عمليات دهم وتفتيش في قضاء الصويرة( 135 كم شمال الكوت)، أسفرت عن اعتقال 13 مطلوبّا وفقًا للمادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب، وأن العملية استندت إلى معلومات استخبارية دقيقة، وتعاون المواطنين، ومُذكّرات اعتقال صادرة من القضاء العراقيّ"، مشيرًا إلى أن "المعتقلين نقلوا إلى أحد مراكز الاحتجاز الأمنيّ للتحقيق الأولي معهم".
يُذكر أن محافظة واسط، والتي تُصنّف ضمن المحافظات المستقرّة، باستثناء مناطقها الشماليّة، تشهد بين الحين والآخر نشاطًا ملحوظًا للجماعات المُسلّحة من عناصر تنظيم "القاعدة".
أرسل تعليقك