القاهرة ـ محمد الدوي
تنظر محكمة جنايات الإسماعيليّة، الأربعاء، في أكبر وأخطر قضية تجسّس مع إسرائيل، والتي تضم 9 متهمين، من بينهم 3 مصريين وإسرائيليّان و4 من ضُبّاط جهاز الأمان الاسرائيليّ "المخابرات العسكريّة". وترجع وقائع القضية التي باشر التحقيقات فيها رئيس النيابة شادي البرقوقي، تحت إشراف المحامي العام لنيابة أمن الدولة المستشار
تامر الفرجاني، إلى العام 2006، وحدّدت محكمة استئناف الإسماعيليّة جلسة الأربعاء لنظر القضية أمام محكمة الجنايات.
وضمت قائمة المتهمين في القضية المقيدة برقم 177 لسنة 2013 حصر أمن الدولة العليا كلاً من: عودة طلب إبراهيم برهم "محبوس"، 31 عامًا، حدّاد، وسلامة حامد فرحان أبو جراد "محبوس"، 40 عامًا، حدّاد، ومحمد أحمد عيادة أبو جراد "هارب"، 23 عامًا، وعبدالله سليم إبراهيم الرقيبه، إسرائيليّ الجنسيّة "هارب"، وعمر حرب أبو جراد العوايشه، إسرائيليّ الجنسيّة "هارب"، وداني عوفاديا عضو في جهاز المخابرات العسكريّة الإسرائيلي " الأمان"، وكل من اهارون دانون، ودايفيد يعقوب، وشالومو سوفير أعضاء في جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيليّ.
وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، أن المتهمين في الفترة من 2006 و2013 تخابروا لمصلحة إسرائيل، ومدّوها بمعلومات بقصد الإضرار بالأمن القوميّ للبلاد مقابل الحصول على منافع مادية، وقد اعترف المتهم الأول عودة طلب ابراهيم برهم، بسعيه وتخابره لصالح عناصر استخبارتية إسرائيلية، وتلقيه مبالغ مالية وعطايا عينية مقابل ذلك ، وقرّر في التحقيقات أنه ولد ونشأ في منطقة الماسورة في رفح، وعمل بالحدادة في المحل التجاريّ المملوك لوالده، وفي غضون العام 2006 تزوج من نجلة المتهم الرابع، والمعلوم لدى أهالي رفح بأن حماه يُقيم بصفة دائمة في إسرائيل، لهروبه من الملاحقة الأمنية منذ العام 1988، لاتهامه في قضية تخابر لصالح المخابرات الإسرائيلية، وأنه لا يزال يعمل لصالحها حتى حينه.
وأضاف المتهم الأول، أنه في مطلع العام 2009 حصل على هاتف محمول مربوط على الشبكة الإسرائيلية "أورانج"، نظرًا لتغطيتها الجيدة لمنطقة رفح، فضلاً عن استخدامها في التواصل مع العناصر الفلسطينيّة المُتعاملين معه في تجارة وتهريب السلع الغذائيّة عبر الأنفاق إلى الجانب الفلسطينيّ، والتي يُمارسها معظم أهالي منطقة رفح المصريّة، وأنه في أواخر 2009 اتصل به المتهم الرابع "حماه"، على الرقم الإسرائيلي، وطلب من الاخير إيجاد عمل له في مجال تهريب البضائع إلى إسرائيل، فوعده بترتيب ذلك مع أحد العناصر الإسرائيلية، وبعد مرور أسبوعين، اتصل المتهم الرابع به ومكّنه من التواصل مع شخص إسرائيليّ (هو المتهم السادس داني عوفاديا)، واستهلّ حواره بالسؤال عن أخبار الحكومة المصرية، فتفهم المتهم الأول أن طبيعة العمل ستكون في مجال التجسّس، وعرّفه بنفسه أنه يُدعى "أبو أكرم"، وأنه يعمل في جهة امنية إسرائيلية، وطلب موافاته بمعلومات بشأن الاوضاع في منطقة رفح، وأماكن الأنفاق الواصلة بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية، وأسماء وبيانات القائمين على تلك الأنفاق والمشتغلين في أعمال تهريب السلاح، وأسماء وبيانات العناصر الفلسطينية المتواجدة على الشريط الحدوديّ بين مصر وإسرائيل، فوافقه المتهم الأول على ذلك، وأدلى له ببعض المعلومات، وأبلغ المخابرات الحربية، واستمر في التواصل مع العنصر الاسرائيليّ بعلم المخابرات الحربية لمدة لا تتجاوز الشهرين، تضمّنت إرسال الأخير له مبلغ 700 دولار، بوساطة المتهم الرابع، تسلّمه من أحد الأشخاص المقيمين في رفح.
وأوضح المتهم، أنه في أعقاب ذلك مرّت فترة انقطاع في ما بينه وبين كل من العنصر الإسرائيلي والمخابرات الحربية، حتى أول العام 2012، حيث اتصل المتهم الرابع به على هاتفه الذي يحمل رقمًا إسرائيليًّا، ومكّنه من التواصل مع عنصر إسرائيليّ آخر يُدعي "أبومنير"، وهو المتهم السابع اهارون دانون، ودار بينهما حديث اتفقا خلاله علي قيام المتهم الأول بإمداده بمعلومات في مقابل مبالغ مالية، ونفاذا لذلك الاتفاق ابلغه المتهم بمعلومات بشأن الاوضاع والتحركات في منطقة رفح المصرية، وأماكن الأنفاق وبيانات القائمين عليها وبيانات وأماكن تجمّع العناصر الجهادية في سيناء، وذلك بصفة دورية، عن طريق الاتصال الهاتفيّ باستخدام خط الهاتف المربوط علي شبكة "أورانج"، حيث يقوم العنصر الاسرائيليّ بشحن الرصيد تِباعًا، كما أرسل إلى المتهم الأول عن طريق المتهم الرابع مبلغ 800 دولار، وأنه في غضون شهر نيسان/أبريل 2012، كلّف العنصر الاسرائيليّ المتهم السابع بالتسلل إلى الأراضي الاسرائيلية لمقابلته لإعطائه مبالغ مالية كبيرة، مقابل ما قدّمه من معلومات، فاستأذنه المتهم في إحضار شخص مرافق له، مُتعلّلاً بعدم سابقة تسلّله إلى إسرائيل، فوافقه المتهم الإسرائيليّ وفوّضه في اختيار شخص مناسب وإبلاغه به، وبناءً على ذلك وقع اختيار المتهم على صديقه المتهم الثاني سلامة حامد أبو جراد، لعلمه بسابقة تسلل الأخير إلى إسرائيل، وعمله بها لمدة 8 أشهر، فأبلغ العنصر الاسرائيلي باسم المتهم الثاني، فوافق بما يشير إلى وجود تعامل في ما بين الاخير وبين الجهات الأمنية الإسرائيلية، وعلى إثر ذلك تقابل مع المتهم الثاني، وحدّثه في هذا الشأن فوافقه وصارحه بضلوعه أيضًا في التخابر لصالح إسرائيل، متواصلاً مع عنصر استخباراتيّ يُدعى حركيًّا "أبو سالم"، وهو المتهم التاسع ويُدعى شالومو سوفير، وعقب ذلك اتصل المتهم بالعنصر الاسرائيلي "أبو منير"، المتهم السابع، وأجرى التعارف في ما بينه وبين المتهم الثاني، وتولى العنصر الاسرائيلي ترتيب تسللهما عن طريق أحد المُهرّبين المتواجدين في الجانب الإسرائيليّ ويدعى "أبو عبدالله"، وبتاريخ 10 أيار/مايو 2012 ليلاً، تقابل المتهمان الأول والثاني مع دليل يُدعى "أبو أحمد" في منطقة أم قطاف، واستقلا معه سيارة حتى منطقة الجيفة، ثم ترجّلوا بإرشاد الدليل في منطقة جبلية على الحدود حتى بلغوا جبل الخروف، حيث فارقهما الدليل، واتصل بهما العنصر الاسرائيليّ "أبو منير"، وأفادهما باستمرار الترجّل حتى التقابل مع أفراد الجيش الإسرائيليّ، فامتثلا لذلك، حيث تم اصطحابهما بسيارة عسكرية إلى إحدى النقاط العسكرية، وتقابلا مع المتهم السابع الذي أبلغهما أنهما سيمكثان للمبيت حتى صباح اليوم التالي، حيث حضر إليهما، وبرفقته عنصران إسرائيليان، الأول يُدعى "أبو فادي"، والثاني "أبو شوكت"، ودار حديث تضمّن استفسار العناصر الاسرائيلية عن الاوضاع في سيناء والمهربين والعناصر الجهادية واماكن الانفاق، مؤكدين على المتهمين الاول والثاني بضرورة توخي الحذر، حتى لا ينكشف أمرهما لدي السلطات المصرية، وتسلّم المتهمان مبلغ 6 آلاف دولار بواقع ألف دولار لكل منهما، مقابل التعاون وتقديم المعلومات، وألفي دولار تُسلّم إلى يد الدليل "أبو أحمد" أثناء التسلل للعودة، كما تسلما هاتفين محمولين ماركة "نوكيا" بداخلهما شريحتي خط هاتف شركة "أورانج" الإسرائيلية كهدية، ووعدهما العنصر الاسرائيليّ "أبو منير" بفتح محل تجاري خاص لكل منهما، وبعد انتهاء اللقاء، استقلّا سيارة عسكريّة حتى المنطقة الحدودية الجبلية، حيث تقابلا مع الدليل عائدين إلى رفح، وعقب ذلك استمر تواصلهما مع العنصر الاسرائيليّ وادلائهما بالمعلومات.
أرسل تعليقك