بيروت - رياض شومان
توقعت مصادر مطلعة على أجواء المشاورات الجارية لتشكيل حكومة جديدة في لبنان ان تبصر الحكومة العتيدة النور الاسبوع المقبل ، بعد أن تكون أعمال المحكمة الخاصة بلبنان التي سيحضر جلستها الافتتاحية الخميس الرئيس سعد الحريري قد انتهت ، وقبيل انعقاد مؤتمر جنيف 2 الاربعاء المقبل، اذ يطل لبنان على العالم بوزير خارجية جديد
وخطاب أقل انحيازاً يجسد ما اتفق عليه من حيث تحييد لبنان عن الصراع في سوريا وفق ما جاء في "اعلان بعبدا".
وأبلغت هذه المصادر "العرب اليوم" أن الاجواء اللبنانية و الاقليمية ايجابية وأنها باتت تؤذن بقيام حكومة جديدة في لبنان انطلاقاً من موقف ايراني أوصله وزير الخارجية محمد ظريف الى "حزب الله" و فريقه ، وموقف سعودي نقله وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور الذي زار الرياض مكلفاً من النائب وليد جنبلاط ، وعاد لاحقاً الى بيروت حيث كانت له جولة اتصالات توّجت ليلا بلقاء طويل مع الرئيس فؤاد السنيورة لمتابعة مستجدات تأليف الحكومة.
وأعلن ابو فاعور العائد من الرياض أن "اللقاءات مع المسؤولين السعوديين كانت ايجابية، وقد ابدوا وقوفهم مع استقرار لبنان ومع كل ما يتفق عليه اللبنانيون وهذا ما يلتقي مع المواقف الايجابية للرئيس سعد الحريري".
من جهته أبدى رئيس مجلس النواب نبيه بري تفاؤلا حذراً ، لكنه قال ان في الامكان ان تولد الحكومة في 48 ساعة اذا سارت الامور في شكلها الصحيح وصدقت النيات في هذا الخصوص.
واعتبر انه "من الافضل ان نستعجل ونعمل ونواصل الجهود من أجل تأليف الحكومة ولا يعني هذا الكلام عدم وجود مشكلات لاحقة. ولا يزال الامر يحتاج الى نقاش".
وماذا عن الاجتماع مع الرئيس السنيورة؟ أجاب بري انه جرى تأكيد النقاط الآتية: ان البحث في البيان الوزاري يأتي بعد التأليف ولم يبدأ الخوض حتى الآن في الحقائب. والنقطة الرئيسية التي تمّ الاتفاق عليها مع السنيورة هي المداورة في الحقائب وان تكون شاملة ومتوازنة وتشمل كل الطوائف بما فيها الصغرى عدديا وان يصير هذا الامر قاعدة في الحكومات المقبلة. وان تسري المداورة على المديرين العامين ايضا باستثناء الاجهزة الامنية. وهذا اتفاق مبدئي مع السنيورة.
وسئل هل وجه اليك السنيورة أسئلة أو طالبك بضمانات، فأجاب: "لا أحد يستجوبني ولا استجوب احدا، و ما صرح به السنيورة بعد اجتماعي به جاء بالتنسيق معي وانا من جهتي كررت تأكيد كلامه".
وبالنسبة الى البيان الوزاري، يتمسك بري بثلاثية الشعب والجيش والمقاومة "حتى لو قال حزب الله انه لا يريدها. انا لدي ألف شرط الطرف الاخر لا يريدها (14 آذار) وهذا الموضوع متروك للنقاش لاحقا في البيان الوزاري وهناك مهلة دستورية 30 يوما لانجاز هذا البيان". وختم: "انا باختصار متفائل ولكن بحذر".
في الجهة المقابلة، تابع رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس السنيورة اتصالاته مع قادة 14 آذار في موازاة الاتصالات التي اجراها الرئيس الحريري مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ومنسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل. وخلال هذه الاتصالات عرضت وجهات النظر حيال نقطتين تتصلان بتأليف الحكومة وهما: البيان الوزاري والمداورة.
وفي تقويم لمصادر مواكبة لهذه الاتصالات ان هناك "مراوحة ايجابية" للجهود في انتظار جلاء صورة التأليف، وخصوصا في ضوء ما نقلته مصادر 8 آذار امس أن مسألة "الثلاثية لم تعد تشكل عقدة لدى حزب الله وتم تجاوزها من خلال البحث عن مخرج لغوي، مع تبني إعلان بعبدا لاحقا".
أرسل تعليقك