عناصر من الجيش السوري الحر
دمشق، بيروت ـ جورج الشامي/ جورج شاهين
قتل 93 سوريًا، الثلاثاء، 22 منهم أعدموا ميدانيًا، فيما تعرضت أحياء دمشق وريفها للقصف، وسط اشتباكات مستمرة بين الجيشين الحر والنظامي، فيما قدر إجمالي عدد القتلى منذ بداية الأزمة السورية وحتى 2شباط/ فبراير2013 بـما يقرب من 52431 قتيلاً، بينما يعقد الائتلاف السوري المعارض اجتماعاً طارئاً في الأيام القليلة
المقبلة، فيما أعربت الخارجية الأميركية على لسان المتحدثة باسمها، فيكتوريا نولاند، عن دعمها المبادرة التي أطلقها الخطيب للحوار مع حكومة بشار الأسد، في حين رفضت حصول الرئيس السوري على أي حصانة، ومن جانبه دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى "تفاهم وطني" بين السوريين، مؤكدًا أن "الحرب ليست هي الحل"، هذا و أكد وزير الخارجية المصري أنه كلما طال أمد النزاع والأزمة في سورية طال الدمار والقتل وسفك الدماء والمعاناة واللاجئين، مشيرًا إلى أن سورية تدمر الآن بشريًا ومادياً، و على جانب آخر نشر موقع "حزب البعث" التابع للحكم السوري تقارير استخبارية وعسكرية ميدانية تقول: "إن ما طرحته هذه المعارضة أخيرًا ليس صحوة ضمير أو اعترافا بالذنب، أو تراجعا عن الخيانة والجاسوسية، وإنما جاء بسبب الحقائق على الأرض التي لا يمكن تجاهلها رغم الدعم العسكري الهائل للعصابات الإرهابية مأجورة، و على صعيد آخر صدر عن "مجلس القضاء الثوري الموحد" في دمشق وريفها بيان جرى تعميمه في بيروت تحدث عن صدور مذكرة اعتقال بحق الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله وحملت الرقم " 3"، أعلن فيه أن المجلس قرر تكليف كتائب الجيش الحر العاملة على الأراضي السورية وقوى الأمن الثورية باعتقاله فور دخول الأراضي السورية وتسليمه إلى أقرب ضابطة عدلية.
وعلى الصعيد الميداني ارتفع عدد القتلى في مختلف المناطق السورية، الثلاثاء، إلى 93 شخصاً، وقالت "الهيئة العامة للثورة السورية" "إن من بين القتلى الذين سقطوا الثلاثاء 22 أعدموا ميدانيا إثر سيطرة الجيش الحكومي على بلدة خناصر في ريف حلب، وذلك بعد يوم سجل أكثر من 150 قتيلاً وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح الناشطون أن طائرات حكومية مقاتلة من طراز "ميغ" قصفت الأحياء الجنوبية لدمشق وريفها، وأن القصف تركز على حي القدم والعسالي والسبينة والبويضة وكفر بطنا. وأضاف الناشطون أن 3 أشخاص على الأقل قتلوا في قصف بقنابل عنقودية تعرض له حي العسالي، وأن الحي تعرض لدمار هائل. وتناقل الناشطون أنباء عن سقوط عدد من القتلى والجرحى جراء قصف بالقنابل العنقودية السبينة بريف دمشق، كما أعلن الجيش الحر أنه سيطر على حاجز الوتار قرب مدينة عَدْرا بريف العاصمة، في حين تواصلت المواجهات في معضمية الشام وداريا وطريق دمشق الدولي بين قوات الحكومة والجيش الحر. وقصفت القوات الحكومية دوما والنَبك ويبرود بريف دمشق، من جهتها قالت شبكة شام إن القوات الحكومية شنت حملة اعتقالات ونهب وحرق للمنازل في حي الدحاديل بدمشق. وفي ريف دمشق أيضا, ذكرت لجان التنسيق أن مليشيات اللجان الشعبية الموالية للنظام اعتقلت نحو أربعين شابا في الكسوة, وتهدد بإعدامهم.
وفي درعا، قال الجيش الحر "إنه سيطر على حاجز الفرن الآلي في درعا البلد، بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش الحكومي في محيط الحاجز. وامتدت الاشتباكات إلى حاجز المخفر، بينما قصفت القوات الحكومية براجمات الصواريخ أحياء عدة في درعا البلد، وبلدات خربة غزالة والحراك والغارية الغربية والشرقية".
وأفادت لجان التنسيق المحلية في سورية أن ما يسمى اللجان الشعبية التابعة للقوات الحكومية تعتقل أكثر من 60 شاباً من أبناء مدينة درعا، معظمهم من طلاب الجامعات وتهدد بإعدامهم ميدانياً وإلقاء جثامينهم على طريق دمشق درعا بعد عمليات الجيش في درعا. في الوقت ذاته، قامت كتيبة السهوة بريف درعا بإطلاق أكثر من 40 صاروخاً دفعة واحدة من راجماتها توزعت على درعا وريفها.
وفي ريف حماة وسط البلاد، قالت لجان التنسيق المحلية إن القوات الحكومية قصفت بالطائرات مدن وبلدات كُرناز وكفرنَبُّودة ولِمْغَيِّر. أضافت اللجان أن كُرناز تشهد معارك بين الثوار والقوات الحكومية في محيطها، وامتدت الاشتباكات إلى قرية لِمْغَيِّر، حيث قصف الجيش الحر حواجز عسكرية لقوات الحكومة. كما شهدت كُرناز حركة نزوح لبعض الأهالي، وسط ظروف قاسية يعيشيها أهالي المدينة.
وفي حمص، قالت الهيئة العامة للثورة "إن الجيش الحكومي قصف بطائرات ميغ أحياء عدة في المدينة، واستهدف القصف أيضا مدن وبلدات قلعة الحصن وتلبيسة والغـَنطو وعين حسن. كما قُصفت الرستن والحولة، مما أدى لمقتل وإصابة أشخاص عدة، كما شهدت قلعة الحصن غرب حمص اشتباكات بين القوات الحكومية والجيش الحر".
هذا و تعرضت مدينة معرة النعمان في ريف إدلب لقصف عنيف بالهاون والمدفعية الثقيلة من قبل القوات الحكومية. وفي مدينة الميادين بدير الزور سمع دوي انفجار في أرجاء المدينة. وأفادت أنباء عن وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية السورية ومقاتلين من المعارضة حول ثكنة للجيش غربي مدينة حلب، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد في بيانات له إن "الاشتباكات العنيفة مستمرة منذ الفجر بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات الحكومية في محيط ثكنة المهلب في حي السبيل في حلب يرافقها سقوط قذائف على المنطقة"، مشيراً إلى "خسائر بشرية في صفوف الطرفين". وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن محاولة مسلحي المعارضة الاستيلاء على هذه الثكنة ليست جديدة، مشيراً إلى أن الثكنة تضم عدداً كبيراً من عناصر القوات الحكومية.
وأظهرت حصيلة أعدها المركز السوري لحقوق الإنسان بشأن عدد القتلى في شهر يناير أن 3742 مواطناً سورية قتلوا، بمعدل 121 شخصاً كل يوم، وبمعدل 5 أشخاص كل ساعة. وأشار التقرير إلى أن 466 طفلاً قتلوا خلال الشهر المنصرم، بمعدل 15 طفلاً كل يوم، وهو أعلى شهر في عدد الأطفال الذين سقطوا خلال المعارك التي تشهدها سورية منذ اندلاع الأزمة في منتصف آذار/ مارس 2011.
فيما قدر إجمالي عدد القتلى منذ بداية الثورة وحتى 2شباط/ فبراير2013 بـ 52431 قتيلاً، شملت 3841 قتيلاً في دمشق و11427 في ريف دمشق، و9338 قتيلاً بحمص، و7347 في حلب و4129 قتيلاً في حماة و3460 في دير الزور.
و على الصعيد الدبلوماسي "يعقد الائتلاف السوري المعارض" اجتماعاً طارئاً في الأيام القليلة المقبلة، بطلب من بعض أعضائه، على خلفية ما وصف بالتصريحات "المنفردة"، التي أعلنها رئيس الائتلاف السوري معاذ الخطيب خلال الأسبوع الماضي، في الوقت الذي أعربت فيه الخارجية الأميركية على لسان المتحدثة باسمها، فيكتوريا نولاند، عن دعمها المبادرة التي أطلقها الخطيب للحوار مع حكومة بشار الأسد.
ومن جانبها قالت نولاند: "إذا كان لدى حكومة دمشق أدنى اهتمام بصنع السلام، يتعين عليه الجلوس، والتحدث الآن مع الائتلاف السوري المعارض، وسندعم بقوة دعوة الخطيب".
ورفضت الخارجية الأميركية في الوقت نفسه حصول الرئيس السوري على أي حصانة، وأضافت: "لا أعتقد أن الرئيس الخطيب من خلال ما قاله كان يفكر في أنه يجب أن تكون هناك حصانة" للمسؤولين السوريين ولبشار الأسد.
وكان الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري, قد جدد دعوته للحوار مع الحكومة مشدداً على أن الحوار يجب أن يكون على مبدأ رحيل الأسد. وقال إن الائتلاف يقبل الحوار مع نائب الأسد فاروق الشرع ، وأن المبادرة جاءت نظراً للظروف غير الإنسانية التي يعانيها الشعب السوري.
إلى ذلك دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى "تفاهم وطني" بين السوريين، مؤكدًا أن "الحرب ليست هي الحل"، وشدد -في تصريحات تليفزيونية- على أن الشعب السوري وحده هو من يحدد من يبقى ومن يرحل من خلال الانتخابات الحرة، بشرط استتباب الأمن. وتأتي تصريحات نجاد بعد ساعات من إعلان وزير خارجيته علي أكبر صالحي أن بلاده "ستواصل المحادثات مع المعارضة السورية"، بعد اجتماع نهاية الأسبوع بين صالحي ورئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب في ألمانيا. ونفى صالحي إمداد بلاده نظام الأسد بمقاتلين إيرانيين، مؤكدا أن الجيش السوري "كبير بشكل كافٍ، ولا يحتاج إلى مقاتلين من الخارج".
وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية المصري أنه كلما طال أمد النزاع والأزمة في سورية طال الدمار والقتل وسفك الدماء والمعاناة واللاجئين، مشيرًا إلى أن سورية تدمر الآن بشريا ومادياً. وشدد عمرو -خلال رده على أسئلة المحررين الدبلوماسيين على هامش الاجتماع التحضيري للقمة الإسلامية- على أن مصر تهمها وحدة سورية وأراضيه والنسيج الاجتماعي السوري، مؤكدا أن الحل العسكري لن يجدي مقارنة بالحل السياسي الذي يضمن انتقالا منظما ومحكومًا إلى سورية الجديدة.
في المقابل نشر موقع حزب البعث التابع للنظام السوري تقارير استخبارية وعسكرية ميدانية تقول: أن طرح المعارضة السورية المأجورة لموضوع الحوار مع الحكومة السورية والتوصل إلى تسوية سياسية، تم بالاتفاق مع القوى التي قادتهم وشاركتهم في الحرب على الشعب السوري، بعد أن أدركت استحالة كسر إرادة القيادة السورية وتأييد السوريين لها. وأضاف الموقع "إن ما طرحته هذه المعارضة مؤخرا ليس صحوة ضمير أو اعترافا بالذنب، أو تراجعا عن الخيانة والجاسوسية، وإنما جاء بسبب الحقائق على الأرض التي لا يمكن تجاهلها رغم الدعم العسكري الهائل للعصابات الإرهابية والمعارضة المأجورة الذي لم يحقق انتصارات ميدانية أو سيطرة حقيقية على بعض المناطق".
وأضافت المصادر: "إن التقارير الاستخبارية التي تحدثت عن هزيمة العصابات الإرهابية وانتصارات الجيش العربي السوري وتماسكه، ترى أن الشعب السوري الداعم بأغلبيته لقيادته هو المنتصر في الحرب الطويلة التي تتعرض لها سورية".
وأكدت التقارير عينها أنه من الصعب "كسر ذراع" إرادة الشعب السوري وقيادته، ولا بد من البحث عن وسائل ومخارج للأزمة. كما بينت المصادر أن ما تطرحه الدول المتآمرة من مطالب "مرتفعة" هو مجرد تغطية على حالة الهزيمة التي تعيشها، وهذه المطالب سوف يتم التراجع عنها مع الاصطدام بالواقع الميداني على الأرض للخروج بحلول معقولة.
مجلس القضاء الثوري الموحد في دمشق يأمر باعتقال نصر الله فور دخوله الأراضي السورية
و على صعيد آخر صدر عن ما يسمى مجلس القضاء الثوري الموحد في دمشق وريفها بيان جرى تعميمه في بيروت تحدث عن صدور مذكرة اعتقال بحق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وحملت الرقم " 3" أعلن فيه أن المجلس قرر تكليف كتائب الجيش الحر العاملة على الأراضي السورية وقوى الأمن الثورية باعتقاله فور دخول الأراضي السورية وتسليمه إلى أقرب ضابطة عدلية.
هذا وقد ورد في البيان أنه "بناءً على كتاب النائب العام العسكري في دمشق وريفها والذي ادعى على المدعو حسن عبد الكريم نصرالله بأفعال جرمية و هي " تشكيل عصابة أشرار والقتل العمد والتدخل بالقتل والقيام بأفعال جرمية بحق مواطنين سوريين داخل الأراضي السورية وخارجها واستغلال النفوذ واختلاس المال العام بالتضامن والتشارك مع عدة أشخاص سوريين وتعكير صفو العلاقات بين الشعبين الشقيقين في لبنان وسوريا وبث الفتنة الطائفية".
تكلف كتائب الجيش الحر العاملة على الأراضي السورية وقوى الأمن الثورية باعتقال المدعى عليه فور دخوله الأراضي السورية وتسليمه إلى أقرب ضابطة عدلية ليصار إلى اتخاذ الإجراءات القضائية والقانونية بحقه أصولاً.
أرسل تعليقك