دمشق - جورج الشامي
أعلن الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، أنه سيتم التوجه إلى الأمم المتحدة أو مجلس الأمن لاتخاذ الخطوة المقبلة بشأن الأزمة السورية، بعد فشل جهود حلها بين الطرفين المتنازعين، وأكد العربي، قبل مغادرته إلى الكويت في إطار الإعداد للقمة العربية المقررة في آذار/ مارس المقبل، أنه تلقى اتصالاً من المبعوث الدولي إلى سورية
الأخضر الإبراهيمي أعرب فيه عن عدم تفاؤله بحدوث أي تقدم لحل الأزمة السورية، فيما كشفت مصادر مطلّعة عن توجه أوروبي مع تأنٍ خليجي - سعودي تحديداً – تجاه اختيار العقيد عبدالجبار العكيدي كرجل عسكري أول للمرحلة المقبلة، وبناء فعلي لجيش وطني، - يختلف عن الجيش الذي تحدث عنه رئيس الائتلاف أحمد الجربا سابقًا – وتمت البداية بـ500 مقاتل كنخبة.
وبدوره، أكَّد كبير المفاوضين في الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة أن الخطوة المقبلة تتمثل في عودة الإبراهيمي إلى مجلس الأمن لتقديم تقريره عن سير المفاوضات، والالتقاء بالدول الراعية لمؤتمر جنيف من أجل إيجاد الحلول الممكنة للأزمة السورية.
من جانبه، أعلن عضو الائتلاف الوطني السوري عبد الباسط سيدا أن الائتلاف سيُجري عملية تقييم شاملة لمفاوضات جنيف 2، وأشار في اتصال سابق مع "العربية" إلى أن المعارضة تتوقع أن يتضمن تقييم المبعوث الأممي والعربي إلى الامم المتحدة بعض الحقائق التي تشير إلى من عرقل مفاوضات جنيف.
ودانت فرنسا على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس الحكومة السورية وحمّلتها مسؤولية فشل محادثات جنيف، ووصف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عدم التوصل إلى اتفاق بين المعارضة السورية والحكومة بشأن برنامج جلسات التفاوض بالإخفاق الكبير.
واعتذر الإبراهيمي للشعب السوري، السبت، عن عدم تحقيق شيء في المفاوضات بجنيف، عازياً ذلك لرفض الحكومة السورية مناقشة بند هيئة الحكم الانتقالي، وذلك في مؤتمر صحافي عقده بعد أقصر جلسة تشهدها مفاوضات "جنيف 2".
وأعلن أن وفد الحكومة السورية أصر على مناقشة الإرهاب، بينما أصرت المعارضة على بحث هيئة الحكم الانتقالي، مشيراً إلى أن وفد الحكومة رفض مناقشة ثلث ما جاء في أجندة التفاوض.
من جهة أخرى، كشفت مصادر مطلّعة عن توجه أوروبي مع تأنٍ خليجي - سعودي تحديداً – تجاه اختيار العقيد عبدالجبار العكيدي كرجل عسكري أول للمرحلة المقبلة، خصوصاً وأنه رجل مقبول من جهات ثورية وإسلامية واسعة في العمق السوري، وبالذات في الجبهة الشمالية التي تعتبر العمق الاستراتيجي لقوات الثوار، بالإضافة لكونه رجلاً عسكرياً في الأصل يحمل رتبة عالية.
وأوضح المصدر: "إن وضع الجبهة ليس مريحاً ولا بد من إيجاد توازن عسكري مجدداً، والحل، بحسب بعض الدول، هو العقيد العكيدي، خصوصاً في ظل تراجع قوة وشعبية الجبهة الإسلامية.
ولمَسَ المصدر ميلاً للعكيدي لاستثمار هذا التوجه، الرامي لتشكيل "جيش وطني" ذو خطاب وطني وليس إسلاميًا، بالإضافة لرغبة جامحة لدى الدول القريبة من الثورة السورية وأغلب قياداتها في إنهاء ظاهرة أمراء الحرب من خلال "مأسسة" العمل ووجوب التبعية لمظلة سياسية (حكومية) مهما كان الإختلاف معها أوحولها.
وكَشَفَ المصدر عن بناء فعلي لجيش وطني، - يختلف عن الجيش الذي تحدث عنه رئيس الائتلاف أحمد الجربا سابقًا – وتمت البداية بـ500 مقاتل كنخبة، مهمتهم الاقتحام والسيطرة، يُدرّبون في إحدى الدول، وسيزداد عددهم إلى 2000 خلال 90 يومًا، وهو ما "سُر" به وزير الدفاع العائد من استقالته أسعد مصطفى، لكن رئيس هيئة الأركان اللواء سليم إدريس لم يكن بالسعادة ذاتها، وحاول أن يضع بعض العراقيل في وجه مشروع - العكيدي المتمثل في الجيش الوطني.
وأكّد المصدر أن خلاف (مصطفى – إدريس) دفع بالأول إلى تقديم استقالته إلى رئيس الحكومة الانتقالية أحمد طعمة الساعة 12 ليلاً، ثم عاد عنها بعد ضغوط وترغيب من قوى دولية، وتابع المصدر أن العكيدي ومجموعته سيبدأ جولة على دول أوربية وخليجية، لتثبيت مشروع الجيش الوطني واستكمال تدريبه، لأنه يعتقد وآخرون أنه آخر ما يمكن فعله لإنقاذ حلب من النظام والتطرف وأمراء الحرب.
أرسل تعليقك