انفجار سيارتين مفخختين جنوب بغداد وغرب كركوك
انفجار سيارتين مفخختين جنوب بغداد وغرب كركوك
بغداد ـ جعفر النصراوي
قتل 7 أشخاص وأُصيب 12 آخرون، بعد ظهر الثلاثاء، في انفجار سيارتين مفخختين جنوب العاصمة العراقية بغداد وغرب كركوك، فيما جددت "جبهة الحوار" طلبها بسحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي لسوء إدارته للملف الأمني. وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية، لـ"العرب اليوم"، "إن سيارة
مفخخة كانت مركونة بالقرب من حسينية الزهراء في منطقة الوردية في قضاء المدائن جنوب بغداد انفجرت، عد ظهر الثلاثاء، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، وإصابة 12 آخرين"، مرجحًا "ارتفاع الحصيلة لشدة التفجير".
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن مناطق في جنوب العاصمة بغداد وجنوب شرقها، تشهد عملية أمنية واسعة اعتقلت خلالها حتى الآن 11 شخصًا، يُشتبه في انتمائهم للجماعات المسلحة.
وطالب القيادي في "الجبهة العراقية للحوار الوطني" حيدر الملا، القوى السياسية كافة، بسحب الثقة من رئيس الحكومة نوري المالكي ومقاضاته، بسبب تفرّده وسوء إدارته للملف الأمني، معتبرًا أن "الأخير يتحمل المسؤولية الكاملة بشأن الانهيارات الأمنية المتلاحقة وهروب السجناء".
وقال الملا، في حديث إلى "العرب اليوم"، الثلاثاء، "إن تحذيرنا من خطورة التفرّد بإدارة الملف الأمني وسياسة الاستحواذ التي مارسها نوري المالكي على وزارتي الدفاع والداخلية وجهاز المخابرات، وتداعيات ذلك على حياة العراقيين وأمنهم، وما تشهده محافظات العراق كافة من انهيار أمني، أكد صحة مخاوفنا، ونطالب القوى السياسية بأن تضع حدًا لجريمة استهداف الدماء العراقية، من خلال سحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء ومقاضاته عن تفرّده وسوء إدارته للملف الأمني التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من العراقيين".
وحمّل القيادي في "الجبهة العراقية" المالكي، "المسؤولية الكاملة عن جميع الدماء التي سالت وعن كل المجرمين الذين هربوا من السجون، بعد أن ثبت تورط بعض ضباط القائد العام للقوات المسلحة في عملية هروب السجناء من أبو غريب والتاجي"، لافتًا إلى أن "مكاسب ومغريات السلطة جعلت المالكي يزداد تمسكًا بكرسيه، حتى لو كان على حساب دماء العراقيين، بدلاً من اتخاذ خطوة تجاه الشعب، من خلال تحمله للمسؤولية والاعتراف بفشله في إدارة الملف الأمني".
وقد واجه رئيس الحكومة نوري المالكي، خلال العام الماضي، مطالبات بسحب الثقة منه، من قِبل عدد من الكتل السياسية، أبرزها التيار الصدري و"القائمة العراقية" و"التحالف الكردستاني"، في حين حذّر نواب عن "دولة القانون" التي يتزعمها المالكي، من تبعات هذه الخطوة على العملية السياسية، إلا أن "تلك المطالبات لم تنجح من قبل الكتل البرلمانية، بسبب خلافاتهم السياسية".
وأفاد مصدر في شرطة محافظة كركوك، الثلاثاء، أن خبيرًا في وحدة مكافحة المتفجرات واثنين من أفراد الوحدة، قُتلوا في انفجار سيارة مفخخة غرب كركوك (250 كم شمال بغداد).
وأوضح المصدر، طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ"العرب اليوم"، أن "سيارة مفخخة كانت مركونة عند مدخل ناحية الرياض (55 كم جنوب غربي كركوك)، انفجرت بعد ظهر الثلاثاء، لدى محاولة ضابط في وحدة مكافحة المتفجرات واثنين من عناصر الوحدة تفكيكها، مما أسفر عن مقتلهم في الحال، فيما نقلت قوة أمنية جثث القتلى إلى دائرة الطب العدلي"، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
وتُعد محافظة كركوك، (يبعد مركزها 250 كلم شمال العاصمة بغداد)، التي يقطنها خليط سكاني من العرب والكرد والتركمان والمسيحيين والصابئة، من أبرز المناطق المتنازع عليها، والمشمولة بالمادة 140 من الدستور العراقي، فضلاً عن كونها من بين أهم المناطق العراقية الغنية بالنفط، وتشهد خلافات مستمرة بين مكوناتها، فضلاً عن أعمال العنف شبه اليومية التي تطال المدنيين والقوات الأمنية على حد سواء.
وتشهد العاصمة بغداد، وغالبية المحافظات العراقية، موجة عنف تتصاعد بشكل يومي، متمثلة في تفجيرات إرهابية تستهدف المدنيين ورجال الأمن على حد سواء، مما خلق حالة ذعر لدى المواطنين وتأهب الأجهزة الأمنية، ونشر رجالها ونقاط التفتيش في شوارع المدن وقُراها، في محاولة منها لضبط الوضع الأمني.
أرسل تعليقك