الكويت - العرب اليوم
افتتحتْ القمة العربية الـ25 المنعقدة في الكويت أعمالها، بغياب قادة ثماني دول عربية، ويُتوقَّع أن تخرج بتوصيات بشأن دعم القدس، والمطالبة برفع الحصار عن غزة، وفق معلومات موفدنا في قمة الكويت التي بقي فيها مقعد سورية شاغرًا مع وضع العلم السوري في مكانه، خلافًا لما حدث في قمة الدوحة السابقة.
ودعا
أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، في كلمة الافتتاح، إلى مضاعفة الجهود الرامية إلى وقف ظاهرة الإرهاب الخطيرة، التي تعصف بالمنطقة، وطالب بالعودة إلى مجلس الأمن الدولي لحل القضية السورية.
وتطرق الشيخ الصباح، إلى الخلافات العربية، بوصفها أمرًا مرهقًا للبلدان العربية، وتبعدها عن تحقيق التطلعات.
وبعد تسليم أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بلاده لرئاسة القمة العربية، أعلن "استعداد بلاده لاستضافة مؤتمر "مصالحة فلسطينية فلسطينية"، كما تحدَّث عن علاقات متميزة مع مصر".
أما رئيس الائتلاف السوري المعارض، أحمد الجربا، فدعا الدول العربية إلى "تسليم السفارات السورية كافة للمعارضة، ملخصًا مطالب الائتلاف في ثلاث نقاط.
من جانبه، اتهم رئيس الوفد السعودي، ولي العهد، الأمير سلمان بن عبدالعزيز، المجتمع الدوْلي، بما وصفه بـ"خداع المعارضة السورية"، وقال أمام القادة العرب المشاركين في القمة، إن "التحديات في سورية تواجهها مقاومة مشروعة خدعها المجتمع الدوْلي".
كما دعا إلى "أخذ التدابير لمكافحة المنظمات المتطرفة التي تعمل باسم الإسلام والمسلمين".
وأكَّد الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، في كلمته، أن "فلسطين تبقى قضية العرب الأولى"، كما تحدَّث عن سورية، واصفًا ما يجري فيها بـ"المأساة"، ودعا إلى "إيجاد حل لتلك الأزمة، التي باتت تُهدِّد الأمن والسلم العربيين".
واعتبر العربي، "الإرهاب أبرز التحديات أمام الجامعة العربية"، داعيًا إلى "مواجهته أمنيًّا وفكريًّا".
وألقى المندوب الأممي إلى سورية، الأخضر الإبراهيمي، كلمة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، والتي أكد فيها على أن "الحل الوحيد للازمة السورية هو انتهاج السبل السلمية".
أما الرئيس اللبناني، ميشيل سليمان، فأكد على "ضرورة تطوير آليات لتوطين اللاجئين السوريين داخل بلادهم"، مناشدًا القادة العرب "دعم لبنان ماديًّا وسياسيًّا".
وأكَّد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، على "أهمية التوافق بشأن القضايا الرئيسة، ما سيسهم في حماية الأمن القومي العربي"، مضيفًا أن "السلطة الفلسطينية مستمرة في سعيها إلى رفع الحصار عن قطاع غزة، ومنع العدوان عن أهله".
وأضاف عباس، "ملتزمون بالاتفاقات لتشكيل حكومة انتقالية، وإجراء الانتخابات، إنهاء للانقسام، وماضون في جهود إنهاء الانقسام، وتحقيق المصالحة، لاستعادة وحدة الأرض والشعب والمؤسسات"، مشيرًا إلى أن "حكومة الاحتلال غير مستعدة للانسحاب وصنع السلام".
وأوضح الرئيس الفلسطيني، أن "إسرائيل تحاول التنصل من تفاهم إطلاق الأسرى المعتقلين قبل "أوسلو"، مطالبًا بـ"حل قضية اللاجئين بشكلٍ عادلٍ وفق القرار 194 لتحقيق سلام دائم".
وأشار عباس إلى أن "حكومة الاحتلال ترفض مرجعية القرارات الدولية، وتواصل الاستيطان، وتسعى إلى تكريس الاحتلال"، موضحًا أنها "لم توفر فرصة لإفشال الجهود الأميركية لإنجاح المفاوضات، وتقول علنًا؛ إن ما يواجهه الوطن العربي يمكنها من الاستفراد بفلسطين، مطالبًا الجميع بـ"بذل أقصى جهد ممكن للتوافق بشأن القضايا الأساسية".
وطالب الرئيس المصري، عدلي منصور، بـ"إخضاع المنشآت النووية الإسرائيلي لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل"، مشيرًا إلى أن "النظام العالمي يعاني اختلالًا، ويتعامل معنا بمعايير مزدوجة".
وأكد منصور، أن "المواطن العربي يتطلع إلى عيش حياة كريمة آمنة"، موضحًا أن "الوقت حان لتفعيل منطقة التجارة الحرة العربية، واتخاذ إجراءات تعزز التعاون الاقتصادي".
ودعا الرئيس عدلي منصور، الإعلام العربي إلى "المساهمة القوية في حمل راية التنوير حفاظًا على ثوابت الأمة ومصالحها".
كما دعا إلى "إقرار إستراتيجية عربية مُوحَّدة لمواجهة نمو الفكر المتطرف، وانتشاره، ودعم مبادرة مصر بشأن تفعيل الاتفاق العربي لمكافحة الإرهاب".
واقترح منصور، على القمة، "اعتبار العقد المقبل عقد التخلص من الأمية في المنطقة العربية".
وأشار إلى "ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية بين الدول العربية، وإعلاء المصالح الوطنية لكل دولة"، موضحًا أن "العرب يملكون عناصر قوة متعددة، وعلينا العمل على تعظيم قوتنا المشتركة".
وأوضح منصور، أن "العروبة ليست شعارًا خاويًا، وهي مصدر قوة كبيرة لنا، إذا قدرنا ما توفره لنا من إمكانات"، داعيًا جميع الدول العربية إلى "الوقوف صفًّا واحدًا في مواجهة خطر الإرهاب"، مضيفًا أنه "يُهدِّد جميع دول المنطقة، وأن العمليات الإرهابية ستشد من عزمنا لاجتثاث خطره من منطقتنا".
وطالب منصور، بـ"الحفاظ على وحدة سورية أرضًا وشعبًا"، موضحًا أن "الحل السياسي هو المخرج الوحيد للمأساة التي تعيشها سورية".
كما طالب، المجتمع الدولي بـ"وقف أية إجراءات إسرائيلية ضد المسجد الأقصى والمقدسات في القدس"، مشيرًا إلى أمله في أن "تسفر القمة عن موقف يدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية".
وأوضح عدلي منصور، أن "الأمة العربية تواجه تحديات جسيمة على مختلف المستويات، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية".
وعن الشأن الداخلي المصري، قال منصور، "نوشك على الوفاء بتعهداتنا ونقترب من إجراء انتخابات رئاسية"، مشيرًا إلى أن "ثورة 30 حزيران/يونيو جاءت لتصحيح مسار ثورة الـ 25 من كانون الثاني/يناير".
وقدَّم منصور، "الشكر إلى الأشقاء العرب على الدعم الذي قدَّموه لمصر في تلك المرحلة الصعبة".
أرسل تعليقك