بغداد ـ نجلاء الطائي
قُتل وجرح 107 شخصاً على الأقل في سلسلة تفجيرات متفرقة في العاصمة العراقيّة بغداد، الأربعاء. وهدّد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، خلال كلمته الأسبوعيّة، باستهداف كل من يقف مع تنظيم "القاعدة" في محاربة القوّات الأمنيّة، وخاطب أهالي محافظتي الأنبار ونينوى أنّ "البيت الذي تخرج منه نار سيكون هدفًا للقوات المسلحة"، وأكد
أنّ المعركة ضد "القاعدة" مستمرة وستنتهي بالنصر، وطالب أهالي الأنبار بـ"اتخاذ موقف أكثر حزمًا في صد الإرهابيين". وشهدت العاصمة العراقية بغداد، الأربعاء، حسب ما أفاد به مصدر في وزارة الداخليّة، سقوط 107 شخصًا على الأقل بين قتيل وجريح بتفجير 7 سيارات مفخخة وحوادث أمنيّة متفرقة.
كما قتل وجرح 76 شخصًا في انفجار 6 سيارات مفخخة ضربت مناطق الكرادة وسط بغداد والشعلة شمالي غرب بغداد، ومنطقة جكوك شمال غرب بغداد، والحسينية شمال شرق بغداد، وشارع فلسطين شرق بغداد، وساحة الأندلس وسط بغداد. كما شهدت بغداد، الأربعاء، مقتل وإصابة 8 مدنيين في انفجار عبوة ناسفة داخل سوق الباويّة في منطقة العبيدي شرق بغداد، وقتل صاحب محل لبيع العقار في هجوم مسلح بالقرب من منزله في منطقة الأعظميّة شمال بغداد، وعثرت قوّة أمنيّة على جثة تعود لشابة تبلغ من العمر 27 عامًا ملقاه في إحدى الساحات في منطقة حي المعامل، شرق بغداد، بدت عليها أثار خنق في الرقبة، ومقطوعة اليد اليمنى، كما عثرت قوة من الشرطة على ثلاثة جثث تعود لعناصر في شرطة حماية المنشآت قضوا رميًا بالرصاص في منطقة الطارميّة شمال بغداد. وأصدرت محكمة الجنايات المركزيّة في بغداد، الأربعاء، حكماً بالإعدام بحق متهمين اثنين بنصب عبوة ناسفة تعرضت لموكب عسكري.
وذكر بيان للسلطة القضائية عن مصدر قضائي تلقى"العرب اليوم " نسخة منه، أنّ "المتهمين الاثنين قاما بنصب عبوة ناسفة في شارع النضال وسط بغداد انفجرت مستهدفة موكب ضابط برتبة عميد في الجيش العراقي أدت إلى إصابته ومجموعة من حمايته". وأكدّ أنّ المتهمين اشتركا مع آخرين مفرقة قضاياهم بارتكاب الحادث. واستنادًا إلى ذلك، أصدرت المحكمة حكمها بالإعدام شنقاً حتى الموت بحق كل واحد من المتهمين وفقا لأحكام المادة الرابعة 1، وبدلالة المادة الثانية1و7 من قانون مكافحة "الإرهاب" رقم 13 لعام 2005.
وهدّد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، الأربعاء، باستهداف كل من يقف مع تنظيم "القاعدة" في "محاربة" القوات الأمنيّة، وخاطب أهالي محافظتي الأنبار ونينوى أنّ "البيت الذي تخرج منه نار سيكون هدفًا للقوات المسلحة"، وأكدّ أنّ المعركة ضد القاعدة "مستمرة وستنتهي بالنصر"، وطالب أهالي محافظة الأنبار بـ"اتخاذ موقف أكثر حزمًا في صد الإرهابيين".
وأوضح المالكي في كلمته الأسبوعيّة أنّ "معركتنا ضد القاعدة قد تطول وقد تستمر وسننتهي منها بالنصر، وأنّ قدمنا في هذا الطريق شهداء فهم شهداء على الطريق المقدس"، واصفًا إياها بـ"المقدسة".
وأكدّ أنّ "من يقف إلى جنب القاعدة في أيّ جزء من العراق سيكون جزءً من الهدف الذي نستهدفه وسيكون جزءً أساسيًا من عمل التصدي لكل من يسهل للقاعدة أو يعطيها الفرصة"، مخاطبًا "أهلنا وعشرنا في محافظتي الأنبار ونينوى بالذات وفي أيّ منطقة يتخذ الإرهاب من منازل الناس ملاذات ينطلقون منها في ضرب القوات المسلحة والأجهزة الأمنيّة، بأننا لا نريد أنّ نؤذي أبنائنا وشعبنا". وأوضح أنّ "هناك فرقًا بين من يغتصب بيته ويتخذ مقرًا للقاعدة وبين من يسهل للقاعدة أنّ تكون لها مأوى في بيته"، مهددًا بأنّ "البيت الذي تخرج منه النار ويستشهد بها أبناؤنا من القوات المسلحة قطعًا سيكون هدفًا لهذه القوات". وأكد أنه "لا يمكن أنّ نسمح لهم أنّ يتسمرون خلف المواطنين ومنازلهم"، مطالبًا أهالي الأنبار بأن "يتخذوا موقفًا أكثر حزمًا في صد هؤلاء الإرهابيين".
وأعرب عن تفاؤله "كثيرًا بما يصلني من أعداد وتطوع واستعداد لأبناء صلاح الدين ونينوى وفي الأنبار وديالى وفي جميع المناطق المحيطة ببغداد، الذين أعلنوا استعدادهم وحملوا السلاح بوجه القاعدة وتشكيلاتها"، لافتًا إلى أنهم "يدركون أن هذه المنظمة الخطيرة لابد أنّ تنتهي ليعود الوئام والوفاق والمحبة بين أبناء الشعب العراقي". ودعا الشعب العراقي إلى "تفويت الفرصة على القاعدة ومن يقف خلفهم بمحاولتهم إثارة الفتنة الطائفيّة والاصطياد بالماء العكر وتعكير جو العلاقات الأخويّة بين أبناء الشعب".
ودعا رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، الأربعاء، إلى مراجعة شاملة لملفات الأعوام العشر من عمر العملية السياسيّة في البلاد، وحذّر من "مؤامرة" تتخذ من الدين الإسلامي "لباساً" في إشاعة "الإرهاب" في دول المنطقة والعالم.
وأكدّ النجيفي، في كلمة له خلال الاحتفاليّة التي أقامها مجلس النواب بمناسبة المولد النبوي، أنّ "مؤامرة كبرى تستهدفنا حاضرًا ومستقبلاً، ومن أخطر عناصر هذه المؤامرة هي التي تتخذ من الإسلام لباسًا والإسلام براء منها "، مبيناً أن "هذا الأمر يدعونا إلى التآزر والتوحد، وإن لم نفعل فإن أوطاننا ستذهب أدراج الرياح وتصبح أثرًا بعد عين". وأوضح أنّ "العراق أوعى من غيره في الخروج من الطائفية والفئوية والحزبية لأنه اكتوى بنار الطائفية"، مستدركاً أنّ "خروج العراق معافى من خطر الطائفية لن يتحقق إلاّ بمراجعة لما جرى في السنوات العشر الماضية".
ودعا إلى مراجعة ملفات الشراكة الوطنية وآليات تطبيقها، بما يفضي في الحافظ على التجربة الديمقراطية في البلاد، مطالباً الأطراف خلال تلك المراجعة بالعمل على أنها سياسة "الإقصاء والتهميش والاعتقالات العشوائيّة واستهداف الأبرياء وخلق فضاء واسع بينها". ودعا إلى "الحد من الترويج والتحريض الطائفيين وإيقاف عسكرة الشارع وتحويل مدننا إلى متاريس وخنادق للقتال، ومن لهم حقوق شرعية يطالبون بها".
وشدّد على ضرورة "تنظيم العلاقات بين الأقاليم والمحافظات مع الحكومة الاتحاديّة، ومنح الصلاحيات الدستورية لما يلاءم مصلحة النّاس"، داعياً إلى "تضافر الجهود الدوليّة والوطنيّة في تجفيف منابع الإرهاب".
أرسل تعليقك