من اثار الدمار الذي لحق سورية
من اثار الدمار الذي لحق سورية
دمشق، الجزائر ـ جورج الشامي/ خالد علواش
ارتفع عدد القتلى المدنيين الذين انضموا الأحد إلى قافلة الثورة السورية إلى 151 قتيلاً، كما قتل ما لا يقل 24 من القوات الحكومية خلال اشتباكات في محافظات عدة، واستخدم الجيش السوري، الأحد، الغازات في حي جوبر في دمشق، فيما تشهد العاصمة مواجهات وصفت بأنها الأعنف منذ انطلاق الثورة قبل عامين، وذلك بالتزامن مع قصف
أحياء حمص وحلب القديمة بالطيران الحربي مما أوقع 33 قتيلاً، في حين سيطر الجيش الحر "المعارض" على كتيبة الاستطلاع والمدرعات التابعة للفرقة 17 في الرقة، في الوقت الذي كشفت فيه مصادر مسؤولة أن الجزائر سترفض استقبال الرئيس بشار الأسد، في حال طلب اللجوء إليها.
استطاعت لجان التنسيق مع انتهاء الأحد توثيق 151 قتيلاً بينهم ثماني سيدات، وأحد عشر طفلاً، وأربعة تحت التعذيب: ثمانية وأربعين في دمشق وريفها، تسعة وثلاثين في حلب معظمهم في حي العامرية, ثلاثة وعشرون في حمص، اثنا عشر في دير الزور, عشرة في حماه, ثمانية في درعا, ستة في إدلب, اثنان في الحسكة, اثنان في اللاذقية, وواحد في الرقة
ووثقت اللجان 333 نقطة قصف في مختلف المدن والبلدات السورية: قصف الطيران سجل من خلال 25 نقطة في مختلف أنحاء سورية، أما قصف بصواريخ سكود فسجل في خمس نقاط، أما القصف بصواريخ أرض - أرض فقد سجل في نقطتين, اما القصف , القصف بالقنابل العنقودية سجل في سراقب في إدلب, العامرية في حلب والبويضة في حمص والقنابل الفراغية سجلت في حيش وسراقب في إدلب، وسجل القصف بقذائف المدفعية في 124 نقطة، أما قصف الهاون فقد سجل في 114 نقطة, و القصف الصاروخي سجل في 59 نقطة.
فيما اشتبك الجيش الحر مع قوات النظام في 127 نقطة قام من خلالها باستهداف مبنى الأمن العسكري الواقع بالقرب من قرية الخالدية في حماه، وفي حلب قام "الحر" بتفجير حاجز لقوات النظام في منطقة الجديدة.
وقالت "شبكة سورية مباشر"، "إن الجيش السوري استخدم الغازات السامة في حي جوبر في دمشق، مما أدى إلى حدوث اختناقات"، فيما أكّد عدد من السوريين لـ"العرب اليوم" أن الغازات التي أطلقت أدت إلى الكثير من حالات اختناق نقل معظمها إلى المستشفى الميداني في الحي، وأنها تُسبب ضيق في التنفس، وتُسرع دقات القلب، وأفاد بأنه لم يتبين بعد نوعية هذه الغازات، ولكن من المؤكد أنها "غازات سامة".
وذكرت شبكة "شام" الإخبارية، أن "قصفاً عنيفاً تعرضت له أحياء دمشق، حيث تعرض للقصف بالدبابات حي القابون، وقصف براجمات الصواريخ على أحياء جوبر والتضامن وأحياء دمشق الجنوبية، فيما شهد محيط أحياء جوبر ومخيم اليرموك اشتباكات عنيف، كما انفجرت سيارة مفخخة في حي مساكن برزة، وفي ريف العاصمة جرى قصف من الطيران الحربي على بلدات المليحة والقيسا، ومن الطيران المروحي على بلدة قارة وقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات العتيبة وزملكا ومعضمية الشام وحرستا وداريا ومناطق عدة في الغوطة الشرقية، كما اندلعت اشتباكات عنيفة في مدينة داريا ومحيط بلدة العتيبة، في حين اقتحمت القوات الحكومية مدينة جيرود في منطقة القلمون، ودارت اشتباكات وصفت بأنها الأعنف من نوعها، بين الجيش الحر والقوات الحكومية، بجوار سوق الهال في حي الزبلطاني في دمشق، وفي حي جوبر الذي شهد بدورِه معارك عنيفة لجأت خلالها الجيش السوري لاستخدام المدفعية الثقيلة، وتتصاعد كل يوم الاشتباكات التي تجري في العاصمة دمشق، وهذه الاشتباكات التي تتوسع دخلت إلى حيي جوبر والزبلطاني بينما هي مستمرة في الأحياء الجنوبية، على الرغم قيام القوات الحكومية بعمل سواتر أمنية وحواجز لحماية مقراته في العاصمة، فيما تواصل قصفها العنيف على المناطق الجنوبية والشرقية لمنع الجيش الحر من السيطرة على الطرق المؤدية إلى دمشق.
وفي حمص تجدد القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على أحياء حمص المحاصرة، وإطلاق نار كثيف من الحواجز الحكومية على حي الوعر، وفي الريف قصف من الطيران الحربي على قرية آبل وسط اشتباكات عنيفة في محيط القرية وقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدن الحولة وتلبيسة والقصير وبلدة الغنطو، في الوقت الذي تشهد فيه حلب قصفاً عنيفاً من الطيران الحربي على أحياء السكري والأنصاري الشرقي وقصف بقذائف الهاون على أحياء المعصرانية وطريق الباب، وقصف عنيف براجمات الصواريخ على مدينة السفيرة.
أما محافظة درعا فشهدت قصفاً عنيفاً براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على أحياء درعا البلد، وقصفاً عنيفاً بالمدفعية الثقيلة على بلدات معربة والمسيفرة، كما شنت القوات الحكومية حملة دهم واعتقالات في بلدات كفر شمس وإنخل.
وفي محافظة حلب دارت اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة وقوات الأسد في محيط مطار حلب الدولي كما تدور اشتباكات بين مقاتلي من الكتائب المقاتلة والقوات الحكومية عند أطراف حي المرجة في محاولة من القوات الحكومية السيطرة على الحي كما تعرض حَيَّا الشرفية وبني زيد في المدينة للقصف من قبل القوات الحكومية رافقها اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات الحكومية في حي الأشرفية.
وفي محافظة إدلب، تعرضت مدينة سراقب في ريف إدلب وبلدات ومدن كفرنبل ومعرة حرمة ومعرة النعمان للقصف، وجرى قصف بالمدفعية الثقيلة على قرى البشيرية وأم الريش وبداما في ريف جسر الشغور، واندلعت اشتباكات عنيفة على طريق الأوتوستراد الدولي بالقرب من بلدة حيش.
وفي محافظة اللاذقية، تجدد القصف من قبل القوات الحكومية على بلدة سلمى والقرى المحيطة بها في جبل الأكراد في ريف اللاذقية، كما شنت القوات الحكومية حملة دهم للمنازل واعتقالات في مدينة الحفة، وكذلك تجدد القصف في الشمال بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على معظم أحياء دير الزور وجرت اشتباكات عنيفة في حي الصناعة، وقصف الجيش الحكومي بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على الطريق العام حلب - دير الزور وعلى مدينة موحسن وقرى شقرا والخريطة والزغير، وفي الرقة جرى قصف عنيف من الطيران الحربي على محيط الفرقة 17 وسط اشتباكات عنيفة في محيط الفرقة".
وأفادت لجان التنسيق المحلية، السبت، بأن القوات السورية قصفت العاصمة دمشق بصواريخ أرض ـ أرض من طراز "توشكا"، وهي صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، وأنه للمرة الثانية منذ اندلاع الثورة، يدك الجيش الحكومي العاصمة دمشق بصواريخ جديدة من هذا الطراز، فيما استهدف هذا النوع من الصواريخ الباليستية حي برزة الدمشقي، بعد أيام قليلة من قصف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بصاروخ من الطراز، في ما تعد "توشكا" من أنظمة الصواريخ البالستية القصيرة المدى، التي تُحمل على متن منصات إطلاق متنقلة، وصُممت لتكون جنباً إلى جنب مع الوحدات القتالية البرية في ميادين المعارك، وتمتاز تلك الصواريخ بِدِقَّتها في ضرب الأهداف كمواقع السيطرة والجسور ومرافق التخزين وتجمعات القوات والمطارات، وكذلك قدراتها التدميرية العالية، حيث تنفجر قبل إصابة الهدف بـ 16 مترًا، وبمقدور هذه الصواريخ حمل رؤوس نووية أو بيولوجية أو كيميائية قد يصل وزنها إلى 500 كيلوغرام، فيما تحدثت تقارير إعلامية عن امتلاك الجيش الحر، لبندقية قناصة من طراز AS-50 البريطانية الصنع، والتي يصل ثمنها لأكثر من 10 آلاف دولار، وتتميز بوزنها الخفيف وسرعة تفكيكها، ويعتمد هذا النوع من أسلحة القنص على ذخيرة متفجرة أو حارقة وغاز يعمل بشكل شبه آلي لمنع الارتداد، وصنعت خصيصًا للقوات البريطانية والبحرية الأميركية عام 2007، إلا أن الجيش الحر نفى تلك التقارير.
وارتفع عدد الشهداء المدنيين الذين انضموا الأحد إلى قافلة شهداء الثورة السورية إلى 94 شهيداً، ففي محافظة ريف دمشق استشهد 31 مواطناً بينهم سبعة مقاتلين من الكتائب المقاتلة أحدهم من مدينة عربين استشهد خلال اشتباكات مع القوات الحكومية في حي جوبر في مدينة دمشق وستة استشهدوا جراء القصف على بلدة النشابية ومدينة دوما وأطرافها في ريف دمشق , و23 بينهم أربع سيدات وثلاثة أطفال جراء القصف على بلدات ومدن كفربطنا وجسرين وداريا والنبك والقيسا وبيت سوى والنشابية ورجل من مدينة عربين استشهد تحت التعذيب بعد اعتقاله من قبل القوات الحكومية في وقت سابق.
وفي محافظة حمص استشهد 13 بينهم سبعة مقاتلين من الكتائب المقاتلة أحدهم من مدينة تدمر استشهد متأثراً بجروح اصيب بها خلال اشتباكات مع القوات الحكومية في ريف حماة الشرقي وستة استشهدوا خلال اشتباكات مع القوات الحكومية عند اطراف بلدة تلبيسة وقرية آبل ,وستة مواطنين هم طفل وستة رجال استشهدوا إثر سقوط قذائف وقصف بالطيران الحربي على بلدات وقرى حديدة العاصي وغرناطة والرستن في ريف حمص.
وفي محافظة حلب استشهد 12 مواطناً أحدهم مقاتل استشهد خلال اشتباكات مع مسلحين من اللجان الشعبية الموالية للنظام في محيط بلدتي نبل والزهراء اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية, وستة مواطنين بينهم سيدة استشهدوا جراء القصف بالطيران الحربي على حي السكري في مدينة حلب ورجل استشهد جراء القصف على حي العامرية ورجلان اثنان استشهدا برصاص قناصة في حي بستان القصر وبالقرب من كراج الحجز ,كما استشهد مواطنان اثنان في قرية جنيد في ريف حلب بالسلاح الأبيض، بحسب ناشطين.
وفي محافظة دير الزور استشهد 12 مواطناً بينهم مقاتلان اثنان من الكتائب المقاتلة استشهدا خلال اشتباكات مع القوات الحكومية وقصف على بلدة المريعية و10 مواطنين بينهم سيدتان وخمسة أطفال استشهدوا جراء القصف على بلدتي المريعية والخريطة في ريف دير الزور.
وفي محافظة حماة استشهد 9 مواطنين بينهم ثمانية أحدهم سيدة استشهدوا جراء القصف على قرية حربنفسه في ريف حماة ,ورجل استشهد برصاص مسلحين تابعين للقوات الأسد بالقرب من بلدة بيت ياشوط على طريق اللاذقية
وفي محافظة درعا استشهد ثمانية مواطنين بينهم أربعة مقاتلين من الكتائب المقاتلة استشهدوا خلال اشتباكات مع القوات الحكومية في عدة أحياء من مدينة درعا, ورجلان اثنان استشهدا برصاص قناص في حيي شمال الخط ودرعا المحطة في مدينة درعا ورجل من بلدة محجة استشهد تحت التعذيب بعد اعتقاله من قبل القوات الحكومية في بلدة السبينة في ريف دمشق منذ 4 أشهر ورجل أعدم ميدانياً برصاص حاجز عسكري في بلدة نوى، بحسب ناشطين.
وفي محافظة إدلب استشهد خمسة مواطنين بينهم أربعة أطفال جراء القصف على مدن وبلدات سراقب وكفرنبل وكفروما وبنش في ريف إدلب.
وفي محافظة دمشق استشهد رجلان اثنان أحدهما مقاتل من حي جوبر استشهد خلال اشتباكات مع القوات الحكومية في بلدة المليحة في ريف دمشق ورجل استشهد جراء القصف على منطقة المادنية في حي القدم.
وفي محافظة اللاذقية استشهد مقاتلان اثنان من الكتائب المقاتلة جراء القصف على قرية غمام في ريف اللاذقية، واستشهد ضابطان اثنان برتبة ملازم أول خلال اشتباكات مع القوات الحكومية في ريفي حمص ودير الزور وجندي منشق استشهد خلال اشتباكات في ريف درعا.
كما لقي شخص مصرعه إثر انفجار عبوة ناسفة في سيارته في ساحة العباسيين في دمشق ولم تعرف حتى اللحظة هوية الشخص المستهدف.
واستشهد أربعة مقاتلين مجهولي الهوية خلال اشتباكات مع القوات الحكومية، واستهداف أماكن تواجدهم في محافظات عدة، كما قتل ما لا يقل 24 من القوات الحكومية خلال اشتباكات في محافظات عدة، ففي حلب 11 قتيلاً، وفي دمشق وريفها 6 ، وفي حمص 3 ، وفي درعا 3 ، وقتيل واحد في دير الزور.
وأعلن المركز الإعلامي السوري، أنه بعد أيام على طلب الكتيبة الطبية التابعة للفرقة الـ 17 في الرقة نجدتها، لسبب الخسائر في صفوفها, تمكن الجيش الحر ومعارضون آخرون من السيطرة على كتيبة الاستطلاع والمدرعات التابعة للفرقة ذاتها، وأن المقاتلين استولوا على العديد من الأسلحة الخفيفة من الفرقة المحاصرة، بعد معارك عنيفة بين الطرفين، وأنه مع تحقيق الجيش الحر تقدمًا ميدانيًا في مناطق عدة في سورية، أحصى المركز في آذار/مارس، إطلاق 86 صاروخًا بالستيًا من طراز "سـكود"، على أنحاءٍ مختلفة من البلاد، لا سيما في الشمال.
وكشفت مصادر مسؤولة، أن الجزائر ردّت على طلبات رسمية سورية باستقبال وفود لها بـ"الرفض"، وأنها رفضت بشكل مطلق إقحامها في الأزمة السورية الدامية، متشبثة بمبدئها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مثلما كان الأمر عليه في الحراك الشعبي الذي عرفته دول الجوار، مضيفة أن الجزائر "لن تستقبل الرئيس السوري بشار الأسد في حال طلب اللجوء إليها".
وقالت المصادر الجزائرية، لصحيفة "الشروق" اليومية، الأحد، "إن جهات رسمية سورية اقترحت تنظيم لقاءات سرية مع مسؤولين جزائريين، إلا أن هذه الطلبات قوبلت بالرفض، وأن الجزائر عبّرت عن قرارها بعدم التدخل في شؤون الداخلية للدول، في السرّ أو العلن، وأن هذه الطلبات كانت على فترات مختلفة".
وعن إمكان استقبال الجزائر للرئيس السوري، في حال طلب اللجوء، اعتبرت المصادر ذاتها، أن "الأمر غير وارد شكلاً وموضوعاً"، موضحة أن "الجزائر لا تزال ترفض هذا الطرح، وأنها لا تقف مع أيّ طرف سوري ضد طرف سوري آخر، وذلك طبقاً لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأنها لا تساند النظام ضد الثوار، مثلما لا تساند الثوار ضد النظام، وبالموازاة مع ذلك، فإن الجزائر تدعم الحلّ السلمي بين أطراف الأزمة في سورية"، مشيرة إلى أن "كلّ محاولات جرّ الجزائر إلى الشؤون الداخلية للدول، لن تكون ناجحة، وسيكون مآلها طريق مسدود".
وأشارت المصادر الجزائرية، إلى أن الجزائر تحفظت سياسيًا، على تسليم كرسي سورية في الجامعة العربية إلى المعارضة، لأن العملية كانت تحت رعاية بلدان تغذي "النزاع الدولي" في سورية، وتؤجّج الصراع على الحكم بين مختلف الأشقاء الفرقاء، وهو ما كشفه التناقض بين جماعة المعارض السوري معاذ الخطيب، وجماعة "الإخوان المسلمين" في سورية، وجماعة "الجيش الحرّ" وجماعة رئيس الحكومة الانتقالية هيتو غسّان.
وتبرر الجزائر تحفظها بالتناقض الموجود، فكيف يمكن قبول الطرح: أن تكون المعارضة السورية ممثلة في الجامعة العربية، وفي المقابل يكون النظام السوري ممثلاً في هيئة الأمم المتحدة، ولذلك فإن الجزائر تفضل عدم مساندة أيّ طرف، حتى يقرّر الشعب السوري ويفصل في ممثليه، مؤكدة أن موقفها من الأزمة السورية، هو "موقف متوازن" غير مبني على منطق الولاء أو المفاضلة بين الأشقاء السوريين.
أرسل تعليقك