رام الله ـ وليد أبوسرحان
أكدت مصادر فلسطينية، الجمعة، أن الكيان الإسرائيلي اعتقل حوالي 80 ألف فلسطيني، منذ اندلاع انتفاضة "الأقصى"، في 28 أيلول/سبتمبر 2000، وذلك وفق ما سجلته وزارة الأسرى في السلطة الفلسطينية. وأفاد مدير دائرة الإحصاء في وزارة الأسرى والمحررين الفلسطينية عبد الناصر فروانة، عشية حلول الذكرى الـ 13 لاندلاع انتفاضة "الأقصى"، بأن "حالات الاعتقال طالت شرائح وفئات المجتمع الفلسطيني كافة، وأن قرابة 9500 حالة اعتقال من بين مجموع الاعتقالات
سُجلت لأطفال، دون الثامنة عشر، وأن أكثر من 950 حالة اعتقال لفتيات وزوجات وأمهات، بينهن 4 مواطنات وضعن مولودهن داخل الأسر، في ظروف قاسية وصعبة"، موضحًا أن "الاعتقالات شملت أكثر من 60 نائبًا ووزيرًا سابقًا، إضافة إلى مئات المرضى والجرحى، والصحافيين، والأكاديميين، والقيادات السياسية، والمهنية، والاجتماعية"، وأضاف أن "سلطات الاحتلال أصدرت، منذ بدء انتفاضة الأقصى، قرابة 24 ألف قرار بالاعتقال الإداري، ما بين قرار جديد أو تجديد الاعتقال الإداري"، مًبينًا أنه "نتيجة لاتساع الاعتقالات، وازدياد أعداد المعتقلين، أقدمت سلطات الاحتلال على إعادة افتتاح العديد من السجون والمعتقلات، كالنقب، وعوفر، كما تم تشييد سجون جديدة، وفي ظروف أكثر قسوة، كسجن جلبوع، جوار سجن شطة، في غور الأردن، جنوب بحيرة طبريا، وسجن ريمون، المجاور لسجن نفحة، في صحراء النقب، فضلاً عن توسيع بعض السجون، وافتتاح أقسام جديدة فيها، بغية استيعاب الأعداد الكبيرة من المعتقلين الجدد".
وأشار فراونة إلى "استمرار الكيان الإسرائيلي في احتجاز أكثر من 5200 معتقل فلسطيني، غالبيتهم العظمى من الضفة الغربية، وموزعين على قرابة 17 سجنًا ومعتقلاً ومركز توقيف، بينهم 13 نائبًا، أبرزهم مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وحسن يوسف، و146 معتقلاً، رهن الاعتقال الإداري، و220 طفلاً دون الثامنة عشر، و13 مواطنة، اعتقلن خلال الانتفاضة، وتعتبر الأسيرة لينا جربوني، المعتقلة منذ نيسان/أبريل 2002، والتي تقضي حكمًا بالسجن لمدة 17 عامًا، هي أقدم الأسيرات".
وأكد فروانة، وهو أسير سابق، وباحث مختص بشؤون الأسرى، أنه "استنادًا للوقائع والشهادات المتعددة، جميع المعتقلين تلقوا معاملة قاسية أثناء اعتقالهم، ومُورس في حقهم صنوف مختلفة من التعذيب الجسدي، والنفسي، والإيذاء المعنوي، وبدرجات متفاوتة، وأنهم يُحتجزون في سجون ومعتقلات تشهد ظروفًا قاسية، ويتلقون فيها معاملة لا إنسانية، وتُقترف في حقهم انتهاكات فظة وجسيمة، تتنافى والمواثيق والأعراف الدولية كافة"، لافتًا إلى "وجود 78 أسيرًا منذ ما قبل أوسلو، وأن من بين هؤلاء 23 أسيرًا قد مضى على اعتقالهم 25 عامًا وأكثر، ويعتبر الأسير كريم يونس، المعتقل منذ 31 عامًأ، هو عميدهم وأقدمهم جميعًا".
وبيّن فروانة أن "سلطات الاحتلال أبعدت 290 مواطنًا من الضفة الغربية والقدس إلى قطاع غزة والخارج، فرديًا أو جماعيًا، فيما الغالبية العظمى منهم أبعدوا ضمن اتفاقات فردية، وصفقات جماعية"، معربًا عن "بالغ قلقه جراء الانتشار غير المسبوق لمرض السرطان بين صفوف الأسرى، والتزايد الملفت لأعداد الأسرى المرضى، وارتفاع القائمة لقرابة 1500 أسير، يعانون من أمراض مختلفة"، ذاكرًا أن "81 أسيرًا استشهدوا منذ بدء انتفاضة الأقصى، نتيجة التعذيب والإهمال الطبي، أو جراء استخدام القوة المفرطة ضد المعتقلين، أو نتيجة القتل العمد والتصفية الجسدية، بعد الاعتقال، ما رفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 204 شهيدًا".
أرسل تعليقك