حلب - هوازن عبد السلام
شهدت مدينة حلب القديمة اشتباكاتٍ عنيفة وقصفاً بمدفعيّة الدبابات التابعة للجيش السوري الحكومي اليوم الاثنين، بعد أن سُمعت أصوات اشتباكات متفرّقة ليل أمس في محيط الجامع الأموي في المدينة القديمة.
ونقل مصدرٌ ميداني من مدينة حلب أن الاشتباكات مازالت مستمرّة، وأن قناصة الجيش الحكومي والجيش السوري الحر يتوّزعون على أسطح المباني، وأفاد المصدر أن الجيش الحكومي يحاول التقدّم من جهة المدينة القديمة.
من جانب آخر، تسلّل عناصر
من الجيش الحر في حيّ الراشدين باتجاه مبنى البحوث العلميّة، حيث قصفوا محيط المبنى، ولم يتمّ التأكد من وقوع ضحايا بين عناصر الجيش الحكومي داخل بناء البحوث، والذي يعتبر من أهم نقاط تمركزهم.
فيما تعرضت مناطق في أحياء الصاخور وبستان القصر والحيدرية لقصف من قبل القوات الحكومية، مشيرا إلى أن طائرات القوات الحكومية فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في حي مساكن هنانو ومناطق قرية رسم العبود.
وفي سياق آخر قلل ناشطون سوريون من أهمية التقدم الذي حققته القوات الحكومية في حلب في السفيرة وقرية العزيزة، مؤكدة أن التقدم جاء على خلفية انسحاب الجيش السوري الحر من المنطقة بفعل القصف، وأكدت مصادر معارضة أن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، بدأ من ليل السبت/ الأحد بإرسال تعزيزات إلى المنطقة لمؤازرة مقاتلي جبهة النصرة جنوب غربي السفيرة.
وأعلن ناشطون سوريون، أمس، أن قوات الحكومة واصلت تقدمها في ريف حلب الشرقي، حيث سيطرت على قرية العزيزة المتاخمة للسفيرة، وكان مقاتلو المعارضة السورية، أعلنوا انسحابهم يوم الجمعة الماضي من كامل مدينة السفيرة الاستراتيجية الواقعة شرق حلب والقريبة من معامل ضخمة للسلاح ومنتجات أخرى تابعة لوزارة الدفاع، بعد مواجهات عنيفة استمرت 27 يوما مع الجيش النظامي.
وأوضح عضو المجلس الأعلى في قيادة الثورة ياسر النجار أن استعادة القوات الحكومية سيطرتها على السفيرة، «جاءت على خلفية انسحاب الجيش السوري الحر منها من غير تنسيق»، مشيرا إلى أن الانسحاب «وقع تحت ضغط القصف العنيف الذي تعرضت له المنطقة، قبل دفع القوات النظامية بتعزيزات لاقتحامها»، ولفت إلى أن القوات الحكومية «بدأت بتمشيط المنطقة، مواصلة التقدم نحو قرية صغيرة تدعى العزيزة».
وقال النجار إن قرية العزيزة «تقع على ممر إمداد حكومي، حيث أرادت القوات الحكومية تمرير رتلها العسكري منها، وهو عبارة عن إمدادات عسكرية، بما يوحي بأن الحكومة تخطط لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في المنطقة»، وأشار إلى أن «رتلا كبيرا قادما من حماه باتجاه معامل الدفاع، ويضم 900 جندي و200 مدرعة وناقلة جند وعربات (بي إم بي)»، مؤكدا أن قوات المعارضة «استهدفت جانبا منه، ودمرت بعض العربات»، وأوضح أن «النقص في الأسلحة المضادة بالدروع عند المعارضة، حال من دون منع تقدمه».
أرسل تعليقك