تظاهرة في العراق
بغداد - جعفر النصراوي
تظاهر آلاف العراقيين في كبرى مدن محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى والتأميم (كركوك) ونينوى ذات الأغلبية السنية، تحت شعار "لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله"، احتجاجاً على سياسة رئيس الوزراء نوري المالكي الطائفية ضد السنة وتدخل إيران في شؤون البلاد.وقال إمام صلاة الجمعة الموحدة لأهالي الأنبار
المعتصمين في الرمادي الشيخ صباح الغريري، خلال إلقاء خطبته، "إن علماء أهل السنة والجماعة يطالبون المرجعيات الدينية الشيعية بإعلان مواقفها تجاه ما تقوم به إيران من عمليات تفجير طالت العديد من المساجد والشخصيات الوطنية، محاولة بذلك إشعال نار الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب الواحد الذين يربطهم الدم الواحد".
وأضاف "اعتراف أميركا بتفجير (عملاء إيرانيين) مرقد الإمامين (العسكريين) في سامراء (عام 2006)، دليل على أن إيران تتبع دوراً سلبياً ومدروساً لإشعال نار الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، وأن هذا الدور مازال قائماً، وعلى المراجع الشيعية اتخاذ موقف حازم من تدخل إيران في الشأن العراقي".
وتابع "من نصّب إيران للدفاع عن الشيعة؟ ألا تعلم أن شيعة العراق هم أبناء السنة، ودماؤهم دماؤنا ويربطنا دم واحد، ولا تستطيع أي قوة في العالم أن تفرق بيننا؟".
فيما حذرت بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي"، من خطورة تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في العراق بسبب تصاعد أعمال العنف.
وقالت، في تقرير أعدته بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان بشأن حقوق الإنسان في العراق خلال النصف الثاني من العام الماضي "على الرغم مما تم إحرازه من تقدم، إلا أن أوضاع حقوق الإنسان في العراق ما زالت عرضة لمزيد من المخاطر الناجمة عن تزايد أعمال العنف".
وأوضحت أن التفجيرات والهجمات المسلحة أسفرت عن مقتل 3238 مدنياً وجرح 10379 آخرين خلال العام الماضي، ما يمثل تراجعاً مثيراً للقلق بعد انخفاض وتيرة أعمال العنف في الأعوام القليلة الماضية.
وقال رئيس البعثة مارتن كوبلر "إن ارتفاع عدد الضحايا، من جديد، يعني أن هناك المزيد مما يتعيّن القيام به لحماية المدنيين". وأضاف "نحن واصلنا حث القادة العراقيين على الانخراط في الحوار ووضع سياسات تعالج الأسباب الجذرية لمشكلة العنف. فقد أزهقت أرواح كثير من الأبرياء، والعراقيون يتطلعون إلى قادتهم لحمايتهم، وينبغي أن يحظى مجال حقوق الإنسان بأهمية بالغة من قبل أعضاء الحكومة العراقية".
وذكر التقرير أن حكومة العراق لم تستجب حتى الآن لدعوات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى وقف تطبيق عقوبة الإعدام. وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي "إن ضعف نظام العدالة الجنائية يعني أن حكم الإعدام غالباً ما يصدر في ظل ظروف مثيرة للتساؤل، ونحن قلقون من حدوث ما يمكن تخيله فيما يتعلق بالإخفاق في تطبيق العدالة في العراق بعد تنفيذ عقوبة الإعدام في 123 سجيناً في عام 2012".
وأضافت "النساء والأقليات والفئات من ذوي الإعاقة وغيرها من الفئات المستضعفة في العراق، تعاني التمييز، والعوائق الاقتصادية والاجتماعية والهجمات التي تستهدفها"، داعية الحكومة العراقية إلى "القيام بكل ما في وسعها لتطبيق التوصيات الواردة في هذا التقرير، وجعل مسألة تعزيز حقوق الإنسان إحدى أولوياتها الرئيسية".
وذكرت مصادر أمنية وطبية عراقية، أن 38 شخصاً قتلوا وأصيب 102 آخرون بجروح جراء تفجيرات وهجوم مسلح في أنحاء العراق، موضحة أن معظم التفجيرات استهدفت مقاهٍ شعبية أثناء مشاهدة روادها مباراة لكرة القدم ليلة الخميس.
وقال القائد في قوات "الصحوة" العشائرية في محافظة الأنبار العقيد جبير نايف وضابط شرطة وطبيب في مستشفى مدينة الرمادي العام، إن 10 أشخاص من المدنيين وأفراد "الصحوة" والشرطة قتلوا، وأصيب 21 آخرون بجروح جراء تفجير مزدوج بعبوتين ناسفتين في منطقة "زنكورة" الواقعة على بعد 10 كيلومترات جنوب الرمادي. وانفجرت عبوة ناسفة ملصقة بسيارة ملازم أول في قوات "الصحوة"، ما أسفر عن مقتله. ولدى تجمع الأهالي ورجال "الصحوة" والشرطة حول حطام السيارة، انفجرت عبوة ناسفة ثانية مزروعة داخلها، ما أدى إلى سقوط القتلى الآخرين والجرحى.
وصرح ضابط برتبة عقيد في شرطة محافظة ديالى وطبيب في مستشفى مدينة بعقوبة العام، بأن سيارة مفخخة انفجرت عند مقهى شعبي في بعقوبة، حيث احتشد شباب لمشاهدة مباراة كرة قدم، ولدى تجمع الأهالي لإخلاء القتلى والجرحى، انفجرت عبوة ناسفة، وبلغ عدد ضحايا التفجيرين 21 قتيلاً و36 جريحاً.
وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية ومصدر طبي، إن 4 أشخاص قتلوا وأصيب 28 آخرون بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة عند مقهى في الأعظمية شمال بغداد، فيما أدى انفجار مماثل عند مقهى شعبي في حي الفرات جنوب غربي بغداد إلى مقتل شخصين وإصابة 14 آخرين بجروح، واغتال مسلحون حلاقاً داخل صالونه في حي القاهرة شمال بغداد.
وذكر مصدر أمني في محافظة بابل أن انفجار سيارة مفخخة عند مقهى شعبي أثناء مشاهدة الرواد مباراة كرة قدم في بلدة جبلة، أسفر عن إصابة 3 أشخاص بجروح.
أرسل تعليقك