ازياد التوافد لشراء المواد التموينية في الاردن
عمان - وسن الرنتيسي
دفعت حالة القلق والترقب المسيطرة على وجوه الأردنيين، لاسيما سكان المناطق الشمالية المحاذية لسورية، لسبب تطورات الأوضاع الميدانية، والتهديد بضرب أهداف محددة في سورية، أعدادًا من المواطنين إلى التزود بالمواد الغذائية والتموينية وتخزينها. وقال تجار، لـ"العرب اليوم"، أنهم لاحظوا إقبالاً غير معتاد على شراء
المواد التموينية سهلة التخزين، حيث أوضح التاجر رائد سمير، صاحب سوبر ماركت في العاصمة الأردنية عمان، أن حجم مبيعاته تضاعف في اليومين الماضيين، لافتًأ إلى الإقبال على شراء المواد الغذائية المعلبة.
وارتفعت حالة القلق عقب تصريحات رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور، التي طالب فيها بضرورة رفع أعلى درجات الجاهزية لدى مؤسسات الدولة الأردنية كافة، لمواجهة أي طارئ، حتى وإن كان الأردن ليس طرفًا في الأزمة السورية، مثلما لن يكون منطلقًا لأي عمل عسكري ضد سورية.
وزاد أيضًا من قلق الأردنيين عندما أعلنت الحكومة الأردنية أنها ستوزع كمامات وأقنعة واقية للغازات الكيميائية على المواطنين عند الحاجة، وأكد النسور، أثناء اجتماع اللجنة التوجيهية العليا لشؤون اللاجئين السوريين، الأحد، ناقشت خلاله المستجدات الأخيرة المتعلقة بالأزمة السورية، على أن "حماية حدودنا، وسلامة مواطنينا، تتطلب اتخاذ الاحتياطات اللازمة، والاستعداد لجميع الاحتمالات".
وناقشت اللجنة إمكان استكمال إنشاء وتجهيز مخيم جديد لاستقبال اللاجئين السوريين، وبالتنسيق مع المؤسسات الدولية المعنية، ورفع القدرة الاستيعابية لمخيم "الزعتري"، الذي يستقبل في الوقت الراهن 130 ألف لاجئ، وذلك لهدف استيعاب أعداد كبيرة من اللاجئين، متوقع دخولها إلى المملكة، جراء أي تداعيات أو تصعيد في الأزمة السورية.
وعلى صعيد الأوضاع الصحية، أعلن وزير الصحة الأردني علي حياصات جاهزية مستشفيات الشمال القريبة من الحدود الأردنية السورية، ضمن خطة الطوارئ التي أعدتها الوزارة استعدادًا لأي ضربة عسكرية محتملة، وأعدت الوزارة خطة طوارئ لمستشفيات الشمال، ومن بينها مستشفى "الملك المؤسس"، الذي وضع خطة طوارئ لمواجهة الاحتمالات كافة في ضوء تصاعد الأحداث في سورية، والتوتر على الحدود الشمالية، وارتفاع أعداد اللاجئين السوريين القادمين للأردن نتيجة تلك الأحداث، فيما يعاني الكثير منهم من إصابات وأمراض يحتاجون لسببها إلى رعاية طبية.
وأوضح مدير عام المستشفى الدكتور حسين الحيص أن المستشفى ماض في تقديم خدماته للمرضى الأردنيين والعرب، لافتًا إلى أن خطة الطوارئ التي أعدها المستشفى تتضمن رفع عدد أسرته إلى (600) سرير، وأنه تم رفع القدرة الاستيعابية لقسم الإسعاف والطوارئ إلى (22) سريرًا، فضلاً عن غرفة عمليات جاهزة للتعامل مع الحالات الحرجة، ونقل عيادات طوارئ العيون والأسنان والنسائية إلى قسم الإسعاف والطوارئ، ورفع القدرة الاستيعابية لوحدة العناية الحثيثة إلى (86) سريرًا.
وأكد مدير عام المستشفى أن الكوادر الطبية والتمريضية والإدارية وطواقم الدعم اللوجستي كافة هي في حالة استعداد قصوى لمواجهة الاحتمالات كافة، مذكرًا أن المستشفى لا يبعد عن الحدود الأردنية السورية سوى بضعة كيلومترات، ما يؤهله لأن يكون المستشفى الأكثر استيعابًا للإصابات الناجمة عن الأحداث الجارية داخل سورية، مشيرًا إلى أنه تم تجهيز وتفعيل وحدة علاج التسمم الكيميائي والتلوث الإشعاعي، حيث أن المستشفى يحتوي على وحدة علاج للتسمم الكيميائي والتلوث الإشعاعي مزودة بكوادر طبية وتمريضية ذات تدريبات عالية في هذا المجال، إضافة إلى المعدات المتطورة، مبينًا أن هذه الوحدة لها مدخل خاص قرب مهبط الطائرات، ضمن حرم المستشفى، وقال "إن هذه الوحدة تضم منطقة تطهير إصابات التلوث الكيميائي والإشعاعي، ليتم نقلها بعد ذلك إلى منطقة العزل في قسم الإسعاف والطوارئ، بعيدًا عن باقي الحالات، بالتنسيق والتعاون مع الجهات ذات العلاقة كافة"، موضحًا "إن فرقًا متخصصة للتعامل مع حالات التلوث الكيميائي تم إعدادها وتفعيلها مع كل ما تحتاج إليه من دعم لوجستي للتعامل مع أي تلوثات كيميائية قد تحدث مستقبلًا"، وتابع أن المستشفى يمتلك قاعدة معلومات إلكترونية، تضم معلومات عن كودات المواد الكيميائية كافة، وطرق التعامل معها، وأجهزة كشف التلوث الإشعاعي، مستعرضًا طرق التعامل مع مثل هذه الحوادث باعتماد المعايير العالمية "JCIA" ومعايير "FMS"، حيث يتم اتخاذ الخطوات التالية للحوادث الكيميائية.
أرسل تعليقك