الرياض - رياض أحمد
تقيم المملكة العربية السعودية هذه الأيام وتحت عنوان "سيف عبد الله"، أضخم مناورات عسكرية في تاريخ المملكة بالذخيرة الحية بمشاركة رجال القوات المسلحة إضافة إلى عدد كبير من الطائرات والسفن والمروحيات والمعدات الأرضية بمختلف أنواعها والمركبات القتالية والدبابات ومنظومات الصواريخ المضادة للطائرات بمشاركة كافة قطاعات القوات المسلحة وأفرعها الأربع البرية - الجوية - البحرية - الدفاع الجوي.
وتأتي هذه المناورات العسكرية تأكيدًا على استعداد المملكة العربية السعودية لصد أي عدوان تتعرض له يهدد أمنها القومي وشعبها على أراضيها المقدسة باذلة أرواحاً رخيصة في سبيل الذود عن مقدسات هذا الوطن المعطاء.
وتحتضن المناورات العسكرية التي تقيمها المملكة بجيشها العظيم في ثلاثة مسارح عمليات مختلفة في عواملها بدءاً من تضاريسها وطبيعة الأرض ودرجة حرارة وغيرها من العوامل التي تتميز بها كل مسرح من مسارح المناورات للإحاطة بكل ما يتصف به العالم من عوامل مختلفة حيث تدار عمليات هذه المسارح الثلاثة من مركز عمليات واحد وتأتي المناورات بدعم ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين -الملك عبدالله بن عبدالعزيز، القائد الأعلى لكل القوات العسكرية ومتابعة وإشراف سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع، ونائب وزير الدفاع الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز.
وقد أقيمت في المنطقة الجنوبية أولى عمليات هذه المناورات العسكرية الكبيرة بمشاركة الآلاف من الأرواح التي رخصت فداء للوطن والمواطن هادفين من خلالها إلى تطوير القدرة الدفاعية والرد على أي تهديدات للأمن القومي للمملكة العربية السعودية.
ورأت المملكة أن من الحكمة بناء قوة تحمي هذه الخيرات وتلك المقدسات، وأن تمكن قواتنا المشاركة في المنطقة الجنوبية من تنفيذ هذا التمرين العملياتي بالذخيرة الحية في مناورة تحاكي ظروف التصدي لهجمات المتسللين المعادي والمفاجئ لتلك المناطق، بما أننا نقع في منطقة تعج بالأحداث الملتهبة وأيضًا لما تحويه أراضينا من خيرات ومقدسات، إضافة إلى تمكينها من ضبط الهجوم بنجاح وإصابة الأهداف المفترضة بدقة عالية تؤكد مدى الكفاءة التي يتمتع بها رجال القوات المسلحة ومقدرتهم على استخدام المعدات والتجهيزات والأسلحة المتطورة.
ويعد تمرين "سيف عبدالله" والذي يقام حاليًا في أولى مسارحه في المنطقة الجنوبية للنهج التدريبي الذي اعتادت عليه القوات المسلحة، ممثلة بأفرعها الأربعة، البرية، الجوية، البحرية، الدفاع الجوي وقطاعات القوات المسلحة الأخرى وبمشاركة فاعلة من وزارتي الحرس الوطني والداخلية.
وأكدت التمارين التي تجري في المنطقة الجنوبية صحة القرارات التي اتخذت وأثبتت أن الخبرات التي اكتسبها رجال القوات المسلحة والحرس الوطني ووزارة الداخلية لم تذهب هدرًا، كما حققت جميع الأهداف التي وضعت لهذه المناورات. واستطاعت الوحدات المشاركة من رفع قدراتها الدفاعية والهجومية والمشرفون على هذه المناورات يرون أنها نفذت بنجاح كبير، أمَّا المراقبون فيعتبرونها بالغة الأهمية خصوصًا مع تنامي عدم الاستقرار في كل مكان من المنطقة وهي تعد تمارين واختبارات مشتركة للقوات المسلحة السعودية لاختبار قدرتها القتالية لتكون على أهبة الاستعداد لتنفيذ المهام التي ستوكل إليها إذا تطلب الأمر.
وكان لعديد من القطاعات المشاركة في المنطقة الجنوبية أثر واضح في عمليات المناورة العسكرية الضخمة أهمها الاستناد الطبي في الميدان من خلال تشكيل سرايا الطبابة والتي تم إسنادها بالأدوية وكافة المعدات الطبية، وعمليات الإخلاء عن طريق طائرات الإخلاء الطبي حيث أظهر كافة أطقم الإسناد الطبي تدريبًا عاليًا في عملية إخلاء الجرحى من الميدان.
وتسعى القوات المسلحة السعودية دائمًا وأبدًا في استمرار عملية التعليم والتدريب وبشتى وسائله وأنواعه، وخاتمة صنوف التدريبات، هو إجراء التمارين الميدانية بالذخيرة الحية، يذكر أن تمرين "سيف عبدالله" الذي يشارك فيه رجال القوات المسلحة من كافة قطاعاتها وأفرعها الأربعة ومشاركة العديد من الآليات والدبابات والطائرات والسفن وغيرها، لأول مرة يقام على ثلاثة مسارح عمليات هي المنطقة الجنوبية، المنطقة الشرقية، والمنطقة الشمالية، وفقًا لخطة الدفاع المرسومة لكل منطقة وتدار عملياتها من مركز عمليات واحد.
أرسل تعليقك