أهل الكهف السوريين في ريف إدلب نزوح ومعاناة لحماية النساء والأطفال
آخر تحديث GMT19:13:07
 العرب اليوم -

مع ازدياد حدة الاشتباكات والقصف العشوائي على مختلف المدن

"أهل الكهف" السوريين في ريف إدلب نزوح ومعاناة لحماية النساء والأطفال

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "أهل الكهف" السوريين في ريف إدلب نزوح ومعاناة لحماية النساء والأطفال

"أهل الكهف" السوريين في ريف إدلب نزوح ومعاناة

دمشق - جورج الشامي مع ازدياد حدة الاشتباكات والقصف العشوائي على مختلف المدن والمحافظات والبلدات، بحثت عدد من العوائل السورية عن ملجأ لها في الداخل، فسكن بعضهم الكهوف في محاولة لحماية الأطفال والنساء من النيران التي تشعل البلاد، ليسموا فيما بعد بـ "أهل الكهف". ويسرد أحد مواقع المعارضة السورية قصة بعض سكان هذه الكهوف في ريف أدلب، من خلال تقرير ميداني، فيقول: وصلنا الكهف يوم استقباله ساكنًا جديدًا سيعيش فيه إلى أجلٍ غير مسمى، إنها الطفلة أسماء التي ولدتها أمها السبت، وكان عمرها لا يتجاوز 24 ساعة لحظة وصولنا.
كانت أم أسماء نزحت مع زوجها من بلدة كفر نبودة في ريف حماه قبل 6 أشهر، ولعجزهم عن إيجاد بيتٍ يؤويهم، وبسبب القصف بالطيران الحربي على المنطقة، وجدوا أن الكهف الصخري هو أفضل مكانٍ يلجؤون إليه، يجاور كهفهم أعدادًا كبيرة من كهوفٍ مماثلة تسكنها عوائل أخرى، ويرجّح أن الموقع كان مستوطنة بشرية تعود إلى العصر الحجري القديم (الباليوليت)، ولو أن عددًا من تلك الكهوف استُخدمت في فترات تاريخية لاحقة مدافن للموتى، وخصوصًا أيام الرومان.
أهل الكهف السوريين في ريف إدلب نزوح ومعاناة لحماية النساء والأطفال
وينتشر نازحو أهل الكهف على مساحةٍ تزيد عن 500 دونمٍ من الأراضي الصخرية في أقصى ريف إدلب الجنوبي، ويقدّر عدد العوائل الساكنة لكهوف هذه المنطقة بـ 50 عائلة، معظمهم من كفرنبودة، غير أن هذا العدد قابل للازدياد في أية لحظة، حالما يشتد القصف، وخصوصًا بالطيران الحربي، على المنطقة.
وسواء كان مدفنًا، أم مستوطنة بشرية، أم تجويف صخري طبيعي يبقى الكهف هو الحصن الحصين لعائلة أسماء، ويقول أبو أسماء: حاولنا إيجاد بيت في أية قرية من حولنا، لكن القرى كلها مزدحمة بالنازحين، وحاولت الذهاب إلى مخيمات اللجوء في تركيا، لكن المخيمات مغلقة، وهم لا يستقبلون لاجئين جدد، وأنا لا أملك حتى أجرة سيارةٍ إلى الحدود التركية، لكن الله لم يقطعنا، فقد بعث لنا رجلا فاضلا من أهالي معارة حرمة تبرع لنا بهذا الكهف، أخرج منه التبن والأشياء التي كان يخزنها فيه وقدمه لنا كي نسكن فيه.
وفي كهفٍ آخر أكثر اتساعًا، تقول أم بشرى (امرأة من كفرنبودة في الأربعينيات من عمرها): إنها تعتبر نفسها محظوظة، فكهفها كبير لدرجة أنك يمكنك أن تقف فيه بأريحية، بينما معظم كهوف الجيران وطيئة، ولا يمكنك الوقوف منتصبًا داخلها، مما تسبب بمرض الديسك عند إحدى جاراتها.
ويتابع التقرير: دعتنا أم بشرى لتناول القهوة في كهفها كونها من القليلات اللواتي يحظين بميزة المطبخ في المستوطنة، فكهفها واسع وتمكنت من إفراد إحدى زواياه لعدة المطبخ. سألناها عن أكثر ما يزعجها في سكنى الكهف فقالت: لقد تعودت على الحياة هنا، مر علينا شتاءٌ قاسٍ وقد نجحنا في تدبر أمورنا، إننا معتادون على الكهف الآن، لكن ما يحزّ في قلبي أكثر شيء أن العيد مرّ ولم أتمكن من زيارة قبر ابنتي بشرى التي استشهدت قبل 7 شهور، لقد منعنا الثوار من ذلك حرصًا على سلامتنا، فحواجز الجيش المحيطة بالبلدة تقنص أي شيء يتحرك فيها". هنا سألنا أم بشرى "إن كانت توافق على الهدنة مع الجيش النظامي، كما فعل أهالي بعض البلدات المجاورة مقابل أن تعود إلى بيتها"، فقالت: لن أعود إلى بيتي إلا بالنصر على بشار الأسد، صبرنا كثيرًا وسنصبر أكثر. نحن في انتظار أن ينتصر الجيش الحر ويحرر سورية كلها، ثم بعد ذلك نعود، أما العودة دون النصر فلا أريدها.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهل الكهف السوريين في ريف إدلب نزوح ومعاناة لحماية النساء والأطفال أهل الكهف السوريين في ريف إدلب نزوح ومعاناة لحماية النساء والأطفال



GMT 17:49 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 13 شخصا في هجوم نسب لقوات الدعم السريع في وسط السودان

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab