الرياض ـ سعيد الغامدي
حذرت الألمانية أولريكا فرايتاغ من فقدان الهوية المحلية، نتيجة التوقعات بأنّ يصل عدد سكان المدن في السعودية للعام ٢٠٥٠ إلى نسبة ٨٨ في المائة، وفقًا لإحصاء صادر بهذا الخصوص.
وربطت فرايتاغ إزالة البيوت القديمة بزوال الهوية، مشدّدة على أنَّها ترى أن دور الأهالي أهم من الهيئة العامة للسياحة والآثار والأمانات والبلديات في تبني مسؤولية عمليات التأهيل والتطوير للمباني واستثمارها في إقامة الاحتفالات أو السياحة أو حتى في التعليم.
وأبدت في ورقة عمل قدمتها ضمن فعاليات "عسير حلة العمران"، في قرية العكاس التراثية في مدينة أبها، إعجابها بمشاركة الفنانين في الفعالية لمعاصرة التراث ولفت النظر إليه على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
وأكدت أنَّ الهوية تختلف من منطقة إلى أخرى، وأنَّ كثرتها تقوي الهوية الوطنية ويستفيد الوطن في الوقت ذاته من التجارب والقيم المتعددة.
واستعرضت فرايتاغ تجربتي دبي ومصر في الحفاظ على بعض المباني التاريخية، ولم تنكر أنَّ ألمانيا على رأس الدول التي هدمت التراث، لكنهاعادت منذ ٣٠ أو ٤٠ عامًا لتأهيله وتطويره في مقدمه قصر برلين العريق.
بدوره، رأى المهندس المعماري الألماني أندرياس ليبيك، أنَّ العمارة في العالم أجمع بعدت عن مضمونها الحقيقي وهو خدمة المجتمع، وباتت تستخدم في أغلفة المجلات.
وأضاف ليبيك، أنَّ المباني الصغيرة تغير نظرت المجتمع للعمارة، نظير قيمتها الكبيرة على مختلف الأصعدة، مشيدًا بمبادرة طالبات جامعة دار الحكمة في مكان يعد الأفضل على مستوى المملكة في التراث كمنطقة عسير.
وشبه أندرياس تجربة فعالية مشروع "عسير حلة العمران"، بما يحدث في مهرجانات ثقافية تميزت بها المملكة، بقيادة الهيئة العامة للسياحة والآثار.
من جهته، قدم الكاتب عبدالله ثابت ورقة عمل بعنوان "البيت، الشجرة، الجبين"، وقدمت 11 حرفية عددًا من الأعمال، منها رسم القط العسيري داخل مباني قصور القرية.
وقدمت سبع من الأسر المنتجة أكلات شعبية، مثل المبثوث، التصابيع، العريكة، السويقة، خبز التنور، وغيرها، وقدم عدد من المسنين "الملة" وهي الطريقة الشعبية لعمل الحنيذ في المنطقة.
في نفس السياق، زار وفد من جامعة دار الحكمة قرية رجال ألمع التراثية وتجول بين الحصون التراثية والأنفاق القديمة والمتحف، إضافة إلى المسار الشرقي فالمدرسة القديمة والشلال، ومركز الزوار للهيئة العامة للسياحة والآثار، والمركز الحضاري الذي أنشأته بلدية المحافظة.
وسجل بعض أعضاء الوفد كتاباتهم في سجل الزيارات، منها: "قرية أعادت لنا روح التراث الجميل".
أرسل تعليقك