طفلة صغيرة تحمل صورة المرشح سعيد جليلي
طهران ـ مهدي موسوي
اعتبر محللون سياسيون أن أفضل ما في الانتخابات الإيرانية أن المعارضة لن تقاطع تلك الانتخابات، ومع ذلك فإن الانتخابات الإيرانية تفتقد إلى المعايير التي تجعل منها انتخابات حرة ونزيهة. وقالت صحيفة "غارديان" البريطانية إن استبعاد بعض المرشحين وعلى رأسهم الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رافسنجاني لهو
أفضل دليل على وجود دوافع سياسية في العملية الانتخابية.
وتشير الصحيفة في ذلك إلى قيام المئات خلال الشهر الماضي بالتقدم بطلبات الترشيح لخوض انتخابات الرئاسة وقيام مجلس صيانة الدستور برفض ترشيحهم على الرغم من أنه كان من بينهم هاشمي رافسنحاني الذي كان يحظى بشعبية واسعة، ولكن اللجنة كما يقال عللت رفضها بأنه طاعن في السن، وهو بذلك غير مؤهل لتحمل تبعات الرئاسة، إلا أن رافسنجاني كشف هذا الأسبوع أن قيام مجلس حماية الدستور باستبعاده كانت وراءه دوافع سياسية.
وفي ما يتعلق بالمرشح سعيد جليلي، الذي يشغل منصب رئيس الوفد الإيراني في المفاوضات النووية، والذي يتردد أنه المرشح المفضل عند المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، فقد كان أداؤه سيئًا قبيل الانتخابات، وخاصة في ما يتعلق بموضوعه الخاص، وهو كيفية التعامل مع مسألة البرنامج النووي الإيراني، فقد تعرض لانتقادات لاذعة من الجهات كافة، سواء على لسان المحافظين أو المعتدلين.
وقال المرشح حسن روحاني وهو شيخ معتدل وسبق وأن تولى رئاسة الوفد الإيراني في مفاوضات البرنامج النووي ، في معرض انتقاده لسعيد جليلي: إنه أمر عظيم أن تواصل إيران أنشطة تخصيب اليورانيوم، ولكن ذلك بشرط أن تستمر أيضًا في الحفاظ على نشاطها الاقتصادي.
وحمل علي أكبر ولاياتي أيضًا، وهو محافظ، ويعمل مستشارًا لخامنئي في مجال السياسة الخارجية بشدة على سعيد جليلي خلال مناظرة تليفزيونية، عندما قال إن فن الدبلوماسية يتمثل في الحفاظ على حقوق إيران النووية، وليس في الاكتفاء بمشاهدة العقوبات وهي تتزايد.
وتقول الصحيفة: إن نجم سعيد جليلي آخذ في الأفول، ومع ذلك فهناك آخرون غيره من المرشحين ممن يرى مجلس حماية الدستور أن خامنئي سوف يرتاح معهم في حال تولي أحدهم منصب الرئاسة.
وتشير الصحيفة إلى أن هناك أيضًا الإصلاحيين الذين رموا بثقلهم وراء حسن روحاني، وحتى لا تتفتت أصواتهم قام محمد رضا عارف وهو إصلاحي آخر بالانسحاب، الإثنين الماضي، من السباق، وذلك في ما يوصف بأنه "خطوة في إطار التنسيق في ما بين الإصلاحيين".
ويوجد إجماع في أوساط الحركة الخضراء التي يقبع زعيمها رهن الاعتقال المنزلي بشأن الرأي القائل إن عدم التصويت أو المشاركة بأصوات باطلة إنما هو تدعيم للمحافظين والمتشددين، ولهذا فهم يجمعون على عدم المقاطعة، وهذا في حد ذاته يمكن أن يكون الشيء الوحيد الطيب في هذه الانتخابات، كما تقول الصحيفة.
وتقوم وزارة الداخلية الإيرانية بالإشراف على الانتخابات، وهي جزء من حكومة الرئيس الحالي أحمدي نجاد، الذي بات خصمًا لخامنئي على الرغم من أنه لم ينتقده علنا، ومن خلال المؤشرات الأخيرة يبدو أن المرشح المفضل الآن لدى التيار المحافظ هو عمدة طهران محمد باقر قاليباف.
وتقول "غارديان": إنه على الرغم من أن حدوث انتخابات إعادة إذا ما تطلب الأمر ستكون في صالحه إلا أن كل الاحتمالات تظل ممكنة.
أرسل تعليقك