حاجز للجيش اللبناني عند طريق المطار
بيروت – جورج شاهين ، رياض شومان
أجمعت المراجع الحكومية من مختلف الأطراف، على اعتبار أن "عملية خطف قبطان الطائرة التركية ومساعده لن تساهم في الإفراج عن اللبنانيين الشيعة الـ 9 المخطوفين في إعزاز، بل قد تعقدها أكثر". باعتبار أنه للقضية جوانب تتصل بعدم تجاوب النظام السوري مع مطالب الخاطفين وأن الدور التركي
يمكن أن يكون عاجزًا أمام مثل هذه العقبة، التي زاد منها تورط "حزب الله"، في الأزمة السورية لنصرة النظام في مواجهة الثورة السورية.
في الوقت نفسه، كشفت مراجع أمنية لبنانية أن "السلطات اللبنانية بدأت في تنفيذ لإجراءات احترازية لحماية السياح، وأنها التراك وخصصت مواكبة أمنية، خصوصًا لقافلة من السياح الأتراك توجهت السبت، إلى زحلة وبعلبك". وأفادت المعلومات بأنه "تم تعميم أسماء السياح الأتراك في لبنان كلهم على المراجع الأمنية كلها".
وعلى المستوى نفسه، أكد وزير الداخلية والبلديات مروان شربل (المحسوب على حصة رئيس الجمهورية في الحكومة المستقيلة) أن "القوى الأمنية تقوم بمهمتها، للتوصل إلى الجهة الخاطفة للمدنيين التركيين وملاحقتها"، مستبعدًا أن "يكون كل الرعايا الأتراك في لبنان مستهدفين والدليل أنه كان هناك 6 آخرون في الباص ولم يتم خطفهم".
وعما إذا كانت هناك أدلة تشير إلى أنّ "لأهالي المخطوفين علاقة بالأمر، قال: لا أستطيع أن أؤكد أو أنفي الأمر، نقوم بتنفيذ المداهمات في المناطق المشبوهة، ولا نريد أن نضيع البوصلة كي لا نخطئ الهدف".
كما رأى شربل أنه "لا خطر على اليونيفيل"، مؤكدًا أنه "وفق الأرقام الموجودة لدى الأمن العام اللبناني، هناك أكثر من 300 سائح تركي موجودون في لبنان وهناك وفود أخرى مقبلة في الأيام المقبلة"، مشيرًا إلى أن "هناك دوريات دائمة للقوى الأمنية تتنقل في محيط الفنادق لطمأنة السياح في لبنان".
ورفض وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال المحسوب على رئيس الحكومة المستقيلة نقولا نحاس "عملية خطف الطيار التركي ومساعده لمحاولة حل قضية مخطوفي أعزاز"، معتبرًا أن "ما حدث يُعقّد القضية الأم ولا يسهّلها، وأن مواجهة جريمة خطف اللبنانيين بجريمة خطف الأتراك لا تفيد".
واعتبر نحاس أنّه "من غير المنطقي الاعتماد على أساليب مرفوضة في المطلق كعمليات الخطف كما على أساليب لا يمكن السيطرة عليها ولا يمكن التأكد من انعكاساتها لحل قضية مخطوفي إعزاز"، داعيًا إلى "ترك الملف بين يدي وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم وعدم الإسهام بتعقيد ما هو معقّد أصلا". وقال: مهما تكن أحقية قضية معينة من غير المسموح أن يدفع اللبنانيين كلهم ثمن ما يقوم به فريق معيّن فتحل الجهات الخاصة مكان الجهات العامة والرسمية المعنية.
وأكّد نحاس "وجوب التعاطي مع الأمور بهدوء وروية وعدم خلط الأمور ببعضها البعض". وقال: نحن لا نقول ذلك من باب الاستهانة بقضية أهالي المخطوفين، بل من حرصنا عليهم.
واستبعد نحاس، ردًا على سؤال، أن "تتأثر علاقة لبنان بالدولة التركية نتيجة عملية الخطف الأخيرة"، لافتًا إلى أنّ "العلاقات بين الدول لا تتأثر بأعمال أفراد". وقال: نحن متأكدون أن العلاقة مع تركيا علاقة طويلة الأمد ومتينة ولن تؤثر بها حادثة مماثلة.
وشدد وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال المحسوب على التيار الوطني الحر شكيب قرطباوي على أن "عمليات الخطف مستنكرة كلها"، قائلا: أنا ضد هذه العمليات كلها مهما كان سببها، وأتفهم وضع أهالي مخطوفي إعزاز الإنساني السيء جدا، إنما بمعزل عن الأسباب فإن عمليات الخطف مستنكرة وأنا مواطنًا ومسؤولا ضدها". وأشار إلى أن "السلطات التركية وعدت كثيرًا، وكان لدينا أمل جدي بإطلاق سراح قسم من مخطوفي إعزاز، كما كان هناك كلام عن تبادل مع نساء في السجون السورية، فرأينا وعودًا أكثر مما رأينا أفعالا على الأرض"، داعيًا إلى "وضع الأمور بحجمها الحقيقي، فإن الهيمنة التركية في المنطقة تشير إلى أن تركيا قادرة على القيام بالمزيد، فيما يتعلق بملف مخطوفي إعزاز". كما رأى أن "قضية مخطوفي إعزاز أكبر بكثير من خطف 9 لبنانيين، بسبب أنهم شيعة"، مؤكدًا أن "قوى الأمن تقوم بدورها للحد من عمليات الخطف في البلاد، والآلية الأمنية وحدها هي التي تعالج الأمر".
وعن السلاح المتفلت في البلاد، قال قرطباوي: وحدها الدولة القادرة هي التي تستطيع وضع حد للسلاح المتفلت"، مضيفًا أن "اللبنانيين لم يشكّلوا دولة قادرة، فقد تلهّوا بخلافاتهم الصغيرة"، مشددًا على "وجوب الاتفاق على الاستراتيجية الدفاعية، إذا كنا فعلا نريد وفاقًا وطنيًا حقيقيًا"، مؤكدًا أننا "من دعاة الحوار الجدي والفعال".
هذا، وعاد سفير تركيا في لبنان إينان أوزلديز إلى بيروت، مساء الجمعة، آتيا من إسطنبول لمتابعة قضية خطف الطيارين التركيين على طريق المطار فجر الجمعة. واتخذت تدابير أمنية مشددة في حرم المطار ومحيطه، حيث انتقل بسيارات مزودة بزجاج داكن وحاجب للرؤية تابعة لأمن السفارة التركية في بيروت وسط مواكبة من القوى الأمنية اللبنانية إلى مبنى السفارة التركية.
وتزامنت عودة السفير التركي مع اتصال جرى ليلا بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس التركي عبدالله غول، تم في خلاله تناول موضوع المخطوفين الأتراك واللبنانيين، وغيابهم عن ذويهم لمناسبة العيد.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية: إن الرئيس سليمان عبر خلال الاتصال عن "رفض الخطف الذي حدث اليوم، وأن هناك مساعي جدية ومتواصلة لمعرفة مكان المخطوفين والتأكد من سلامتهم والعمل على تحريرهم".
وأضافت المصادر أنه "إذا تم تبادل التهاني في عيد الفطر".
ومن ناحيته، أشار غول إلى "الجهود التي قامت وتقوم بها تركيا لإطلاق مخطوفي إعزاز"، لافتًا إلى "أنهم يتابعون هذه الجهود"، ومتمنيًا أن "يتم إطلاقهم وعودتهم إلى عائلاتهم وأهلهم في أقرب وقت".
أرسل تعليقك