بنيامين نتنياهو يحذر الأمم المتحدة من الطموحات النووية الإيرانية
طهران ـ مهدي موسوي
أكد الناطق السابق باسم "فريق المفاوضات الإيرانية النووية حسين موسافيان، أنه "إذا جرت المفاوضات النووية مع طهران في أجواء من حسن النوايا فسوف تؤتي ثمارها"، فيما حذر من أن "حملة المقاطعة والحظر التجاري والتهديدات العسكرية بقيادة الولايات المتحدة لن تسفر إلا عن كارثة"، قائلاً إن الهجوم ضد بلاده
سوف "يجعل من حرب الولايات المتحدة في العراق أشبه بنزهة، مقارنة بما سوف يحدث في إيران".
وتطرق موسافيان، إلى تقرير أعده 5 من كبار الخبراء الأميركيين في مجال عدم انتشار الأسلحة النووية، وبعثوا به إلى الرئيس أوباما، جاء فيه:" إن السبيل لمنع إيران من تطوير قدراتها على إنتاج أسلحة نووية خلال الأشهر المقبلة هو قيام واشنطن بفرض أقصى عقوبات ضدها"، بحسب ما نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية, وأوصى التقرير أوباما، بـ"تنفيذ حظر دولي حقيقي وفعلي على جميع الاستثمارات والمعاملات التجارية مع إيران".
وأكد التقرير، أن "تحقيق نتائج مثمرة وناجحة في أي مفاوضات مع إيران تعتمد على تنفيذ عاجل وفوري لهذه العقوبات الدولية، على أن تتزامن هذه العقوبات مع تعزيز مصداقية تهديد أوباما باللجوء إلى القوة العسكرية إذا ما لزم الأمر لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية".
وقال موسفيان:" رغم أن التقرير من إعداد برنامج استراتيجية الولايات المتحدة لعدم انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط ، إلا أن من قاموا بإعداده قد انصب تركيزهم على الإجراءات العقابية ضد إيران، ولم يشر إلى أي إجراءات عقابية ضد إسرائيل، ومع ذلك فإن شكوى إيران العادلة، تتمثل في أنها قامت بالتوقيع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ومنحت وكالة الطاقة الذرية الدولية ما يزيد عن 4000 جولة تفتيشية على مدار السنوات الأخيرة"، مشددًا على أنه "وفقًا لتقديرات الاستخبارات الأميركية خلال عامي 2007 و2011، فإن إيران ليس لديها برنامج لصنع الأسلحة النووية".
وأكد موسفيان، أنه "لا يوجد أي دليل منذ العام 2003 على أن إيران تسعى إلى إنتاج قنبلة ذرية، كما أن القيادة الإيرانية لم تتخذ بعد قرارًا سياسيًا بإنتاج مثل هذه القنبلة، وعلى النقيض فإن إسرائيل التي لم توقع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، لم تسمح حتى لوكالة الطاقة الذرية الدولية بزيارة تفتيشية واحدة، وهي تملك مئات الأسلحة النووية".
وتابع:" الأسباب الحقيقية وراء فشل المساعي الدولية في تحقيق تقدم في مجال جعْل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية، بناء على الفكرة التي طرحتها إيران قبل ما يقرب من 40 عامًا ، لابد وأن تعلن بوضوح"، فيما أشار موسفيان، إلى أن "التقرير يطالب الولايات المتحدة بتخفيف العقوبات النووية ضد إيران في حالة قيامها بتقديم تنازلات جادة وذات أهمية تتوافق مع قرارات مجلس الأمن الدولي، وقرارات وكالة الطاقة الذرية الدولية، والقوانين الأميركية ، في هذا الشأن".
و لفت موسفيان إلى أنه، "حتى يمكن تحقيق تقدم أكثر واقعية، فإن الأمر يحتاج إلى تقييم الوضع الراهن للمفاوضات بين إيران ومجموعة الخمسة زائد واحد، التي تضم الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وروسيا، والصين، وألمانيا بالإضافة إلى كل من وكالة الطاقة الذرية الدولية والأمم المتحدة"، مشيرًا إلى أن "الجولة الأخيرة من المحادثات التي جرت خلال هذا الشهر لم تسفر عن اتفاق، فهناك عدد من المطالب الرئيسية لكل من وكالة الطاقة ومجموعة الخمسة زائد واحد، من بينها تنفيذ بروتوكول إضافي لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، والذي يسمح بمزيد من عمليات التفتيش، وكذلك التعاون في القضايا المتعلقة بالبعد العسكري المحتمل للأنشطة النووية الإيرانية، والتوقف عن تخصيب اليورانيوم عند نسبة 5%، وتصدير اليورانيوم المخصب وعدم استخدامه محليًا".
ويضيف موسفيان:" إن مطالب نسبة تخصيب اليورانيوم وتصديره تتخطى بنود معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، بل وتتعدى البروتوكول الإضافي، وهناك ما يزيد عن 70 دولة لم توقع بعد على البروتوكول الإضافي، كما أن معدل تخصيب اليورانيوم في عدد من الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الذرية الدولية يصل إلى 96%، كما تقوم بإنتاج أطنان من اليورانيوم، بما يتعدى الحاجة المحلية"، فيما يشير إلى أنه "فوق هذا وذاك، فإن وكالة الطاقة الذرية تطلب من إيران أن تسمح لها بما هو أبعد من نصوص البروتوكول الإضافي لمعالجة ما يسمى بـ(البعد العسكري المحتمل)، وبطبيعة الحال فإن إيران لا يمكنها أن تقبل بمثل هذه المطالب دون مقابل، كما أن وكالة الطاقة الذرية ليست في موقع يسمح لها بتقديم المقابل خلال التفاوض، ولهذا السبب كان خطأ أن يقوم وفد وكالة الطاقة الذرية بزيارة طهران قبل اجتماع إيران بمجموعة الخمسة زائد واحد".
ويتابع:" مع ذلك فإن هؤلاء المطلعين على حقائق المفاوضات النووية يعرفون جيدًا أن إيران في جميع اجتماعاتها العلنية والمغلقة مع المجموعة أشارت إلى استعدادها بقبول جميع المطالب الرئيسية"، كاشفًا أن "إيران تتوقع أن تحصل على اعترافا بحقها المشروع في تخصيب اليورانيوم، وفقا لما تسمح به معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، بالإضافة إلى رفع العقوبات الدولية، إلا أنه لسوء الحظ فإن القوى الغربية ومجموعة الخمسة زائد واحد لم توقع على مثل هذه الصفقة".
ويضيف:"إن فن التفاوض يتطلب تفريغ مثل هذه الصفقة في جدول زمني وتنفيذه خطوة خطوة تتضمن مراحل تبادل التنازل وما يقابله، ومن الحصافة والحكمة أن يقوم أوباما والقوى الغربية بدعم مثل هذه الصفقة العادلة خلال المحادثات المقبلة، وتجاهل محاولات وجهود أنصار وعشاق الحروب التي تستهدف الحل الدبلوماسي للأزمة".
ويختتم قائلاً: "إن دعاة فرض المزيد من العقوبات والعزلة والإجراءات العقابية إنما يهدفون إلى جعل الحرب ضد إيران أمرًا حتميًا، إلا أن مثل هذه الحرب سوف تجعل من حرب الولايات المتحدة في العراق إلى جوار هذا الحرب أشبه بنزهة، ولهذا فإن إيران تطالب بالتمسك بفرصة الحل الدبلوماسي وتكريس الإرادة والعزيمة السياسية الضرورية لإنجاح الحل الدبلوماسي".
أرسل تعليقك