السلطة الفلسطينية تفكر بإعلان غزة قطاع "متمرد "
غزة – محمد حبيب
أكدت مصادر فلسطينية لـ"العرب اليوم" الجمعة, أن ثمة اتفاق مبدئي بين السلطة الفلسطينية ومصر لإعادة تفعيل اتفاق سابق بوجود حرس الرئيس الفلسطيني على معبر رفح وإدارته، وهو ما رفضته حركة حماس مراراً، إضافةً إلى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية بدون حماس، وذلك بعد تعثر المصالحة الفلسطينية مع
حركة حماس. وبحسب المصادر ذاتها يجري التفكير في طريقة تنظيم هذه الانتخابات، عبر تجزئتها أو اعتبار الوطن كتلة واحدة أو بحث آليات للتصويت من قطاع غزة.
كما يطرح مسئولون أفكاراً أخرى لدراستها من بينها إعلان غزة قطاع متمرد، وقطع المساعدات التي تذهب مباشرة لخزينة حماس على حد وصف تلك المصادر.جاء ذلك عقب تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ومسئول ملف المصالحة الوطنية عزام الأحمد، التي قال فيها إن موعد الرابع عشر من آب/أغسطس قد مضى دون أن تلتزم حماس بما تم الاتفاق عليه بإعلان تشكيل حكومة توافق وطني، والإعلان عن موعد للانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وأكد الأحمد في تصريحات إذاعية الجمعة, أن حركة فتح لن تبقى أسيرة لحماس، وستتخذ الإجراءات والمواقف في الوقت المناسب, وقال "بدأنا منذ الأمس بدراسة هذه الإجراءات وسنأخذ قرارات واضحة ومؤلمة".
وكشف الأحمد عن أفكار كثيرة يمكن أن تتضمن قرارات تتجاوز الاتفاقات الموقعة مع حماس, وقال: لا بد من اتخاذ قرارات حاسمة للخروج من الانقسام القائم الذي تحاول حركة حماس فرضه في غزة على الجميع.
وأضاف: سننتظر لعدة أيام مقبلة لنرى تطور الأحداث في مصر الشقيقة، معرباً عن أمله بأن تستقر الأوضاع هناك وتعود مصر للعب دورها القومي والإقليمي والدولي.
وأوضح الأحمد أنه في إطار هذه الإجراءات والقرارات، فإن مستقبل قطاع غزة سيدرس بدقة وعناية، مؤكداً أنه لا يمكن القبول بالأمر الواقع الذي تحاول حماس فرضه على الجميع على حد قوله .وأشار إلى أن حماس تهربت وتتهرب مما تم الاتفاق عليه منذ البداية، وقال "كان هناك اتفاق لعقد اجتماع مشترك في الثلاثين من حزيران/ يونيو الماضي، ولكن التطورات في مصر حالت دون عقد هذا الاجتماع.
وأضاف: لقد بادرنا للاتصال بحماس، واتصلت أنا شخصياً بالسيد موسى أبو مرزوق وأبلغته أن حركة فتح جاهزة لعقد اجتماع في أي مكان تختارونه، ووعد بالرد بعد ثلاثة أيام، ولكن بدل أن يتصل ويبلغنا بالرد، قام بإصدار بيان خلاله سيلا من الاتهامات الباطلة، واستمر هو وقيادات حماس بتصعيد الموقف وتوتير الأجواء.
واعتبر الأحمد أن حماس غير جاهزة للمصالحة، فلديها أولويات أخرى وهي استغلت بدء معركة التفاوض مع الجانب الإسرائيلي لتبرير تهربها وعدم التزامها بالمصالحة.
من جهته رد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فوزي برهوم أن تصريحات مسئوول ملف المصالحة في حركة فتح عزام الأحمد حول اتخاذ حركته إجراءات أحادية الجانب، تأتي ضمن سيناريو إلهاء الشعب الفلسطيني عن مؤامرة بيع الأرض وقضية فلسطين عبر المفاوضات.
وأضاف برهوم في تصريح صحفي، أن حركته لن تضيع وقتها في المناكفات الإعلامية والرد على تصريحات حركة فتح التي تأتي ضمن المسرحية التي أعدت لها باجتماع كيري في عمان، والتي تهدف للتغطية على المفاوضات بإعلان حرب إعلامية وسياسية وعلى كافة الأصعدة ضد حركة حماس.
واعتبر برهوم أن فتح لا تملك أي شيء تقدمه للشعب الفلسطيني، وأنها تعاني من أزمات داخلية ومشاكل في كافة مؤسسات السلطة، ولذلك هي تريد إزاحة هذه الأزمات نحو حركة حماس والشعب الفلسطيني بحسب تعبير البيان .
وتابع : فتح تمارس لعبة مكشوفة هدفها حرف الرأي العام الوطني عن فضيحة العودة للمفاوضات والتنازل عن المقدسات والأراضي والحقوق الفلسطينية، وهذا شيء مثبت بالوثائق.
وحول اتهام الأحمد لحماس بالتهرب من اتفاق المصالحة، بين أن فتح لم تقدم أي شيء من استحقاقات المصالحة، وإذا كانت المصالحة لديها تعني التنازل عن المقدسات وبيع فلسطين والدولة فإنه لا معنى لمصالحة مع من يبيع فلسطين ويتاجر بالقضية.
وشدد القيادي في حماس على أن هناك قضية كبرى يجب العمل ضدها وهي تهويد المقدسات وبيع فلسطين، موضحاً أن حماس تعمل على إيجاد استراتيجية وطنية يتفاهم عليها كافة أبناء الشعب الفلسطيني لكي تعزل المتاجرين بالقضية وترفع الغطاء عنهمونوه إلى أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي حال من الأحوال المصالحة مع من يتاجر بحقوقه ويبيع المقدسات ولا يهمه سوى أمن الاحتلال.
وفي ذات السياق أكدت الحكومة الفلسطينية في غزة أن حركة فتح استغنت بالكامل عن المصالحة وإنهاء الانقسام.
وقال الناطق باسم الحكومة إيهاب الغصين إن حركة فتح ألقت بنفسها في أحضان الاحتلال بعد ظنهم أن هناك بصيص أمل في المفاوضات، واستغنت بشكل كامل عن المصالحة وإنهاء الانقسام.
وأشار الغصين في تصريح عبر صفحته على "الفيسبوك"الخميس، إلى أن فتح ستقوم في الفترة المقبلة وبقرار من رئيسها محمود عباس بالدعوة لانتخابات تشريعية ورئاسية في الضفة فقط، منوّهاً إلى أن ذلك يأتي بعد إطلاق الجانب العلني من اتفاقهم مع الاحتلال والذي يتم طبخه في الخفاء.
وأوضح أن حركة فتح تحاول اللوم على حركة حماس رغم أن المعطل الرئيسي للمصالحة هو محمود عباس وحركة فتح، مشدداً على أن حماس قامت بتنفيذ ما عليها من إنهاء السجل الانتخابي في غزة، وكانت الخطوة التالية دعوة الإطار القيادي للمنظمة وبدء العمل على التسجيل الانتخابي في الشتات.وحمّلت الحكومة الفلسطينية عزام الأحمد وحركة فتح مسئولية أي مؤامرات جديدة ضد قطاع غزة.
وكان رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد قال إن حركة فتح لن تبقى أسيرة لحماس، وستتخذ الإجراءات والمواقف في الوقت المناسب، مضيفاً: بدأنا منذ الأمس بدراسة هذه الإجراءات وسنأخذ قرارات واضحة ومؤلمة.
كما حمّلت الحكومة حركة فتح مسؤولية احتمالية زيادة الحصار وإغلاق معبر رفح، كما نحملها مسئولية أي تحركات أمنية مشبوهة في قطاع غزة.
ودعت "أحرار وشرفاء" حركة فتح لرفض ما يقوم به بعض قيادات فتح من الارتماء في أحضان الاحتلال والتآمر على الشعب الفلسطيني والعمل على ترسيخ الانقسام خدمة للاحتلال وأمنه.
كما أكد المتحدث الرسمي باسم حركة المقاومة الاسلامية حماس الدكتورسامي أبو زهري أن تصريحات عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح باتخاذ قرارات مؤلمة للخروج من واقع الانقسام تأتي للتغطية على جريمة المفاوضات التي استأنفتها السلطة مع الاحتلال.وأضاف أبو زهري في تصريحات صحفية اليوم الخميس:" إن التصريحات التي أطلقها عزام الأحمد ليس لها أي معنى لدينا وهي تصريحات توتيرية هدفها فتح معركة جانبية مع حماس".
وأشار إلى أن عزام الأحمد يحاول أن يظهر أن المشكلة ليست بالمفاوضات التي رفضها الشعب الفلسطيني وإنما المشكلة في حماس.
وأكد أن هذه التصريحات ليس لها معنى لدى حماس وأن أي قرارات سلبية تتخذها فتح بشأن المصالحة ستكون هي الخاسر الوحيد في مثل هذه المراهقة السياسية.
ومن جانبه استهجن الدكتور صلاح البردويل القيادي بحركة حماس التهديدات التي أطلقها عزام الأحمد بأن حركته ستتخذ قرارات حاسمة للخروج من الانقسام, معتبراً التصريحات غير جديدة, كونه استعان بالاحتلال هو وفريقه عندما اختار طريق المفاوضات بديلاً للمصالحة".
وقال البردويل "إن تهديدات الأحمد قد تترجم على الأرض بفرض مزيد من الحصار بمشاركة "إسرائيل" وأطراف أخرى, كما توقع أيضاً إعلان الانقسام رسمياً وخروج الضفة والاستفراد بها , وعزل الضفة والقدس عن قطاع غزة, كل ذلك للتغطية على المفاوضات العبثة التي تقوم بها السلطة, إضافة إلى أن سنياريو إجراء الانتخابات منفردة مطروح".
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، مسؤول ملف المصالحة الوطنية عزام الأحمد، قال إن موعد الرابع عشر من آب/ أغسطس قد مضى دون أن تلتزم حماس بما تم الاتفاق عليه بإعلان تشكيل حكومة توافق وطني، والإعلان عن موعد للانتخابات الرئاسية والتشريعية.
أرسل تعليقك