قوارب صيادين فلسطينيين على سواحل غزة تتعرض للقصف
غزة ـ محمد حبيب
أصيب، ظهر الخميس، صياد فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الصهيوني أثناء ممارسته لعمله في عرض بحر غزة، وأفادت الإدارة العامة للثروة السمكية في وزارة الزراعة، في بيان صحافي وصل "العرب اليوم"نسخة منه" إن قوات الاحتلال أطلقت نيران رشاشاتها، ظهر الخميس، تجاه الصيادين في بحر مدينة غزة
، وأصابت الصياد أيمن كباجة إصابة متوسطة، وأشارت إلى أن الزوارق الحربية الصهيونية هاجمت مركبين من نوع "حسكة صنار" على بعد 2 ميل بحري في بحر غزة، مما أدى إلى إصابة الصياد كباجة.
ومن جانبها نددت وزارة الزراعة بالاعتداءات المتواصلة ضد الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدة أن إطلاق النار الذي تعرض له الصيادون وقع على مسافة تقدر بنحو 2 ميل بحري، وهي ضمن المسافة التي تسمح بها قوات الاحتلال الصهيوني للصيادين بركوب البحر وممارسة الصيد، والتي حددتها بـ6 أميال بحرية بموجب تفاهمات التهدئة الموقعة برعاية مصرية ودولية في 22 كانون الأول/نوفمبر 2012، ودعت الزراعة إلى الوقف الفوري لسياسة ملاحقة الصيادين، والسماح لهم بركوب البحر وممارسة عملهم بحرية تامة.
وكانت بحرية الاحتلال الإسرائيلية، اعتقلت، الثلاثاء الماضي، صيادين قبالة بحر منطقة السودانية، (شمال غرب) مدينة غزة.
وأفاد شهود عيان، بأن "بحرية الاحتلال اعتقلت الصيادين محمد شحدة سعد الله ومحمد موسى سعد الله وأغرقت شبكة الصيد وصادرت مركبهما واقتادتهما إلى ميناء أسدود في (جنوب إسرائيل)".
يشار إلى أن زوارق الاحتلال تلاحق بشكل شبه يومي، الصيادين في عرض بحر غزة، وتمنعهم من الصيد وتعتقل منهم وتصادر مراكبهم.
حيث يتفنن الاحتلال الإسرائيلي في إرهاب الصيادين الفلسطينيين خلال نزولهم إلى عرض البحر لالتقاط أرزاقهم فيمارس ضدهم الاعتقال وإطلاق النار ومصادرة مراكبهم ومعداتهم وتدميرها أحيانا.
فبالرغم من إرغام الاحتلال الإسرائيلي- بشروط المقاومة أثناء فرض التهدئة - على توسعة مساحة الصيد في بحر غزة من 3 أميال بحرية إلى 6 أميال؛ إلا أن هذا العدو لا زال يخترق هذه التهدئة.
ويقول نقيب الصياديين نزار عياش: "إن الاحتلال الإسرائيلي دائما بنقض العهود والمواثيق، والدليل على ذلك ما اقترفته بحرية الاحتلال الإسرائيلي نهار الأربعاء حين احتجزت مركبا كبيرا يعيل ما يزيد عن 150 شخصًا من الصيادين الفلسطينيين، واقتياده إلى ميناء أسدود، وتفجير مركب آخر، وإطلاق النار على ماتور مركب آخر".
ويضيف بأن "الاحتلال لم يكتف بممارسة اعتداءاته ضد الصياديين إلى هذا الحد وإنما طالت أيديه الغاشمة لاعتقال، ظهر الخميس 21 شباط/ فبراير اثنين من الصياديين، إضافة إلى اعتقال 9 صياديين الأربعاء 20 شباط/ فبراير قبالة سواحل المنطقة الشمالية الغربية لمدينة غزة"، معتبرًا ذلك خرق سافر للاتفاقيات وقال:"نحن نؤكد بأن الاحتلال هو الاحتلال دائما لا يلتزم بأي معاهدات ولا مواثيق.
و بشأن أشكال التنكيل بالصيادين قال: "إن الاحتلال الإسرائيلي كان يطلق النار الكثيف على الصيادين ويخترق شباكهم ويعتقلهم ومصادرة مواتيرهم وشباكهم، وقصف مواتيرهم الكهربائية بالليل وضخهم بمياه البحر في البرد الشديد، وتكبيلهم عند اعتقالهم ومعاملتهم بشكل غير إنساني".
ويؤكد نقيب الصيادين بأنه وعلى الرغم مما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي ضد الصياديين من عدوان؛ إلا أن الصياد الفلسطيني يظل صامداً لا يتأثر من ترهيب الاحتلال ويستمر في صيده حتى في ساعات الليل لكسب رزقه ورزق الشعب الفلسطيني.
و عن الظروف الاقتصادية التي تواجه الصيادين؛ حذر عياش من احتمال وقوع كارثة اقتصادية تصيب الصيادين في غزة؛ نتيجة اعتداءات بحرية الاحتلال المتكررة، مؤكداً أن انتهاكاتها باتت شبه يومية.
ويصف عياش معاناة الصيادين بأنها "حياة قاسية وأنهم يمرون بظروف صعبة جدا"، مضيفا بقوله:" الصياد الفلسطيني فقير جدا، وأنه في معركة الأيام الثمانية مع الاحتلال ازداد الحصار على الصياد فزاده فقرا فوق فقره، فهم لا يستطيعون ترميم شباكهم وصيانة معداتهم ومراكبهم وغزل شباكهم ولملمة جراحهم".
وأشار عياش إلى أن الصياد الفلسطيني حين يفقد قوت يومه يعتمد على المساعدات التي تقدمها نقابة الصياديين ومن جهات أخرى.
و بخصوص المسافة التي سمح بها الاحتلال الإسرائيلي يلفت نقيب الصياديين بأنها لم تأت بفائدة ملحوظة على الصياديين واعتبرها بالبسيطة، مضيفا: " هذه المسافة تحتاج إلى مراكب كبيرة وهي متوقفة منذ سنوات لن يدخلها أي صياد وتحتاج إلى صيانة وتعديل".
وشدد على ضرورة العودة إلى تنفيذ ما نص عليه اتفاق أوسلو بشأن مساحة الصيد التي تتيح للصيادين الوصول إلى مسافة 20 ميلا، لافتا إلى أن هذه المساحة تم تقليصها منذ الانتفاضة الأولى إلى 12 ميلا ثم إلى ثمانية أميال وصولا إلى ميلين عقب الحرب الأولى على غزة.
وتوقع خلال الأيام المقبلة بأن يصبح حال تلك المراكب حتى بعد تعديلها كحال المراكب الصغيرة، مؤكدا على أن أية مسافة طولية تقل عن تسعة أميال من الشرق إلى الغرب هي مسافة ليس لها أي قيمة مهنية واقتصادية على حياة الصيادين، لأن الغالبية العظمى من مراعي الأسماك والصخور التي تحتجز الأسماك توجد في مسافة 15 أو 20 ميل بحري لأن عمق المياه في هذه المسافة يتضاعف بشكل كبير. كما قال.
وناشد عياش المؤسسات الدولية والحقوقية بضرورة الوقوف الى جانب الصياد الفلسطيني وضرورة تخليصهم من المعاناة اليومية التي يقترفها بحقهم الاحتلال "الإسرائيلي".، مطالبا الجانب المصري بالضغط على الجانب الإسرائيلي لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني بكامله وعن الصياد الفلسطيني بشكل خاص.
يذكر أن عدد الصيادين في قطاع غزة، يبلغ قرابة (3700) صيادا، يملكون قرابة (700) مركبا، ويعتاش من هذه المهنة قرابة (70.000) مواطناً.
أرسل تعليقك