قرَّر البيت الأبيض اتخاذ خطوات عدة؛ ردًا على خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي الشهر المقبل رغمًا عن معارضة الرئيس الأميركي باراك أوباما.
تلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي دعوة لإلقاء كلمة في الكونغرس الأميركي من رئيس مجلس الشيوخ، الجمهوري جون باينر، وسيعبر خلال خطابه عن امتعاضه من أي اتفاق حول الموضوع النووي مع إيران، وذلك بشكل مخالف لموقف الإدارة الأميركية والرئيس باراك أوباما.
ويخشى الرئيس الأميركي باراك أوباما وحلفاؤه أنَّ تكون زيارة نتنياهو فرصة لإسرائيل والجمهوريين الذين يهيمنون على الكونغرس؛ لحشد مزيد من المعارضين للاتفاق مع إيران.
هذا وأشار استطلاع رأي جديد أجرته قناة CNN الأميركية إلى أنَّ غالبية الأميركيين يعارضون قيام قيادة الحزب الجمهوري بإرسال دعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإلقاء خطاب أمام الكونجرس دون علم الإدارة الأميركية، إذ أنَّ 63% من المشاركين أجابوا بأنها خطوة سيئة من قِبل الجمهوريين وذلك بسبب عدم تنسيق الدعوة مع البيت الأبيض، في حين أنَّ 33% من المشاركين دعموا هذه الخطوة.
وأفادت وكالة الأنباء الأميركية "أسوشييتد برس"، نقلاً عن مصادر في البيت الأبيض، أنَّ الرئاسة تدرس اتخاذ خطوات ردًا على خطاب نتنياهو المتوقع أمام الكونغرس قبيل أسبوعين من الانتخابات الإسرائيلية.
وقالت المصادر الأميركية للوكالة إنَّ من بين الخطوات التي تتم دراستها مقاطعة قمة اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة– إيباك التي تعقد في الكونغرس الأميركي.
كما تدرس الإدارة الأميركية إجراء حوار صحافي رئاسي مع أحد الصحافيين الكبار بشأن الخلاف بين الرئيس أوباما ونتنياهو، إضافة إلى إجراء العديد من المقابلات التلفزيونية لشخصيات من جهاز الأمن القومي حول الموقف الأميركي بشأن البرنامج النووي الإيراني.
كما أعلنت الخارجية الأميركية أنَّ وزير الخارجية جون كيري سيواجد خارج الولايات المتحدة خلال زيارة نتنياهو إلى واشنطن ولن يتمكن من حضور قمة إيباك التي تعقد بين الأول والثالث من آذار/ مارس المقبل.
علمًا بأنَّ نتنياهو سيشارك في القمة في الثاني من آذار المقبل، وفي اليوم التالي سيلقي خطابه أمام الكونغرس.
وفي اتصال مباشر بالموضوع اتهمت الولايات المتحدة إسرائيل بتشويه تفاصيل وبتسريب معلومات غير دقيقة حول المفاوضات التي تجريها الولايات المتحدة مع إيران حول برنامجها النووي.
واتهم المتحدث باسم البيت الأبيض، إيرنست جوش قائلاً: "لا شك أنَّ التصريحات الإسرائيلية المتعلقة بالمفاوضات حول النووي الإيراني ليست صحيحة، هناك اختيار غير دقيق للمعلومات التي يتم إخراجها عن سياقها وتشويهها من أجل إظهارها بأسوأ صورة"، مؤكدًا أنَّ الولايات المتحدة ستواصل التفاوض مع إيران ولكن المفاوضات لن تكون علنية.
وأضاف إيرنست قائلاً: "من مصلحة الولايات المتحدة الأمنية ألا يكون لدى إيران سلاحًا نوويًا، والطريق الأفضل هو من خلال تنازل إيران عن سعيها للحصول على سلاح نووي من خلال التأكد من وجود نظام مراقبة يمنعها من ذلك، وهذا هو الغرض من المحادثات، نتائج المحادثات مهمة للولايات المتحدة وأيضًا لدولة إسرائيل ولذلك سنواصل التشاور معها، لا أستطيع أنَّ أتطرق لفحوى المحادثات ولكن يمكنني القول إنَّ الولايات المتحدة واعية إلى حاجة عدم إدارة المحادثات بصورة علنية".
هاجمت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جين بساكي، الجمعة الماضية، رئيس الوزراء الإسرائيلي حول تصريحاته بقولها: "يبدو أنه يعرف أكثر ممن يدير المفاوضات، لابد أنَّ هناك حاجة إلى صفقة جيدة مع إيران، من شأنها أنَّ تحوّل الولايات المتحدة وإسرائيل إلى أكثر أمنًا".
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أنَّ خطاب نتنياهو لا يحمل أيّة أهمية، وقال إنه "في حالتين بالماضي، عندما قرر مناحيم بيغين تدمير المفاعل العراقي، لم تكن خطابات ولا نقاشًا عامًا، استفقنا صباحًا ما وكان المفاعل قد مُحي، الأمر ذاته قرأناه في وسائل الإعلام بشأن سورية دون خطابات ودون قصص".
كان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قال في وقت سابق الجمعة الماضية؛ ردًا على تقرير وكالة الطاقة الذرية، الذي أكد التزام إيران بوقف تطوير وتشغيل أجهزة الطرد المركزي المتطورة التي تمكّن من تصنيع سلاح نووي، إنّ "إيران لا تزال متشبثة بموقفها ومساعي من أجل إخفاء برنامجها النووي عن الأسرة الدولية في حين يسعى المجتمع الدولي من أجل إفساح المجال أمام إيران من أجل تخصيب اليورانيوم".
وانتقد نتنياهو الدول العظمى المفاوضة مع إيران لـ"مغازلتهم إياها"، داعيًا إلى "عدم السماح لإيران بتصنيع أسلحة نووية في الوقت الذي ترفض فيه أنَّ تكشف عن أيّة تفاصيل حول برنامجها النووي ومساعيها للحصول على سلاح نووي".
أرسل تعليقك