بغداد - نجلاء الطائي
صرّح رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري ، الأربعاء، بأنَّ العراق وإيران بلدان مهمان في المنطقة والاتفاق بينهما على الرؤى العامة للمستقبل يمنح المنطقة فرصة أكبر للاستقرار، مؤكدًا حاجة العراق لجيران يتعاون معهم ولا يتدخل في شؤونهم.
وأوضح الجبوري أنَّ العراق لا يرضى التدخل في شؤون الدول الداخلية، مشيرًا إلى أنّه يعمل على ردم الهوة بين دول المنطقة في العلاقات وترك الخنادق الجانبية والتكاتف على مواجهة خطر التطرف المتمثل بـ"داعش" ومن يحمل السلاح خارج نطاق القانون.
وأضاف في كلمة له في مجلس الشورى الإيراني ، إنَّ "الحدود بين العراق وإيران إحدى مظاهر السيادة للبلدين ونعمل على حفظها من أن تكون ممرًا غير شرعي من وإلى أي من البلدين لأن ذلك يضر ببلادنا"، وتابع "لقد تسبب التطرف في التأثير على أسعار النفط والعراق وإيران أكثر البلدان تضررًا من ذلك وعلينا إدراك خطورة استمرار هذا التناقص ووضع خطة لإيقافه وخطة بديلة أخرى لتداعياته ونتائجه إذا ما تواصل وتفاقم".
وعلى الصعيد الأمني، أكد الجبوري أنَّ " داعش قطرة زيت تتمدد وخطرها لن يتوقف على العراق وسورية بل قد يطال دول المنطقة بأجمعها وهذا ما لا نتمناه لكن يجب أن ننبه له للاحتراز، فتكاليف الوقاية أقل بكثير من خسائر المعالجات، وعلى الجميع أن يدرك أنه لا يوجد رابح من الصراع في المنطقة إلا أعداؤها وعلينا إدراك أننا أمام مصير مشترك يهددنا جميعًا".
وحذر من "أنَّ حالة التخندق بين دول المنطقة يضر بمستقبلها والتفاهم مع تحمل التنازلات المتبادلة أولى من لغة صراع الإرادات والنفوذ ومن المهم أن يعلم الجميع إننا لا نرضى أن يكون العراق ساحة صراع بين المختلفين يتم تصفية الحسابات على أرضه ونحن ندفع الفاتورة من دماء شعبنا".
وأشار الجبوري إلى "أنَّ التطرّف مرض يصيب جميع الأفكار والديانات والجميع يعاني منه وعلى كل طرف مواجهة مظاهر التطرّف في منظومته وللتذكير فقط فإنَّ السنة لا يقبلون بأن تمثلهم داعش أو تتحدث باسمهم فالفكر السني يرفض التطرّف والغُلو ونعتقد أنَّ دعم العشائر السنية وتشكيل أفواج قتالية نظامية منهم هو الحل الوحيد لتحرير المناطق المحتلة من قبل داعش".
وتابع "في الوقت الذي نقف موحدين ضد تنظيم داعش يجب أن لا يفوتنا أن ندعو إلى ضبط كل التجمعات القتالية الشعبية بنظام وسيطرة المؤسسة الأمنية الرسمية في العراق والمنطقة كي نحفظ مدنية وسلمية الأمة وحتى لا يتعسكر المجتمع".
ولفت إلى أنّ "قوة العراق بتنوعه وأي محاولات لتشويه ديموغرافية بعض مناطقه لصالح جهة على حساب أخرى سيهدم عافيته وقدرته على مواجهة المصاعب ونحتاج إلى جميع جيراننا تحت عنوان التعاون الذي نتفق عليه وبشكل متوازن يمنحنا فرصة الانفتاح على الجميع دون ميول إلى طرف دون آخر".
وبيّن الجبوري أنَّ عمليات "داعش" أسفرت عن شعب مهجر من النازحين في العراق يعانون من ظروف قاسية وأهالي المحافظات المنكوبة هم أكثر العراقيين تضررًا من آثار "داعش"، مؤكدًا أنَّ العراقيين موحدون في هذه اللحظة أكثر من أي وقت مضى ولا تنقصهم إلا المقدرات المادية لمواجهة الأزمة.
وخاطب الجبوري أعضاء مجلس الشورى الإيراني قائلًا "أود في هذا المقام أن أكون صريحًا معكم في أنَّ هناك في العراق جماعات توحي للناس بأنها تعمل لصالح إيران وهي بذلك تسيء إلى العراق باختراق سيادته وإلى إيران باستفزاز العراقيين بالتدخل في شؤونه".
أرسل تعليقك