رئيس المكتب السياسي لـ "الجهاد الإسلامي" رمضان عبدالله شلح ورئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل
رئيس المكتب السياسي لـ "الجهاد الإسلامي" رمضان عبدالله شلح ورئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل
غزة ـ محمد حبيب
أكدت مصادر في حركة "الجهاد الإسلامي" لـ "العرب اليوم" أن "الحركة أوقفت اتصالاتها بحركة "حماس"، إثر الاعتداء على أحد قياداتها من قبل عناصر محسوبة على حركة "حماس"، أثناء تشييع المقاوم في "سرايا القدس" (الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي") رائد جندية، الذي توفي برصاص شرطة
غزة أثناء محاولة اعتقاله مساء السبت.
وقالت المصادر: إن القيادي محمد الحرازين تعرض للدهس وأصيب برضوض طفيفة، من خلال جيب كان يقوده عناصر من حركة "حماس"، مما أدى لزيادة الاحتقان بين الجماهير التي كانت تشيع جثمان الشهيد جندية، وأكدت المصادر أن الحركة أوقفت اتصالاتها بالحركة بعد حادث الاعتداء، وخصوصًا أن اتصالات مكثفة جرت منذ الأحد، داخل منزل القيادي الحرازين، لتهدئة الاحتقان الذي جرى بين الحركتين في أعقاب إطلاق النار من قبل شرطة غزة على المقاوم جندية.
وعلم "العرب اليوم" أن "اتصالات مكثفة جرت الأحد، حتى ساعة متأخرة من الليل بين حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، بحضور قيادات سياسية وقيادة الأجهزة الأمنية لتطويق الأحداث، خصوصًا بعد التوتر الكبير الذي جرى في حي الشجاعية، إثر جريمة مقتل المقاوم جندية.
وكانت حركة "الجهاد" أعلنت الأحد، عن وفاة رائد جندية (أحد قادة سرايا القدس)، والذي أصيب - بحسب شرطة غزة -، خلال مشادة مع عناصرها أمس السبت.
ومن ناحيته، أكد الناطق باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري أن "علاقات حركته مع "الجهاد الإسلامي" قوية، ولا يمكن بترها أو النيل منها، لافتًا النظر إلى أن الاتصالات بين الحركتين مستمرة".
وأوضح أبو زهري في تصريح صحافي أن "الاتصالات قائمة بين الحركتين"، مبينًا أن "هناك لجنة شكلت من قبل عدة أطراف، لمعرفة ملابسات الحادثة". وأكد أن "الاتصالات قائمة بين الحركتين"، مشيرًا إلى أن "الحادث الذي وقع في حي الشجاعية (شرق غزة)، له طابع قانوني وسيحل وفقًا لذلك".
هذا وأعلنت الحكومة الفلسطينية في غزة عن "تشكيل لجنة عليا للتحقيق في حادث استشهاد الناشط في حركة "الجهاد الإسلامي" رائد قاسم جندية".
وأوضحت الحكومة في تصريح وصل إلى "العرب اليوم" أن "اللجنة ستكون بمشاركة ممثلين عن حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وعائلة جندية، ووزارة الداخلية، بحيث سترفع توصياتها لجهات الاختصاص بالسرعة الممكنة.
وبدوره، قال مدير عام الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام في وزارة الداخلية إبراهيم صلاح: إن لجنة التحقيق ستكون برئاسة النائب في المجلس التشريعي مروان أبو راس، داعيًا جميع الأطراف إلى "الهدوء وانتظار نتائج التحقيق، التي ستعلن للجميع سريعًا وعلى الملأ".
وثمّن صلاح عاليًا موقف العقلاء من رجال الداخلية والإخوة في حركة "الجهاد الإسلامي" وعائلة جندية على "ما أبدوه من مرونة لمعالجة الموقف واحترام القانون والنظام". مؤكدًا أن "وزارة الداخلية ستنفذ ما يصدر من توصيات تخرج بها لجنة التحقيق على الجميع، وبالسرعة التي تنتهي بها اللجنة". ودعا كافة وسائل الإعلام إلى "تحري الدقة وانتظار نتائج التحقيق، والعمل على تعزيز روابط الأخوة بين أبناء شعبنا وفصائله المقاومة".
والجدير ذكره أن العلاقة بين حركتي "حماس" و"الجهاد" شهدت على مدار تاريخهما مدًا وجزرًا، لكنه لم يصل إلى حد الغرق في مشاكل كبيرة بينهما، وتوحدتا في تبني برنامج المقاومة لتحرير فلسطين والفكر الإسلامي الاستراتيجي.
أرسل تعليقك