الجيش الإسرائيلي يتحسب لهجوم حزب الله على مستوطنات شمال فلسطين
آخر تحديث GMT06:25:16
 العرب اليوم -

يحذر عسكريون من الاستهانة بقدرات المقاومة الاستراتيجية

الجيش "الإسرائيلي" يتحسب لهجوم حزب الله على مستوطنات شمال فلسطين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الجيش "الإسرائيلي" يتحسب لهجوم حزب الله على مستوطنات شمال فلسطين

حزب الله اللبناني
القدس المحتلة– وليد أبوسرحان

يتحسب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لهجوم حزب الله اللبناني على مستوطنات شمال فلسطين، القريبة من الحدود مع لبنان واحتلالها خلال أي حرب مقبلة.

وتتوقع "إسرائيل" في أي حرب مقبلة أن يبادر مقاتلو "حزب الله" إلى اقتحام مستوطنات مجاورة للحدود، وعدم الاكتفاء فقط بالدفاع وإطلاق الصواريخ عن بُعد.

ونقل المراسل العسكري لموقع "واللا" العبري، أمير بوحبوط، في سلسلة تقاريره عن الحرب المقبلة مع "حزب الله"، عن مصدر أمني "إسرائيلي" قوله إن "حزب الله استبدل الطريقة، وهو يفكر هجوميًا".

ويعود بوحبوط إلى العبوتين اللتين انفجرتا في مزارع شبعا قبل نحو عام، واللتان زرعهما أفراد القوة الخاصة التابعة لـ"حزب الله"، وبمعجزة لم يقتلا أي جندي "إسرائيلي".

ونقل عن ضابط رفيع المستوى في قيادة الجبهة الشمالية "الإسرائيلية" قوله: من يزرع عبوات شديدة الانفجار، من النوع الذي انفجر في الدورية، لا يوجه تحذيرات إلى "إسرائيل"، وإنما أراد القتل.

وبعد 3 أسابيع من التفجير أقرّ الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بأن رجاله هم من زرعوا العبوتين.

وحتى ذلك الإقرار كان "حزب الله" يتبع سياسة ضبط نفس، وكانت "إسرائيل" قد حددت لنفسها خطوطًا حمراء بشأن انتقال أسلحة كاسرة للتوازن من سورية إلى "حزب الله".

ولم يكن سلاح الجو "الإسرائيلي" يتردد في ضرب قوافل تحمل مثل هذه الأسلحة، ولكن تكرار ضرب القوافل قاد "حزب الله" للرد.

حتى ذلك الحين كانت شعبة الاستخبارات "الإسرائيلية" تشيع أن "حزب الله" مرتدع من حرب لبنان الثانية، لكن جهات أخرى في الجيش كانت ترى أن "حزب الله" يحافظ على الهدوء لانشغاله بتعاظم قوته.

ويوضح مصدر أمني "إسرائيلي" كبير أن "نصر الله، اليوم أكثر من السابق، مستعد للمجازفة مع "إسرائيل" والذهاب حتى النهاية، فالمهم عنده ألا يبدو في نظر إسرائيل ضعيفًا".

ويستذكر بوحبوط الثأر الذي لا تزال "إسرائيل" مدينة به لـ"حزب الله" لاغتيالها الشهيد عماد مغنية قبل 7 سنوات، ويؤكد أن هناك اتفاق في المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية" بشأن أن "حزب الله" هو الخطر الفعلي الأشد على "إسرائيل" في الوقت الراهن.

ويمتلك حزب الله منذ العام 2015 مقاتلين أكثر خبرة وصواريخ تطال أماكن أبعد، بل إنهم قد يحاولون قصف مطار اللد، ومقر وزارة الحرب بدقة.

وفي الجيش "الإسرائيلي" يفهمون أنه مقارنة بالعام 2006، فالحرب المقبلة مع لبنان ستكون أقسى بكثير.

ويوضح بوحبوط أن "حزب الله" لا يخشى اتخاذ تدابير فعّالة على الحدود اللبنانية ضد إسرائيل، ولذلك فإنه رد مباشرة على اغتيال جهاد مغنية بإطلاق صواريخ مضادة للدروع ضد دورية في مزارع شبعا، وقتل قائد سرية وجندي.

ومثل هذه الأفعال، الفعل ورد الفعل، يمكن أن تضر بمنظومات الردع، وقد تقود في أسوأ الأحوال إلى الحرب.

ولذلك فإن مصدرًا رفيع المستوى في القيادة الشمالية حذر من الاستهانة بقدرات "حزب الله" الاستراتيجية ورؤيته بعيدة المدى، وأيضًا عدم المبالغة في قيمته التكتيكية.

وبعد أن عدَّد بوحبوط نشاطات مقاتلي "حزب الله" الرصدية على الحدود، أشار إلى وجود خشية لدى الجيش "الإسرائيلي" من أن يقتنع الحزب أن "إسرائيل" صارت تمتص الضربات ولا ترد.

وأشار هؤلاء إلى تفجير بورغاس كمثال، رغم توافر معلومات لدى "إسرائيل" بأن "حزب الله" يقف خلف مقتل 6 "إسرائيليين" وجرح العشرات هناك.

ونوه إلى تحليل السيد نصرالله في خطاب له لحرب "الجرف الصامد" على غزة، وقوله إن "العدو لا يصمد في حروب الاستنزاف، لذلك ينبغي تطويرها".

وتخشى إسرائيل من أن إنجازات مقاتلي الحزب في سورية تزيد الشهية لديهم وتعظم ثقتهم بأنفسهم.

ويوضح بوحبوط أن الجيش "الإسرائيلي" يتدرب منذ حرب لبنان الثانية على الحرب مع "حزب الله"، ومن ذلك يحصل على العِبر في محاربته حماس وباقي المنظمات العاملة في المنطقة.

ولذلك يستعد الجيش "الإسرائيلي" لاحتمال قيام قوات خاصة من "حزب الله"، بحجم 100 إلى 200 مقاتلٍ، باقتحام مستوطنات قريبة من الحدود واحتلالها لفترات قصيرة.

 

ولم يعثر الجيش "الإسرائيلي" حتى اليوم على أيّة أنفاق تخترق الحدود، كما لم يحدد أنفاقًا كهذه.

ورغم ذلك هناك فرضية في الجيش تقول بأن الحزب قد يفاجئ، وبحسب ضباط في "الفرقة 91" فإنه إذا قرر مقاتل من "حزب الله" اجتياز الحدود ركضًا يستطيع أن يدخل إلى "كيبوتس مسكاف عام" خلال دقائق، وهو ليس بحاجة إلى نفق، وهناك الكثير من المستوطنات "الإسرائيلية" الأخرى القريبة من الحدود.

وتختلف الآراء في الجيش "الإسرائيلي" حول الحرب المقبلة مع "حزب الله"، إذ ينتظر أن يحسم رئيس الأركان الجديد الجنرال غادي آيزنكوت في الكثير من الجوانب بهذا الشأن.

وبيّن هذه الأمور هل أن الجولة المقبلة حرب أم معركة؟ وهل يجب السماح للحزب بأن يكون المبادر، وبعدها إطلاق وحدات الجيش لاقتحام مواقعه؟ وهل ستلحظ المخابرات العسكرية تغيير "حزب الله" لمقاربته من الدفاع إلى الهجوم، وهل أن على الجيش "الإسرائيلي" توجيه ضربة استباقية؟

وهنا يشير بوحبوط إلى أن الحقيقة الواضحة للجميع هي أنه إذا كانت جولة القتال الأخيرة ضد حماس طالت 50 يومًا، فإن القتال ضد "حزب الله" قد يمتد لأشهر ولذلك هناك حاجة لتحليل عدة مقاربات، والسؤال الأساسي هو ما الذي يوقف الحزب: القوة النارية أم المناورة البرية؟

ويتحدث بوحبوط هنا عن أن قدرات القوات البرية الإسرائيلية في العام 2015 هي الأعلى في تاريخ الجيش "الإسرائيلي"، فلديه دبابات "ميركافا 4" ومنظومات الدفاع ضد الصواريخ المضادة للدروع، ومدرعة "نمر"، وأيضًا نظريات وأساليب قتال جديدة وخاصة، كما أن لدى "إسرائيل" 9 بطاريات "قبة حديدية" مضادة للصواريخ والعاشرة ستدخل الخدمة الفعلية العام المقبل.

وبشأن سلاح الجو "الإسرائيلي" فإن قدراته عالية، وقد قصف في الحرب الأخيرة على غزة حوالي 7250 هدفًا، في حين أنه قصف 3200 هدفٍ خلال حرب لبنان الثانية التي استمرت 33 يومًا.

 

ويشير إلى أن السؤال سيكون عن عدد الأهداف في حرب لبنان الثالثة، ولكن من تدريبات سلاح الجو "الإسرائيلي" يتبين أن وتيرة الغارات ستكون أكثر مما كان في "الجرف الصامد".

ويذكر بوحبوط أن "قدرة العمل لديه تسمح له بتنفيذ هجوم لم يسبق له مثيل ضد أهداف حزب الله، أكثر كثافة مما رأينا حتى اليوم، فالآلة تزداد تطورًا، ولكن لمثل هذه العملية ثمن: طائرات ستسقط، وفي التدريبات يستعدون لاحتمال أن يأسر حزب الله طيارين، ويذكر قائد في سلاح الجو أنه ينبغي البدء بأعلى درجة ممكنة، يمكن استخدام ذخائر صغيرة ذات شدة هائلة وضرر بيئي أقل".

وعن الهجوم البري، فإن العقيد غابي سيبوني، الذي يرأس مشاريع بحث في مركز دراسات الأمن القومي، يحث على البدء بالمناورة البرية من اللحظة الأولى، وفي نظره لا جدوى لسلم التصعيد؛ لأن هذا السلم يعني إدارة حوار مع "حزب الله"، وهذا مضيعة للوقت وهو يزيد حجم الإصابات، لذلك يطالب الجيش باستخدام كل قدراته من اللحظة الأولى.

ويشير بوحبوط إلى أن آيزنكوت، حين كان قائدًا للجبهة الشمالية أمر العام 2012 بنشر صور جوية ومعلومات استخبارية حول بني تحتية لـ"حزب الله" جنوب لبنان.

وكمثال نشر صورة جوية لمدينة الخيام، ومواقع الحزب التخزينية والإطلاقية فيها، كانت الرسالة: الاستخبارات "الإسرائيلية" تعرف جيدًا ما يفعله "حزب الله"، وهذا هو الثمن الذي سيدفعه لبنان إذا هجم الجيش "الإسرائيلي" على 200 قرية حوّلها الحزب إلى مواقع عسكرية له.

في كل حال، فإن بوحبوط يعتبر أن هذه القرى، التي غدت المخزن الأساسي للحزب، صارت أيضًا نقطة ضعفه.

وبحسب أحد السيناريوهات فإنه إذا أطلقت الصواريخ من هذه القرى فسيتقدم الجيش الإسرائيلي في العمق ليسكت المقاومة، ويلحق بالقرى دمار كبير.

وبحسب هذا السيناريو حينها لن يكون لدى نصر الله تفسير لما جرى، ولا قدرة عنده أو عند الإيرانيين على تمويل إعادة الإعمار،  لكن الحرب ليست دومًا كما يخطط لها.

وحسب بوحبوط فإن الحرب مع "حزب الله" ستكون بين الأصعب والأشد تعقيدًا.

ويشير عسكريون إلى أنه حين يحاول الجيش "الإسرائيلي" التوغل في عمق الأراضي اللبنانية، فإن "حزب الله" سيحاول تنفيذ اقتحامات المستوطنات.

ويختتم سيبوني أن "وجود حزب الله، ولو لخمس دقائق في حانيتا، سيشكل إنجازًا هائلاً في نظره، مع أننا إذا احتللنا بنت جبيل 8 مرات لن يكون شيئًا، وإذا احتل هو حانيتا فسنبقى نتحدث عن ذلك لمئة عام أخرى

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجيش الإسرائيلي يتحسب لهجوم حزب الله على مستوطنات شمال فلسطين الجيش الإسرائيلي يتحسب لهجوم حزب الله على مستوطنات شمال فلسطين



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab