الجيش اللبناني يُعزز طوقه على عرسال
بيروت ـ جورج شاهين
عززت الآليات العسكرية اللبنانية والدبابات التابعة للواء السادس وفوج "المجوقل" وجودها ودورياتها في بلدة عرسال، حيث جرى اقامة حاجز عند مدخل البلدة البقاعية الرئيسي ، حيث قام الجيش اللبناني بتفيش السيارات المارة، والتدقيق في هويات الأشخاص، بينما أكد زعيم الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب اللبناني وليد جنبلاط
"أنه مع تسارع الأحداث الداخلية على أكثر من صعيد، نجدد وقوفنا إلى جانب الجيش اللبناني، الذي قدم ويقدم الشهيد تلو الشهيد دفاعًا عن الاستقرار والسلم الأهلي، وهو كان ولا يزال المؤسسة الحامية للبنانيين بمختلف انتماءاتهم واتجاهاتهم".
واعتبر جنبلاط أن ماحدث في عرسال يستحق تحقيقًا لمحاسبة المسؤولين عنه، في حين تفقد قائد الفوج المجوقل العميد جورج نادر وحداته في المنطقة، رافضًا الدخول في حوارات، وقال "إن هناك من اعتدى على الجيش، وقتل ضابطًا وعسكريًا، ونكلوا بالجثث، والمطلوب بكل بساطة أن يمثل هؤلاء أمام القضاء".
ونفى "حزب الله" تهمة تورطه في هذه الأحداث، أو ضلوع عناصره في فيها فيما ساد الهدوء الحذر بلدة عرسال، وعززت الآليات العسكرية والدبابات التابعة للواء السادس وفوج المجوقل وجودها ودورياتها في البلدة، حيث أقام فوج المجوقل حاجزًا عند مدخل عرسال الرئيسي لجهة اللبوة، وقام بتفيش السيارات المارة، والتدقيق في هويات الأشخاص.
وفي بيان لها، اكدت كتلة "المستقبل" ،النيابية انه ليس مسموحا التعدي على الجيش ولا على أي مؤسسة امنية لبنانية من اي جهة كانت، وناشدت رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وتطالب الحكومة والسلطات القضائية بإجراء تحقيق شفاف وعادل باشراف القضاء العسكري، للكشف عن ملابسات ما جرى.
ولفتت مصادر أمنية إلى استدعاء كل من الشيخ يحيى الحجيري للاشتباه في انتمائه إلى تيار سلفي، واثنين من أشقائه، وحسن الحجيري الملقب بـ"العرنوس" وأحمد الحجيري، كما تم توقيف ثلاثة سوريين، وتسليمهم إلى الجهات المختصة.
وبحسب المصادر، فإنّ الجيش أحكم الطوق الأمني على البلدة، واستكمل اللواء السادس وفوج المجوقل انتشاره، وتم تركيز القوى على مدخل البلدة وفي ست نقاط أساسية، هي: وادي الرعيان، وحميد، والحصن، وعين عطا، والمصيدة. كما نشر فوج المدفعية آلياته، وركز المدافع على أهداف محددة، منعًا لهروب المطلوبين إلى الجرود المحاذية للحدود السورية.
وأشارت المصادر الى أن الحسم العسكري وعمليات الدهم بحثًا عن مطلقي النار لم تبدأ بعد في انتظار "ساعة الصفر"، وهذا الأمر يبقى مرهونًا بقيادة الجيش، لكنها رجّحت أن تبدأ عمليات الدهم في الساعات المقبلة بعد دخول تعزيزات لفوج المجوقل إلى البلدة عصر الإثنين.
وقبل ظهر الثلاثاء، تظاهر طلاب مدارس عرسال، وحملوا الورود إلى وحدات الجيش في البلدة، مؤكدين وقوفهم إلى جانب الجيش.
كما تفقد قائد الفوج المجوقل العميد جورج نادر وحداته في المنطقة اليوم والتقى رئيس البلدية السابق باسل الحجيري، الذي قال إن البلدة مستعدة لأي إجراء يؤكد وقوفها إلى جانب الجيش.
لكن العميد نادر رفض الدخول في حوارات، وقال إن هناك من اعتدى على الجيش، وقتل ضابطًا وعسكريًا، ونكلوا بالجثث، والمطلوب بكل بساطة أن يمثل هؤلاء أمام القضاء، بعد أن يسلموا أنفسهم إلى القوى الأمنية بشكل لا يقبل الجدل.
وقال "إن عرسال خزان للجيش، وفيها أوفياء، وسقط معي شهداء من أهالي عرسال، وما زلت أدمع عند ذكرهم، لكن ما حصل مرفوض، والمطلوب توقيف المجرمين أيًا كان الثمن، وبعدها لكل حادث حديث".
من جهته، قال النائب وليد جنبلاط "ما حصل في عرسال، تلك البلدة الأبية العربية التي ناضلت في الماضي، وتناضل دائمًا إلى جانب الحق، يستحق تحقيقًا واضحًا وشفافًا يحدد المسؤوليات بشكل لا يقبل الشك، ويحاسب المسؤولين عن الارتكابات التي وقعت بما يتناسب مع منطق القانون، وبعيدًا عن منطق التشفي أو الانتقام. إن أي محاولة لزج عرسال في مواجهة مع الجيش اللبناني لا يتناقض مع مسيرتها النضالية والوطنية فحسب، بل يرمي إلى زرع الفتنة وضرب الاستقرار."
ودعا جنبلاط إلى "الالتفاف حول الجيش، والابتعاد عن الدخول في حفلة مزايدات من هنا وهناك، لأنه ليس بهذه الطريقة يمكن حماية الجيش وتكريس دوره الوطني الجامع. فتقوية الجيش لا تكون بقطع الطرق أو بالاستغلال السياسي غب الطلب، بل بالتأكيد على أنه المرجعية الوطنية التي يلتقي حولها كل اللبنانيين بمختلف مشاربهم، بدل السعي لوضعه في خانة هذا الطرف أو ذاك. "
ووجه جنبلاط تحية "إلى القضاء الذي أصدر، الإثنين، مذكرة توقيف غيابية بحق اللواء علي مملوك، وهو الذي ثبت ضلوعه وضلوع الحكومة السورية في أعمال تخريبية داخل لبنان، كما جرت العادة تاريخيًا مع الاغتيالات السياسية التي امتهنها الحكم السوري على مدى عقود،" داعيًا إلى استكمال هذه القضية حتى خواتيمها، وعدم لفلفتها بأي شكل من الأشكال.
وأضاف: "أما فيما يخص مسألة طلب رفع الحصانة عن النائب بطرس حرب، فإننا نؤكد على استقلالية القضاء وضرورة إبقائه بمنأى عن التجاذبات السياسية، وندعو إلى معالجة هذه القضية وفقًا للأصول، وبعيدًا عن الضوضاء الإعلامية، بما يحافظ على هيبة القضاء من جهة، وحقوق حرب، من جهة أخرى".
من جهة أخرى، زار أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر موفدًا من رئيس الحزب وليد جنبلاط قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، وسلمه برقية تعزية جاء فيها: "أستنكر بشدة الاعتداء الآثم الذي تعرّض إليه الجيش اللبناني في بلدة عرسال، وأتقدم إليكم وإلى ذوي الشهيدين بأحر التعازي، وما حصل هو محطة جديدة تضاف إلى سجلات المؤسسة العسكرية في الحفاظ على الاستقرار والسلم الأهلي".
ودعا في هذه المناسبة إلى "ملاحقة جميع المتورطين في هذه الجريمة، وإلقاء القبض عليهم، وسوقهم إلى العدالة، لقطع الطريق أمام أي محاولات مستقبلية للتعرض إلى الجيش، أو دوره في حماية اللبنانيين في كل أرجاء الوطن".
وأكد أن "الالتفاف حول الجيش هو مسؤولية وطنية وسياسية جماعية وهي تتخطى الخلافات الضيقة والتجاذبات المرحلية، لذلك، نجدد دعوتنا لكل الفرقاء اللبنانيين للترفع عن أي سلوكيات من شأنها المس بهيبة المؤسسة، أو إضعاف موقعها الوطني ومهامها الكبرى، التي تضطلع بها على أكثر من صعيد".
وعلى الجانب الآخر، رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نوار الساحلي أن "اتهامات "المستقبل" بوجود عناصر من "حزب الله" في حادثة عرسال "كذب وظلم، والهدف تحويلها إلى فتنة مذهبية وطائفية".
واعتبر الساحلي في مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب أن "اتهام الجيش بالانحياز والتشهير بالمؤسسة العسكرية هدفه التنصل من المسؤولية، عبر التحريض الممنهج ودفع لبنان إلى الفوضى، وهذا ما درج عليه هؤلاء منذ مدة طويلة"، محذرًا من أن "هذه الفتنة إذا أحرقت فإنها تحرق كل لبنان، بمسيحييه ومسلميه، وبشيعته وسنته".وقال: "كفى تخوينًا وكذبًا وافتراءً، فما حصل في عرسال هو برسم الرأي العام برمته".
تزامنًا، تواصلت عمليات قطع الطرق كوسيلة اعتراضية جديدة دخلت إلى حياة اللبنانيين، وأصبحت كخبزهم اليومي، نغفو ونصحو عليها كل يوم، ولا شيء من إجراءات فعالة لتلافيها أو منعها. الوسيلة واحدة لكن الأسباب متعددة.
وفي البترون، قام عدد من الشبان بقطع الأوتوستراد الساحلي في الاتجاهين، صباح الثلاثاء، لبعض الوقت، تضامنًا مع الجيش، ثم أعادوا فتحه.
كما قامت مجموعة من الشبان بقطع طريق العبدة عند المدخل الجنوبي لمنطقة عكار بالإطارات المشتعلة، تضامنًا مع الجيش. اما في المتن الشمالي، أقفل أهالي ضهور الشوير الطريق دعمًا للجيش.
وفي صيدا، عمدت عناصر الدفاع المدني إلى قطع الطرقات في ساحة النجمة في المدينة بسيارات الدفاع المدني، مطالبة بتحقيق مطالبها الإدارية وهي دفع 60 في المائة من مستحقاتهم، وبدلي الملابس والإجازات الإدارية.
وفي طرابلس، قطع أهالي منطقة التبانة الطريق الدولية بين طرابلس وعكار في محلة دوار أبو علي، عبر استخدام السيارات والشاحنات على المسلكين، احتجاجًا على التأخير في عمل الهيئة العليا للإغاثة لجهة دفع التعويضات، نتيجة للأضرار التي لحقت بالمواطنين وأرزاقهم في المواجهات الأخيرة
أرسل تعليقك