صورة من الأرشيف لأحد عناصر الجيش السوري الحر
دمشق ـ جورج الشامي
استهدف "الجيش السوري الحر"، السبت، بقذائف الهاون "الفوج 41" في ضاحية الأسد ومستشفى الشرطة ومبنى وزارة الري بحرستا، فيما استمرت معارك القصير في حمص، حيث أعلن "الجيش الحر" استعادته السيطرة على قرية آبل، في المقابل قال مصادر إعلامية مقربة من النظام السوري أن الجيش
رفع علم النظام على مبنى فرع الأمن العسكري في منطقة القصير، في غضون ذلك أعلن رئيس هيئة الأركان العامة الإيرانية سيد حسن آبادي إن مقاومة شعبية على غرار "حزب الله" اللبناني تتشكل في سورية، فيما ذكرت وكالات أنباء روسية أن مسؤولا روسيا صرح بأن ثمة خلافات بشأن من سيشارك في عملية السلام الخاصة بسوريا، فيما يشير إلى أن هذا الأمر قد يعرقل جهود تنظيم المؤتمر الدولي الذي اتفقت كل من أميركا وروسيا على السعي لإقامته قبل نهاية الشهر الجاري.
قالت "شبكة شام" أن قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات شهدته أحياء العاصمة في جوبر والقابون واشتباكات عنيفة في محيط حي جوبر من جهة منطقة العباسيين كما شنت قوات النظام حملة دهم واعتقال في حي ركن الدين.
وفي الريف الدمشقي قصف بالمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات الدرخبية ودروشا ومعضمية الشام وداريا ومخيم خان الشيح والذيابية ومخيم الحسينية والسبينة وعلى عدة مناطق بالغوطة الشرقية وعلى المناطق المحيطة بإدارة المركبات واشتباكات في محيط مدن داريا ومعضمية الشام ومحيط إدارة المركبات الواقعة بين حرستا وعربين واشتباكات في محيط مساكن نجها وطريق المؤتمرات على طريق مطار دمشق، كما استهدف الجيش الحر بقذائف الهاون الفوج 41 في ضاحية الأسد ومشفى الشرطة ومبنى وزارة الري بحرستا.
وفي حماة شنت قوات النظام حملة دهم واعتقالات في حي الحميدية طالت عشرات المدنيين بينهم أطفال.
كما قالت "شبكة شام" أن اشتباكات دارت بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط فرع المخابرات الجوية بجمعية الزهراء في حلب.
وذكرت الشبكة أن قصف بالمدفعية الثقيلة شهدته بلدات مدينة درعا "ناحتة وخربة غزالة وتسيل وقرى وادي اليرموك"، واشتباكات عنيفة في بلدة خربة غزالة بين الجيش الحر وقوات النظام.
وفي الشمال شهدت دير الزور قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على معظم أحياء دير الزور واشتباكات عنيفة في أحياء الرصافة والصناعة بين الجيش الحر وقوات النظام.
وفي إدلب قصف بالمدفعية على مدن وبلدات كورين وأريحا والتمانعة كما تجددت الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط عدد من معسكرات وحواجز قوات النظام بريف ادلب ضمن عملية القصاص لأهل بانياس.
وفي ريف اللاذقية قصف عنيف براجمات الصواريخ وقذائف الهاون على قرى بيت عوان والتفاحية وغمام وربيعة الخضراء والسرايا ومعظم قرى جبل التركمان وعلى مصيف سلمى.
أما في حمص سقطت ستة صواريخ "أرض أرض" على أحياء حمص المحاصرة بالتزامن مع قصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على المنطقة وسط اشتباكات عنيفة في محيط حي الخالدية وأحياء حمص القديمة -حسب شبكة شام-، وقصف من الطيران الحربي على قرى آبل والبويضة الشرقية بريف حمص الجنوبي وقصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريح على مدن الرستن والقصير وتلبيسة كما تمكن الجيش الحر من تحرير قرية آبل بالريف الجنوبي.
في المقابل قال مصادر إعلامية مقربة من النظام السوري أن الجيش رفع علم النظام على مبنى فرع الأمن العسكري في منطقة القصير، وأضاف المصدر أن ذلك يأتي بعد أن تمكنت القوات المسلحة السورية بالتعاون مع قوات الدفاع الوطني، من تأمين منطقة غربي العاصي، والمنطقة الجنوبية من الريف، فيما أطبق الجيش السوري سيطرته على كل من "كمام – السلومية" في شمال القصير، تمهيداً لدخول المناطق الشرقية بعد كسر ما سميت "حصون آبل".
وأضاف المصدر: أما مطار "الضبعة" الذي أعلن المسلحون احتلاله منذ أسبوعين، فقد وصلت القوات المسلحة السورية إلى مشارفه وقامت بضرب طوق عسكري حوله، منتظرة الأوامر لدخوله واستعادته، بحسب ما أفاد مصدر عسكري ميداني. فيما قامت العديد من الجماعات المسلحة بتسليم نفسها للجيش السوري دون أي مقاومة تذكر، وقد سجلت أعداد كبيرة ممن قاموا بتسليم أنفسهم وأسلحتهم، وذلك أمام وسائل الإعلام المرافقة للجيش خلال عملياته.
وقال أحد قادة المجموعات التي سلمت نفسها لقوات الجيش، أنهم سلموا أنفسهم لأن العودة إلى معسكرات لبنان أو تركيا مستحيلة، لأن قياداتهم هناك سوف تقتلهم على الفور. أما عن آلية تقدم الجيش، فقد أمنت القوات المسلحة قرية "الشومرية" خلال ثلاثة أرباع الساعة، وذلك لفتح الطريق لتأمين قرية "الغسانية" المحاصرة من قبل المسلحين، والتي تقع في شرق ريف القصير، ومنها سينطلق الجيش لتأمين "الحيدرية – تل الشور – البويضة"، وبذلك يكون قد تم تأمين المنطقة الشرقية بالكامل. وبعد تأمين شرق القصير، سيكون قد أطبق الجيش طوقاً خانقاً على مسلحي المدينة، الأمر الذي سيسهل عليه دخولها وتأمينها، دون هروب أي مسلح، لتصبح القصير وريفها، منطقة آمنة بالكامل.
من جهة أخرى، قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء سيد حسن فيروز آبادي إن مقاومة شعبية على غرار "حزب الله" تتشكل في سورية، وإن "قوى الاستكبار" منيت بهزيمة نكراء من المقاومة والحرب انتهت هناك. ونسبت وكالة "مهر" للأنباء إلى اللواء آبادي قوله "لحسن الحظ ولرؤية الرئيس السوري بشار الأسد، الاستراتيجية نشهد اليوم في سورية تأسيس حركات مقاومة شعبية على غرار "حزب الله"، كما أن لجاناً شعبية تم تشكيلها في الأراضي التي حررها الجيش السوري من سيطرة مرتزقة القوى التكفيرية". واعتبر اللواء آبادي أن "الحرب في سورية قد انتهت، ولم يعد للغرب الفرصة لإعادة تقييم مواقفه حيال سورية".
فيما ذكرت وكالات أنباء روسية أن مسؤولا روسيا صرح السبت، بأن ثمة خلافات بشأن من سيشارك في عملية السلام الخاصة بسوريا، فيما يشير إلى أن هذا الأمر قد يعرقل جهود تنظيم المؤتمر الدولي الذي اتفقت كل من أميركا وروسيا على السعي لإقامته قبل نهاية الشهر الجاري.
وقال المسؤول إنه يوجد اتفاق عريض على أن الوضع في سورية مروع "لكن بالإضافة إلى ذلك يوجد العديد من الخلافات حول هوية من سيشارك فيه ومن هو الشرعي وغير الشرعي".
يأتي هذا بعد أن أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ونظيره الروسي سيرغي لافروف أن واشنطن وموسكو ستسعيان إلى عقد مؤتمر بشأن سورية وعبرا عن أملهما في أن يعقد هذا الشهر.
وقد دعت الحكومة الأميركية روسيا للسعي إلى إيجاد حل للنزاع الذي دخل سنته الثالثة، وخلف ما بين سبعين ألف ومئة ألف قتيل، بحسب وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ويهدد بالامتداد الى المنطقة برمتها.
وكان وزير الخارجية الأميركي التقى الثلاثاء في موسكو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره سيرغي لافروف. واتفقت روسيا والولايات المتحدة على حث دمشق والمقاتلين المعارضين على الجلوس إلى طاولة واحدة، كما دعتا الى تنظيم مؤتمر دولي بشأن سورية "في أسرع وقت".
ومن المتوقع أن يطلق هذا الاجتماع إذا ما حصل في أواخر مايو كما هو متوقع، ما يسمى بخطة "جنيف" التي اتفق عليها في 30 حزيران/يونيو 2012 بين القوى العظمى وتنص على تنظيم انتقال سياسي في سورية، بدون البت بشكل واضح بشأن دور الأسد.
أما الولايات المتحدة فأبدت من جهتها تغييراً طفيفاً في موقفها عندما ألمح كيري في موسكو الى أن بلاده لم تعد تصر على رحيل الرئيس السوري، كشرط مسبق لتشكيل أي سلطة انتقالية في سورية. ثم عاد وأكد مجدداً بعد ذلك في روما، على أن الأسد يجب أن يرحل لكن من دون تحديد التاريخ.
أرسل تعليقك