عملية "ثأر الشهداء" العسكرية مستمرة حتى القضاء على جميع حاضنات التطرف
عملية "ثأر الشهداء" العسكرية مستمرة حتى القضاء على جميع حاضنات التطرف
بغداد - جعفر النصراوي
أكدت الحكومة العراقية، السبت، أنها ماضية قدمًا في عملية "ثأر الشهداء" العسكرية حتى القضاء على تواجد المسلحين، وتدمير معسكراتهم وبناهم التحتية، بينما عدّ السُنة العراقيون أن الهدف من العمليات العسكرية التي تشهدها مناطق حزام بغداد تطهيرًا مذهبيًا من المكون السُني بذريعة محاربة التطرف
وإجبار السُنة على مغادرتها، فيما بين المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي علي الموسوي أن الحكومة لا تنظر إلى المسلحين على خلفية انتماءاتهم بقدر ما تنظر إلى مدى الضرر الذي يسببونه بعملياتهم الإجرامية للمجتمع والمدنيين، في المقابل أكد عضو اللجان التنسيقية لاعتصامات المحافظات الغربية الـ6 الشيخ أحمد الدليمي، لـ"العرب اليوم"، أن "معتصمي الأنبار والمحافظات الثائرة الأخرى ستكشف من خلال الأدلة الواضحة الجرائم وعمليات التهجير والاعتقالات العشوائية التي ارتكبت ضد أهل السُنة والجماعة في محيط العاصمة بغداد.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي علي الموسوي لـ" العرب اليوم" "إن العراق اليوم بحاجة إلى أمن والأمن لا يتحقق اذا لم تضرب القوات الأمنية بقوة كل من يحاول أن يعبث بأمن البلد".
وأضاف الموسوي "إن عملية ثار الشهداء الجارية حاليًا في مناطق حزام بغداد والجزيرة وديالى اعتمدت على معلومات استخبارية من عدة مصادر أفادت بتواجد معسكرات لتدريب المسلحين وكذلك أماكن معامل تصنيع المتفجرات وأعداد السيارات المفخخة وفي مناطق حزام بغداد مثل هور رجب وأبو غريب وغيرها وبالفعل أثبتت العمليات صحة المعلومات حين قامت القوات الأمنية بمهاجمة هذه الأوكار واعتقال الكثير من العناصر المتورطة في التفجيرات التي طالت أرواح المدنيين والعسكريين على حد سواء وتم اعتقال العشرات من المتهمين الذين اعترف غالبيتهم بقيامه بعمليات مسلحة".
وأشار الموسوي أن العملية مستمرة حتى القضاء على جميع حاضنات التطرف كي تتمكن الحكومة من الالتفات إلى ملفات أخرى كالخدمات والاستثمار وغيرها مما يساعد بنهوض البلاد".
وذكر الموسوي أن ما يثير الاستغراب حقًا أن البعض من السياسيين والذين طالبوا عبر تصريحاتهم الإعلامية باستقالة الحكومة ومحاسبة القيادات في الأجهزة الأمنية بسبب سوء الوضع الأمني حين تتم التفجيرات وحين تحركت الحكومة اليوم هم أنفسهم يطالبون بوقف العمليات بشتى الأعذار وهنا يجب أن نقول إن من يدافع عن المجرمين الذين أثبتت الدلائل جرمهم ما هم إلا شركاء في الجريمة.
وعن الاتهامات بشأن التطهير والتهجير الطائفي بين الموسوي أن الحكومة لا تنظر إلى المسلحين على خلفية انتماءاتهم بقدر ما تنظر إلى مدى الضرر الذي يسببونه بعملياتهم الارهابية للمجتمع والمدنيين وهناك شواهد كثيرة دلت على ان القوات الامنية تقوم بواجبها بمحاربة اي مسلح يرفع السلاح او يعمل على قتل الآخرين.
من جانبه أكد عضو اللجان التنسيقية لاعتصامات المحافظات الغربية الـ6 الشيخ أحمد الدليمي، لـ"العرب اليوم"، أن "معتصمي الأنبار والمحافظات الثائرة الأخرى ستكشف من خلال الادلة الواضحة الجرائم وعمليات التهجير والاعتقالات العشوائية التي ارتكبت ضد أهل السنة والجماعة في محيط العاصمة بغداد، من قِبل رئيس الحكومة نوري المالكي وميليشياته الطائفية"، بحسب تعبيره.
وطالب الدليمي المجتمع الدولي والشرفاء في العالم إلى "إيقاف دعم الحكومة والميليشيات والعصابات التي تقتل أهل السنة والجماعة وتهجّرهم"، موضحًا أن "تلك الميليشيات تسعى إلى طرد أهل السنة من حزام بغداد وترتكب بحقهم مجازر بشعه وذلك تهيئة الى السيطرة المطلقة على العاصمة العراقية بغداد من قبل طائفه معينه كي تسيطر من خلالها على مقاليد الامور في البلاد كافة.
وأضاف الدليمي "إن حكومة المالكي تلقت الضوء الأخضر من الولايات المتحدة بمعاقبة السنة كونهم قاوموا جيش الاحتلال طيلة سنوات في معارك ماتزال خالدة في الأذهان كحربي الفلوجة الأولى والثانية وغيرها ورغم الدعم الأميركي فإن أبناء العشائر الوطنيين من أبناء السنة سوف يتصدون لأي محاولة لتهميشهم أو طمس حقوقهم كشركاء في هذا البلد لانهم بكل بساطة لا يملكون غيره ليعيشوا فيه ولن يتخلوا عن بلدهم أو يعيشوا الذل فيه".
وأشار الدليمي ان الحل امام ابناء السنه الوحيد هو الإقليم الذي سيحفظ دماء أبناء هذه الطائفة وعرضها كذلك سيكون له تمثيل في البرلمان شأنه شأن إقليم كردستان يتمكن من خلاله الحفاظ على أرواح ابناء الطائفة حين يتعرضون إلى إبادة أو قتل على الانتماء، مضيفًا إن "الاستمرار بالحال كما هو الآن سيؤدي الى المزيد من الاحتقان بين الطائفتين السنية والشيعية في العراق مما يهدد التعايش السلمي في العراق".
وبين الدليمي أن مناطق حزام بغداد هي مناطق معروفة بخليطها منذ عشرات السنين لماذا اليوم نرى القوات الأمنية وميليشياتها تستهدف فقط أبناء السنة منهم؟ علما أن هؤلاء اغلبهم مزارعين لا شأن لهم بالسياسة او غيرها وانما هم يعيلون عوائلهم من خلال زراعة مساحات شاسعة طالما عرفت بانها من أهم الموردين للمنتجات الزراعية للعاصمة.
وذكر الدليمي أن السنة العراقيين يعلمون علم اليقين أن إخوتهم الشيعة لا شان لهم بما تقوم به الحكومة العراقية وميليشياتها مؤكدا ان في حالة انشاء لجان مسلحة في أي من مناطق العراق السنية فإنها لن تستهدف المدنيين من أي طائفة كانت ومنها الشيعية وانما ستتشكل اللجان لمقاومة الميلشيات وما يسمى بقوات الأمن الموالية لحكومة المالكي.
أرسل تعليقك