صنعاء- عبدالعزيز المعرس
تنقل الحكومة اليمنية اجتماعها الدوري الأسبوع المقبل من العاصمة صنعاء إلى عدن جنوبي البلاد بسبب مخاوف أمنية وعمليات متطرفة تطال مجلس الوزراء بحسب مسؤول في رئاسة الوزراء.وكشف المسؤول إلى "العرب اليوم " مفضلاً عدم نشر اسمه عن أن أعضاء الحكومة اليمنية برئاسة خالد بحاح ،قررت نقل اجتماعها الدوري إلى محافظة عدن جنوب اليمن بعد تلقيهم معلومات تفيد أن الجماعات المتشددة تنوي مهاجمة مقر رئاسة الوزراء التي تجتمع فيه الحكومة .
وأفاد المسؤول أن المخابرات اليمنية أبلغت الحكومة بعدم عقد أي اجتماع في مقر رئاسة الوزراء حتى إشعار آخر بعد كشف المخابرات مخططًا لتنظيم "القاعدة" ،يستهدف رئاسة الوزراء ومقار حكومية يسيطر عليها الحوثيون.
وبررت مصادر رسمية يمنية نقل الاجتماع إلى عدن بأنه إجراء ناجم عن رغبة في "الاطلاع عن قرب على احتياجات المحافظة من المشاريع والعمل على تسريعها في إطار جهود وخطط الحكومة الرامية إلى النهوض بالواقع الاقتصادي والتنموي لمحافظة عدن" لكن مسؤول في رئاسة الوزراء أفاد في حديثه إلى "العرب اليوم" أن سبب نقل الحكومة اجتماعها الدوري إلى محافظة عدن مخاوف أمنية.
وفي وقت سابق، هددت الجماعات الإسلامية المتشددة من تنظيم القاعدة في اليمن، بمهاجمة واستهدف المقرات الحكومية والأمنية التي يسيطر عليها أو يقوم بحمايتها مسلحو جماعة " الحوثي " ذات الطابع الشيعي وهذا ما دفع الحكومة إلى نقل اجتماعها الدوري إلى عدن كونها لم تدخل دائرة الصراع بين الحوثيين وتنظيم القاعدة
ويواجه عدد من أعضاء الحكومة اليمنية صعوبات كبيرة في مزاولة مهامهم، بسبب سيطرة جماعة الحوثي منذ سبتمبر/أيلول الماضي على عدد من المقار الحكومية، فضلا عن إقامة مسلحيها نقاط تفتيش بالقرب من مبنى الحكومة في صنعاء.
وأثار نقل الحكومة اليمنية اجتماعها الأسبوعي المقبل إلى مدينة عدن جنوبي البلاد، الكثير من التكهنات حول الأسباب التي لم تفصح عنها التي دفعت إلى هذه الخطوة غير المألوفة في بلد أصبحت فيه جماعة الحوثيين أقوى من الدولة.
ويرى مراقبون أن نقل الاجتماع إلى عدن سيتيح أريحية أفضل لأعضاء الحكومة في عقد اجتماعاتهم رغم أن المدينة الجنوبية تشهد هي الأخرى توترًا أمنيًا بسبب تزايد أنشطة "الحراك الجنوبي" المطالب بالانفصال.
ويعيد هذا الانتقال إلى الأذهان انتقالًا مشابها جرى في ليبيا عندما فرت الحكومة والبرلمان المنتخب إلى مدينة طبرق شرق البلاد بعد سيطرة الميليشيات المسلحة على العاصمة طرابلس. وربما يكون هذا السيناريو الليبي مطروحاً بقوة لدى الحكومة اليمنية كبديل عن الدخول في مواجهة مفتوحة في صنعاء مع الحوثيين.
ولا تزال الدولة اليمنية تتمتع بنفوذ في الجنوب البعيد نسبيًا عن قبضة الحوثيين المسيطرين على مناطق واسعة في البلاد.
أرسل تعليقك