أعلنت وزارة "الداخلية" السعودية، القبض على منفذ عملية اغتيال الجنديين أثناء أداء مهامهما في شرق العاصمة الرياض بداية شهر نيسان/ابريل الجاري، ورصدها مليون ريال لمن يدلي بأية معلومة تقود إلى القبض على مدبر العملية، سعودي الجنسية.
وأكدت الوزارة في بيان صحافي لها، الجمعة، تورط تنظيم "داعش" المتطرف في سورية بتلك العملية، وأوضح المتحدث الأمني للوزارة اللواء منصور التركي، متابعةً للبيان الصحافي المعلن بتاريخ 9/4/2015 عن تعرض إحدى دوريات الأمن أثناء تنفيذ مهامها الاعتيادية في شرق مدينة الرياض؛ لإطلاق نار من سيارة مجهولة الهوية نتح منه قتل الجندي أول ثامر عمران المطيري والجندي أول عبد المحسن خلف المطيري، أنّ الجهات الأمنية تمكنت من القبض على أحد المشتبه في تورطهم في هذه الجريمة النكراء.
وأوضح التركي، أنّ المشتبه به المواطن يزيد بن محمد عبد الرحمن أبو نيان، البالغ من العمر 23 عامًا، بعد مداهمة مكان اختبائه في إحدى المزارع في مركز العويند، في محافظة حريملاء.
وأضاف، أنه بالتحقيق معه ومواجهته بما توافر ضده من قرائن، أقر بأنه من أطلق النار على دورية الأمن، وقتل قائدها وزميله؛ امتثالًا لتعليمات تلقاها من عناصر تابعة لتنظيم "داعش" المتطرف في سورية، وَجّهَ فيها بالبقاء في الداخل, للاستفادة من خبراته في استخدام الأسلحة، وصناعة العبوات الناسفة والتفخيخ، وصناعة كواتم الصوت، في تنفيذ مخططاتهم الإجرامية.
وأبرز، أنّه وفقًا لذلك؛ قابل، الاثنين الموافق 7/6/2015 وبتنسيق من عناصر التنظيم في سورية, شخصًا في أحد المواقع شرق مدينة الرياض، ادّعى أنه لا يعرف عن ذلك الشخص سوى أن اسمه برجس، ويتحدث بلهجة مغاربية، وخلال لقائهما تواصلا مع تلك العناصر, وتم إبلاغهما بطبيعة العملية المطلوب تنفيذها، وحددوا لكل واحد منهما دوره فيها, حيث كُلّف بإطلاق النار, فيما كُلّف شريكه بقيادة السيارة والتصوير عند التنفيذ، كما أمّنوا لهما السلاح والذخيرة ومبلغ مالي مقداره 10.000 ريال سعودي عبر طرف ثالث لم يقابلاه، على حد زعمه, وأذنوا لهما ببدء تنفيذ العملية.
وأردف، وأسفرت التحقيقات المكثفة والمستمرة في هذه القضية عن ضبط بندقية رشاش بولندية الصنع عيار 7.62 ملم، عثر عليها مدفونة في حفرة بعمق نصف متر داخل أرض مسورة في منطقة برية تبعد مسافة كيلومتر عن المزرعة التي كان يختبئ فيها الجاني في مركز العويند، وبإخضاعها إلى الفحوص الفنية في معامل الأدلة الجنائية, أثبتت النتائج أنها السلاح المستخدم في ارتكاب الجريمة من خلال تطابق العلامات المتخلفة عن الأظرف الفارغة والمقذوفات النارية مع بصمة البندقية.
وزاد، كما عثر في الحفرة نفسها على سلاح آلي ثاني مع سبعة مخازن ذخيرة، و166 طلقة حية، ومبلغًا ماليًا قدره 4898 ريالًا سعوديًا.
وأشار إلى أنّه تم أيضًا ضبط سبع سيارات ثلاث منها كانت في مراحل "التشريك", فضلًا عن مادة يشتبه في أنها من المواد المتفجرة، وأدوات تستخدم في أغراض "التشريك", مع مبلغ مالي مقداره 4500، وثلاثة أجهزة هاتف محمول، أحدها أُخفي داخل إطار سيارة تركت على جانب الطريق المؤدي إلى محافظة رماح، أما الجهازان الآخران فدفنا بالقرب منه.
واسترسل، أنّه من الفحص الفني لمحتويات الأجهزة الثلاثة وجود رسائل نصية متبادلة بين منفذي الجريمة والعناصر المتطرفة في سورية، تضمنت إحداها ما يفيد بتنفيذهما للعملية مع تسجيل لها بالصوت والصورة, ورسالة ثانية تأمرهما بالاختفاء والتواري عن الأنظار، وتطابقت هذه النتائج الفنية المتوافرة من فحص الأجهزة الهاتفية المضبوطة مع ما أدلى به الموقوف في إقراره.
وشدد على أنّ الجهات الأمنية تمكنت من تحديد برجس الذي أخفى هويته عن شريكه المذكور باستخدامه اسمًا مستعارًا، وتعمده الحديث بلهجة مغاربية إمعانًا منه في التضليل, واتضح أنّه المواطن نواف بن شريف بن سمير العنزي، من المطلوبين في قضايا حقوقية وجنائية.
واستطرد، وزارة "الداخلية" إذ تعلن عن ذلك, فإنها تدعو المطلوب نواف بن شريف سمير العنزي؛ إلى الرجوع إلى الحق وتسليم نفسه، وتهيب بجميع المواطنين والمقيمين ممن تتوافر لديهم أية معلومات عنه بالاتصال فورًا على الهاتف رقم 990 والإبلاغ عنه، وتم تخصيص مكافأة مالية مقدارها مليون ريال سعودي لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه، وتحذر في الوقت ذاته كل من يتعامل معه أو يقدم له أي نوع من المساعدة أو يخفي معلومات تدل عليه بأنه سيتحمل المسؤولية الجنائية كاملةً، فضلًا عن المسؤولية الدينية، واختتم "لعن الله من أوى محدثاً".
أرسل تعليقك