أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن أي اتفاق مع إيران يتناول برنامجها النووي "يجب أن يضمن المصالح القومية الأميركية"، مشدّدًا على أنَّ الشراكة مع دول مجلس التعاون الخليجي "أقوى من أي رادع نووي"، معترفًا بأنَّ خسارة الرمادي "انتكاسة".
وأوضح أوباما في مقابلة صحافية، أنَّ خسارة الرمادي تستدعي استعجالا أكبر في تدريب وتجهيز القوات العراقية، مشيرًا إلى أنَّ "علاقاتنا بدول الخليج ستتأثر إذا طورت برنامجًا نوويًا".
وخفض الرئيس الأميركي من احتمالات إطلاق الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني سباقا نوويًا في المنطقة، مشيرًا إلى أنَّه "ليس هناك أي مؤشر من السعودية أو أي دولة في مجلس التعاون بأنها تسير في هذا الاتجاه في حال نجحنا في منع إيران من الاستمرار في مسار حيازة السلاح النووي". وأضاف إن "الحماية التي نوفرها لدول مجلس التعاون كشركاء أكبر قدرة على الردع من أي قنبلة نووية وهم يدركون ذلك".
وبيَّن أنَّ قمة كامب ديفيد "تناولت بعض الشكوك والقلق ليس فقط من برنامج إيران النووي بل من تداعيات رفع العقوبات وبحثنا بالمسارات الأربعة التي يوفرها الاتفاق، التي ستغلق قنوات حصول إيران على هذا السلاح والتي سأوقعها".
وعما إذا كانت دول الخليج تنوي المضي في مشروع نووي شبيه بالبرنامج الإيراني قال أوباما: "لم نجد أي إشارة من السعوديين أو من أي دولة أخرى من أعضاء مجلس التعاون بأنها ترغب في المضي في برنامج نووي خاص بها"، وأضاف إنَّ "السبب يعود إلى أن الأمن الذي توفره الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة وهذه الدول رادع أكبر من أي مخزون نووي مستقل".
وحول الوضع في العراق، صرَّح أوباما بعد يومين من سقوط الرمادي بيد "داعش"، قائلًا: "إننا لا نخسر، ليس هناك شك بأن سقوط الرمادي خسارة تكتيكية رغم أنَّ وضع الرمادي كان هشًا لوقت طويل"، مشيرًا إلى أنَّ السبب في ذلك "هو عدم وجود قوات عراقية دربناها وعززناها هناك"، لافتًا إلى أنَّ مهام التدريب "لا تتم بالسرعة الكافية في الأنبار وفي الأجزاء السنية من البلاد فيما رأينا تقدما في الشمال".
وفي سياق متصل، تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لدى استقباله رئيس الوزراء حيدر العبادي في موسكو أمس الخميس، بتزويد العراق بكل ما يلزم للقضاء على تنظيم "داعش"، مشيرًا إلى أنَّ التعاون بين البلدين في المجالات المختلفة "يتطور على رغم الصعوبات".
وأجرى بوتين والعبادي جولة محادثات موسعة في الكرملين، شغلت العلاقات الثنائية والوضع في العراق وسورية الحيز الأساس فيها، وافتتح الرئيس الروسي المحادثات بالإشارة إلى مستوى التقدم الذي شهدته العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أن حجم التبادل التجاري ازداد عشرة أضعاف خلال العامين الماضيين، وشدَّد على تطلع موسكو إلى تطوير التعاون في كل المجالات، على الرغم من الصعوبات التي يواجهها العراق والمنطقة حاليًا.
وأشار بوتين إلى أن الشركات الروسية "تعمل في العراق وتنفذ على أراضيه مشاريع كبيرة، ويدور الحديث عن استثمارات ببلايين الدولارات"، مؤكدًا أن موسكو "تعمل على تعزيز العلاقات في المجالين المدني والعسكري".
أما العبادي فركز على ملف التطرف، وقال إنَّ أمله كبير في أن تساهم محادثاته مع بوتين في تعزيز التعاون لمكافحته، ليس في العراق فحسب، بل في منطقة الشرق الأوسط، وأشار قبيل اللقاء إلى أنه توجه إلى موسكو في زيارة رسمية "على الرغم من أن بعض القوى نصحته بتأجيلها".
وأضاف: "نقيّم عاليًا العلاقات مع روسيا، ونعتبرها واعدة، وأعتقد بأن هذه الزيارة تؤكد ذلك، خصوصًا أن النقاش سيتطرق إلى كل التعاون في مجالات النفط والطاقة والاستثمارات والمجال العسكري".
وعلى رغم عدم إسهاب الطرفين في الحديث عن آفاق التعاون العسكري بينهما، لكن هذا الملف شغل حيزًا أساسيًا من المحادثات، وسبقت الزيارة ترجيحات لاحتمال توقيع عقود عسكرية بثلاثة بلايين دولار، لكن حديث الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بددها عندما أشار إلى عدم نية الطرفين توقيعها الآن.
أرسل تعليقك