أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، السبت، زيارة مفاجئة تفقد خلالها الكمائن والنقاط الأمنية في العريش، بعد نجاح القوات المسلحة في توجيه ضربة قاصمة للعناصر المتطرفة خلال الهجوم التخريبي الأخير الذي تعرضت له النقاط في نطاق محافظة شمال سيناء.
وارتدى الرئيس السيسي، خلال الزيارة، الزي العسكري للمرة الأولى منذ توليه رئاسة الجمهورية، وتفقد مركز عمليات قطاع تأمين شمال سيناء واستمع إلى شرح تناول سير العملية وسرعة رد الفعل للتعامل الحاسم مع العناصر المسلحة التي حاولت الهجوم على الكمائن، كما تابع سير العمليات العسكرية والأمنية المبذولة بالتعاون بين الجيشين الثاني والثالث الميداني وعناصر الدعم من الأفرع الرئيسية وأجهزة القوات المسلحة بالتعاون مع الشرطة المدنية لتمشيط ومداهمة البؤر التي تضم متطرفين في شبه جزيرة سيناء.
وعبّر الرئيس السيسي عن سعادته بما حققه جنود وضباط القوات المسلحة والشرطة خلال العمليات الأخيرة، مشيدًا بما لمسه من روح معنوية عالية يتمتع بها المقاتلون الذين أقسموا على النصر أو الشهادة من أجل الوفاء بالمهام المقدسة المكلفين بها، كما تفقد جانبا من الأسلحة والذخائر والمضبوطات التي جرى ضبطها خلال عمليات التمشيط والمداهمة والمواجهات مع العناصر المسلحة في شمال سيناء.
ووقف الرئيس السيسي خلال اللقاء الذي جمعه مع مقاتلي القوات المسلحة في العريش، دقيقة حدادًا على أرواح الشهداء، كما أدى التحية العسكرية لمقاتلي القوات تقديرا واعتزازا بما يبذلوه من جهد لحماية الأمن القومي المصري.
وأكد الرئيس أنّ التاريخ سيتوقف طويلا أمام ما يؤديه الجيش المصري الذي يقاتل للحفاظ على حدود مصر وأرضها وأمن شعبها واستقرارها على الرغم من الظروف بالغة الصعوبة التي تمر بها المنطقة، فضلا عن مساهمته مع الدولة في مجالات التطوير والتنمية وتحسين قدرات مصر وبنيتها الأساسية والاقتصادية.
وأضاف "الشعب المصري يدرك جيدا أن ماحدث من عمليات متطرفة خلال الأيام الأخيرة من استهداف النائب العام كان يحمل الكثير من الرسائل من أهل الشر إلى الشعب الذي خرج بالملايين في 30 حزيران/ يونيو للدفاع عن قيمهم وحضارتهم تفيد بأنهم سيكممون صوت المصريين بقتل محامي الشعب، وما استتبعه من هجوم على القوات في الشيخ زويد، والذي جرى الترويج له في الداخل والخارج للإعلان عن ولاية إسلامية في سيناء بعد عامين من تحرك المصريين لتغيير النظام".
وأشار الرئيس إلى أنّ "هذا العمل كان يهدف إلى إرسال صورة غير حقيقية عن الأمن والاستقرار في مصر، والنيل من كرامة الوطن والشعب، وكنا نتابع الموضوع لحظة بلحظة وعلى يقين من قدرة رجال القوات المسلحة على إدارة العمليات".
وأكد الرئيس السيسي أن العالم أيقن أن أمن مصر هو الدعامة الحقيقية للاستقرار في المنطقة والعالم، وتابع "الأعداء يعلمون جيدا قيمة الجيش المصري وقدرته على دحر التطرف في سيناء وأن مصر ستنتصر".
وأبرز أن "الشعب يقف خلف أبنائه من رجال القوات المسلحة، وما يقومون به من مهام وطنية في سيناء وعبر الحدود الغربية والجنوبية بكل الأمانة والشرف". وقدم التعازي باسم مصر لكل أسرة مصرية قدمت شهيدًا أو مصابًا للحفاظ على كل شبر من أرض الوطن.
ولفت إلى أنّ مدينة الشيخ زويد لا تمثل 5% من مساحة سيناء، وأن بعض وسائل الإعلام في الداخل والخارج ساهمت في إخراج الصورة على هذا النحو المنظم، داعيًا المواطنين إلى الانتباه للمؤامرة التي تحاك ضد الوطن.
وكشف عن أنّ حجم الخسائر التي تكبدتها الجماعات المتطرفة التي تورطت في الهجمات التخريبية بلغ حوالي 200 فرد، وتابع "لا أحد يمكنه فرض سيطرته على المصريين".
وأبرز أنّ "حجم القوات الموجودة فى سيناء يمثل نسبة 1% من الجيش، والقوات الجوية التي تدخلت تعتبر كذلك 1% والجيش قادر على تصفية المتطرفين ألف مرة"، محذرًا من استخدام حروب الجيلين الرابع والخامس.
وأشار الرئيس إلى أنّ "التطرف اختلف كثيرًا عما سبق والجميع أيقن أن مصر عماد الأمن والاستقرار في المنطقة، كما أنها تؤدي دورها الحضاري والأخلاقي والديني".
واختتم حديثه بالقول "نحن مطمئنون بفضل الله على الواقع الذي نسير فيه والمستقبل الذي نتطلع إليه، وفي 6 آب/ أغسطس المقبل حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، ولا يمكن لأحد أن يهزم إرادة الشعب ونحن نهدف إلى البناء والتعمير وإسعاد الناس".
أرسل تعليقك